كوركول: جدل في مجموعة “واتساب” لأطر حزب الإنصاف بعد حذف روابط تحقيق صحفي حول التمثيل السياسي والاجتماعي في الولاية

الشروق نت/ تصاعدت حدة التوتر داخل مجموعة “واتساب” خاصة بأطر حزب الإنصاف في ولاية كوركول، على خلفية حذف روابط سلسلة تحليلية نشرها موقع الشروق نت تحت عنوان: “كوركول بين التعدد والتوازن: مقاربات في عدالة التمثيل وشفافيته”، والتي سلّطت الضوء على واقع الإقصاء والتهميش الذي تعانيه مكونات اجتماعية واسعة في الولاية.
وقد أقدم أحد أعضاء المجموعة، المنتمي إلى المكوّنة الاجتماعية المحتكرة للمناصب السياسية والإدارية في كوركول، على حذف الروابط فور نشرها، من طرف نائب رئيس جهة ولاية كوركول السيدة أقيلة ديكو، في تصرّف وُصف بأنه “أرعن ودكتاتوري”، خصوصًا أنه تكرر لاحقًا حين عمد نفس الشخص إلى حذف تسجيلات صوتية تندد بتصرفه، دون أن يلقى أي ردع أو إدانة من طرف فدرالي حزب الإنصاف، الذي يُعد من المشرفين على المجموعة ، أو من أحد أعضاء المجموعة و من بينهم وزراء الولاية .
ويبدو أن هذا السلوك غير الديمقراطي لقي قبولًا ضمنيًا – بل واستحسانًا – من طرف بعض أعضاء المكونة المحتكرة داخل المجموعة، حيث ساد صمت مطبق تجاه هذا التجاوز، ما اعتُبر تكريسًا لمنطق الإقصاء الرقمي المعبر عن واقع أعمق من التهميش داخل مؤسسات الدولة في الولاية.
ويؤكد متابعون أن ما حدث داخل المجموعة ليس سوى انعكاس صارخ لحقيقة التمثيل الأحادي، الذي عرّته سلسلة الشروق نت ، من خلال تتبّع دقيق لبنية النفوذ والتوظيف في كوركول، وفضح غياب التوازن والعدالة في توزيع الفرص والتمثيل بين مكونات المجتمع.
هذه الحادثة كشفت بوضوح هشاشة الخطاب الرسمي حول “الإنصاف”، ووضعت قيادة الحزب في ولاية كوركول، أمام اختبار حقيقي لمدى التزامها بالمبادئ التي يرفعها حزب الإنصاف ، كما أنها تضع السلطات العليا أمام مسؤولية أخلاقية وسياسية لمعالجة اختلالات تمثيل صارخة، باتت تهدد السلم الاجتماعي وتقوّض ثقة المواطن في المؤسسات.
ويتزايد الإلحاح اليوم على ضرورة تدخل عاجل لتصحيح المسار، وضمان بيئة حزبية ومؤسسية تعكس التعدد وتُنصف الجميع، بدل تكريس سطوة مكوّن واحد على مقدرات الولاية.