أخبار كوركولأخبار وتقاريرمميز

مهرجان “مستقبل مشرق” في أمبود.. فسيفساء الوحدة الوطنية وتجسيد لرؤية الرئيس الغزواني

الشروق نت – أمبود

في لحظة فارقة من تاريخها الثقافي والاجتماعي، شهدت مقاطعة أمبود انطلاق فعاليات مهرجان “مستقبل مشرق”، حدثٌ نوعي جمع بين عبق التراث ووهج الحاضر، وفتح نوافذ الأمل نحو المستقبل. المهرجان، الذي نظم بمبادرة من الوزيرة المستشارة برئاسة الجمهورية عيشاتا با يحي، والنائب عن حزب الإنصاف جعفر ولد ماء العينين، وبمشاركة منتخبي وأطر المقاطعة، جسّد لوحة وطنية نابضة بالحياة، عكست غنى الموروث الثقافي وعمق التلاحم الاجتماعي في عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني. وقد افتتح التظاهرة الحاكم المساعد لمقاطعة أمبود، في حضور رسمي وشعبي واسع منح المهرجان بعده الوطني الشامل.

تحوّل فضاء المهرجان إلى مرآة لموريتانيا المصغرة؛ حيث انسابت أنغام النيفارة الأصيلة لتتناغم مع أوتار الرباب الفلاني وإيقاعات طبول السوننكي، في مشهد تداخلت فيه الأصوات والألوان لترسم علم الجمهورية بأبعاده الثلاثة: الأحمر والأخضر والأصفر. كانت اللحظة احتفاءً بالوحدة، واستعادة لصوت الأرض والذاكرة، وترسيخًا لرسالة أن أمبود تظل حاضرة كرمز للتماسك الوطني والتنوع الثقافي.

عمدة بلدية أمبود المركزية، سيد بويه ولد التار، أكد في كلمته أن المهرجان وحّد الفاعلين المحليين على اختلاف توجهاتهم، واحتضن الجميع في جو من الفرح والانسجام. ورأى أن مثل هذه المبادرات يجب أن تتحول إلى سنة حسنة بين أبناء المقاطعة، لما تحمله من معانٍ عميقة للتلاحم وروح الوحدة. ووجه العمدة شكره للوزيرة عيشاتا با يحي، ولكل القائمين على التنظيم، معتبرًا أن الفكرة تحمل رسالة أمل وتجسد رؤية جامعة.

في كلمتها، أبرزت الوزيرة عيشاتا با يحي أن المهرجان جاء امتثالا لتوجيهات فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بضرورة قضاء العطل في الداخل وتشجيع المبادرات المحلية لتعزيز التنمية والاقتصاد الوطني. وأوضحت أن المهرجان جسّد وحدة المقاطعة بجميع أطيافها، وأظهر ثراءها الثقافي والحضاري، مؤكدة أن الحضور الكثيف هو تعبير عن الحرص الجماعي على تقدم المقاطعة وصون تراثها العريق. وقد ختمت الوزيرة كلمتها بتوجيه الشكر العميق لكل من لبى الدعوة وأسهم في إنجاح هذا الحدث.

من جانبه، اعتبر النائب عن حزب الإنصاف جعفر ولد ماء العينين أن هذه المبادرة ليست مجرد حدث عابر، بل هي تعبير حي عن إرادة أحرار مقاطعة أمبود الغيورين على وحدة صفها. وأشاد بجهود الوزيرة التي وصفها بأنها وجه المقاطعة الأمين في مراكز صنع القرار، مؤكدًا أنها لم تدخر جهدًا في زيارة القرى، سواء في حر الصيف أو خريف الأمطار، من أجل الاستماع لهموم السكان والبحث عن حلول عملية لها. وأضاف النائب أن عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني شكّل نقلة نوعية للمقاطعة على صعيد الخدمات الأساسية، حيث انعكست السياسات التنموية بشكل ملموس على حياة المواطنين اليومية. كما شدد على ضرورة تعزيز الثقة في الوزيرة عيشاتا با يحي، باعتبارها ممثلة صادقة لساكنة أمبود، وصمام أمان لهم في مختلف مراحل مسيرتها المهنية.

أما النائب عن حزب الكرامة الحسن ولد باها، فقد رحب بمبادرة المهرجان واعتبرها فعلًا إيجابيًا يرفع من مكانة المقاطعة ويعكس دعمًا صادقًا لخيارات الرئيس الغزواني. وأوضح أن مقاطعة أمبود، رغم كونها ضمن المقاطعات العشر الأوائل من حيث عدد السكان، لم يُترجم ثقلها الديمغرافي إلى تمثيل كافٍ في مراكز صنع القرار أو فرص التوظيف. وطالب بضرورة إنصاف أبنائها في هذا المجال، خصوصًا أن عشرات الشباب من أبناء المقاطعة يحملون شهادات عليا في مختلف التخصصات. وأكد أن هذا الإنصاف يجب أن يواكب ما تحقق للمقاطعة من مكاسب ضمن البرنامج التنموي الاستعجالي للرئيس الغزواني.

المهرجان شهد مشاركة نوعية لعدد كبير من الشخصيات الوطنية والمحلية، من بينهم: عمدة بلدية فم لكليتة هاشم ولد أعلي الملقب هادية، وعمدة بلدية دباي أهل كلاي القطب ولد أسويلم، وعمدة بلدية كنكي أدي، والمفتش بوزارة الإسكان محمد كوني، والمدير الجهوي للشؤون الإسلامية بولاية كيدي ماغا آمادو أنياندا، ومدير مستشفى كيهيدي آبو ديه. كما حضر وزير الإسكان أنيانغ مامودو، ومدير ديوان الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية جالو مامادو عبد الله، وعمدة بلدية كيهيدي دمب أنجاي.

ولم يخلُ المهرجان من طابع فني مؤثر، حيث قدمت الفرق المحلية عروضًا موسيقية ورقصات فولكلورية تمثل مختلف مكونات المقاطعة، لتؤكد مجددًا أن أمبود هي صورة مصغرة لموريتانيا الجامعة بتنوعها وتماسكها.

لقد بدا المهرجان –بما شهده من كلمات ومشاركات ورموز– أبعد من مجرد تظاهرة ثقافية محلية، فهو يترجم على أرض الواقع الرؤية الوطنية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني القائمة على ربط التنمية بالهوية، وصون التراث في سياق بناء الدولة العصرية. كما شكّل مناسبة لتجديد الالتفاف حول مشروع وطني يضع الإنسان في صميم أولوياته، ويعزز حضور المقاطعات الداخلية كمحرك أساسي في معادلة التوازن الوطني.

أجمع المتدخلون على نجاح المهرجان، وأشادوا بجهود الوزيرة عيشاتا با يحي في جمع الطيف السياسي والاجتماعي للمقاطعة في حدث جامع، يعكس روح الانسجام والوحدة. وقد تجلت رسالة أمبود في هذا اليوم واضحة: أن الثقافة يمكن أن تكون جسرًا متينًا نحو التنمية، وأن التنوع حين يحتفى به يتحول إلى مصدر قوة، وهو ما يجعل المقاطعة تسير بخطى واثقة مع بقية الوطن نحو مستقبل مشرق.


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى