فم لكليتة: المزارعون ينتفضون في مسيرة حاشدة رفضًا لمصادرة أراضيهم لصالح “شركة السكر”

الشروق نت – فم لكليتة
شهدت بلدة فم لكليتة اليوم الجمعة تظاهرة شعبية حاشدة، شارك فيها المئات من المزارعين وأسرهم، للتعبير عن رفضهم القاطع لما اعتبروه “مصادرة جائرة” لأراضيهم الزراعية ومنحها لصالح شركة السكر.
وانطلقت المسيرة من أمام مقر الشركة بالبلدة، في مشهدٍ جسّد وحدة الأهالي وتشبثهم بحقهم التاريخي في الأرض.
وسار المحتجون على الأقدام باتجاه مقر البلدية، حاملين لافتات وشعارات تُندد بالمشروع، ومطالبين الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بالتدخل العاجل لوضع حد لما وصفوه بالظلم الواقع عليهم، وإنصافهم بحمايةحقوقهم .
وفي مقر البلدية، حمّل ممثلو المزارعين عمدة البلدية، رسالة موجهة إلى السلطات العليا، أكدوا فيها أنهم ليسوا ضد إقامة مشروع صناعي لإنتاج السكر في المنطقة، لكنهم يرفضون بشكل مطلق أن يُقام المشروع في أراضيهم الزراعية التي يملكونها ويستغلونها منذ أكثر من أربعة عقود، بموجب اتفاق موقع و موثق سنة 1981 بين الملاك الأصليين والدولة الموريتانية.
المتحدثون باسم المتظاهرين شدّدوا على أنّ الأرض ليست مجرد مساحات زراعية فقط ، وإنما هي ذاكرة وامتداد أجيال، وأن محاولة نزعها لصالح الشركة يُعد انتهاكًا صارخًا للعقد الاجتماعي والقانوني بينهم و الدولة، وتهديدًا لأمنهم الغذائي ووجودهم ذاته.
وقد عبّر جميع المتحدثين خلال الوقفة عن رفضهم القاطع لإنشاء شركة السكر على أراضيهم الزراعية، معتبرين أن المشروع إذا ما أُقيم على تلك المساحات، فإنه سيحوّل مئات الأسر إلى عاطلين، ويحرمهم من مصدر رزقهم الوحيد، ويفتح الباب أمام أزمة اجتماعية خانقة.
كما أبدى عدد من المشاركين استغرابهم من إصرار السلطات على تجاهل أصوات المزارعين، مؤكدين أنّ ما يجري اليوم ليس سوى بداية حراك متصاعد سيستمر حتى تعود الحقوق إلى أصحابها.
وجددوا الدعوة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى التدخل المباشر والعاجل، لوقف ما وصفوه بالظلم، وتجنيب المنطقة ازمة اجتماعية و اقتصادية بل و أزمة وجود للآلاف المواطنين.
التظاهرة عكست وحدة الأهالي وإصرارهم على التمسك بحقوقهم، وأرسلت رسالة قوية بأنّ التنمية الحقيقية لا يمكن أن تُبنى على أنقاض المزارعين، ولا على مصادرة أرزاق البسطاء، بل على احترام العقود والقوانين وصون ذاكرة الأرض وكرامة الإنسان.