الرئيس الغزواني.. غزّاوي الموقف والانتصار للحق الفلسطيني

الشروق نت / حين قال أمير قطر في القمة العربية الإسلامية بالدوحة: «الآن أعطي الكلام للرئيس محمد ولد الشيخ الغزاوي»، بدا في البداية أنه مجرد خطأ في نطق اسم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وهو ما اعتذر عنه لاحقًا. لكن الحقيقة أن أمير قطر كان على حق، فالرئيس الغزواني غزّاوي الموقف والانتماء حين يتعلق الأمر بفلسطين، غزّاوي في رفضه لحرب الإبادة على غزة، وغزّاوي في دفاعه عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة والكرامة.
منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، لم يتأخر صوت موريتانيا عن التعبير بوضوح وصرامة عن إدانة المجازر والجرائم البشعة، وظل الرئيس الغزواني رأس الحربة في الدفاع عن القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية. ففي القمة العربية الإسلامية الطارئة بالرياض (فبراير 2023)، وصف ما يجري في غزة بأنه «أبشع صور الجرائم الإنسانية»، محذّرًا من أن صمت المجتمع الدولي «يفقده المصداقية ويجعله شريكًا في هذه الجرائم». وطالب حينها بتدخل فاعل يوقف إطلاق النار ويفتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال الغذاء والدواء والماء والوقود.
وفي قمة القاهرة للسلام، عاد الرئيس الغزواني ليجدد موقف موريتانيا الثابت، مؤكدًا أن ما يتعرض له المدنيون العزّل في غزة «يصادم كل القيم والمبادئ الإنسانية»، مستشهدا بمجزرة مستشفى المعمداني بوصفها واحدة من أبشع الجرائم التي يندى لها جبين البشرية. وأوضح أن جوهر المأساة يكمن في استمرار حرمان الشعب الفلسطيني من حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي القمة العربية بالمنامة (مايو 2024)، ارتفع صوت موريتانيا مجددًا، على لسان رئيسها، ليؤكد أن ما يتعرض له أهل غزة هو «إبادة جماعية ممنهجة»، داعيًا إلى حل سياسي شامل يضع حدًا للنزاعات، ويوقف الحرب التي تفتك بالأطفال والنساء والشيوخ تحت أنظار العالم.
ولم يكتف الغزواني بالفضاء العربي، بل خاطب الأمم المتحدة في سبتمبر 2024، مدينًا أمام زعماء العالم «حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني»، ومؤكدًا تمسك موريتانيا بالحق الفلسطيني في الكرامة والسيادة، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
لقد كان موقف موريتانيا، في بياناتها الرسمية ومواقف رئيسها، شاهدًا على أن القضية الفلسطينية ليست بالنسبة لشعبها ورئيسها ملفًا دبلوماسيًا عابرًا، بل قضية مقدسات وكرامة إنسانية. ولأن المواقف تقاس بالفعل لا بالشعارات، جاءت التبرعات الشعبية الموريتانية دعماً لإخوانهم في غزة، بإشراف مباشر من الدولة، لترسخ وحدة الموقف بين القيادة والشعب.
هكذا يتأكد أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، غزّاوي حين يرفض الحرب الظالمة، و غزّاوي حين يناصر الحق الفلسطيني..
البو ولد أحمد سالم