كتاب ومقالات

نكبة الفقراء و نكبة الأصهار … / محمد ولد ماسير

الشــروق / لاشك ان دور السلطات الرسمية في إعانة المنكوبين دورا مهما و هي وحدها القادرة على التعويض لهم عن الخسائر المادية التي تخلفها فياضانات بحجم تلك التي ضربت مدينة أطار قبل أيام ومدينة امبود قبل ذالك و الطينطان 2008 .. وتلك مسؤولتها .
إلا ان تفاوت الإهتمام بالنكبات يبدو جليا عندما يتعلق الأمر بمدينة بحجم أطار لها أطرها الفاعلين بشدة في الأنظمة العسكرية الشمولية المتعاقبة على السلطة ..
زيارة رئيس الجمهورية العاجلة التي أوشكت ان تسبق الكارثة نفسها هي خير دليل ..
والاقتصار على خنشات من الأرز و قطرات من زيت الطبيخ عندما يتعلق الأمر بكارثة أمبود التي خلفت مئات الأسر المشردة بلا مأوى!!
ما سر هذا التفاوت في الاهتمام ؟
هل يعكس فعلا التفاوت الطبقي المادي بين الساكنتين ؟
أم هو تجسيد للفوارق الطبيعية بين القبائل الوازنة سياسيا والمهمشين الذين لا نصير لهم.؟
أم ان فخامة الرئيس يقوم بدوره الأسري الطبيعي في مآزرة أصهاره .؟
تقع مدينة امبود في الجزء الجنوب الشرقي من البلاد كملتقى طرق بين مدينة كيهيدي وسيلبابي وساكنتها من جميع اطياف المجتمع الموريتاني ويعتمد اقتصادها المحلي على الزراعة و التنمية .. في اواخر العام ما قبل المنصرم استيقظ الساكنة على سيول جارفة هدمت السدود الفاصلة بين الاراضي الزراعية و مساكن المواطنين مما أدى إلى سقوط ما يزيد 600 وحدة سكنية .
تأخر اهتمام السلطات الإدارية بالقضية وفي اليوم الخامس بالضبط التفتت مفوضبة الأمن الغذائي بكمية متواضعة جدا من الأرز ..
كان هذا حجم التعاطي الرسمي مع الكارثة .. لنقارنه بزيارة الرئيس لأطار قبل أيام و الحديث عن مليون و ثلاث مئة اوقية للأسرة الواحدة !
النتيجة الحتمية التي سنصل إليها هي عدم المساواة بين الشعب الواحد لأن ساكنة أطار تشفع لهم قرابة ول الجيد -نائب اطار – بالسيدة الأولى مثلا و تربع ول محم على عرش التطبيل و التزمير في الإتحاد من أجل نهب الجمهورية ..
و من لمدينة مثل أمبود ؟
سمو الأشياء بمسمياتها .. الدولة تنتصر للأصهار الرئيس و أهل رئيس الحزب الحاكم في إشارة واضحة إلى عدم اهتتمام بالمواطنين الضعفاء الذين لا يملكون شخصيات بحجم المذكورين آنفا .
فالتسقط الزبونية والمحسوبية
نعم للعدالة بين جميع مكونات الشعب .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى