قنصل شرفي بحجم سفير… دعوات لإنصاف الولي ولد الشيخ الطالب أخيار

الشروق نت (السينغال) – تشهد الأوساط الموريتانية في السنغال، وخصوصًا ولايات وسط البلاد ، حراكًا متناميًا للمطالبة بردّ الاعتبار للقنصل الشرفي لموريتانيا في هذه المنطقة، الولي ولد الشيخ الطالب أخيار، الذي يُجمع كثيرون على أنه مثّل على مدى سنوات نموذجًا فريدًا في الدبلوماسية الفاعلة، وخدمة الجالية، والدعوة الصامتة، دون أن يحظى حتى اليوم بالتكريم المستحق من الدولة.
ويواصل القنصل الشرفي مهامه بنشاط، إذ لم يدّخر جهدًا في تمثيل بلاده، وتعزيز روابط الأخوّة بين موريتانيا والسنغال، واحتضان الجالية الموريتانية، خصوصًا فئة المنمين وتجار المواشي، الذين يشكلون نسبة هامة من المقيمين في هذه المنطقة الحدودية. وقد عرف عنه دوره المحوري في حل النزاعات، وتوفير الحماية القانونية لممتلكات الموريتانيين، وفتح قنوات تواصل فعالة مع السلطات الإدارية والبلدية السنغالية.
ويؤكد متابعون أن الولي ولد الشيخ الطالب أخيار، رغم كونه قنصلاً شرفيًا، كان بمثابة “قنصل دائم بحجم سفير”، نظرًا لاتساع دائرة تأثيره، والتزامه اليومي بمهام تتجاوز ما يُنتظر عادةً من المناصب الشرفية، حيث شكل دعامة قوية للسفارة الموريتانية في دكار، وركنًا أصيلاً في كل ما يتعلّق بالجالية في المناطق الداخلية من السنغال.
وعلى الصعيد الروحي، يعتبر القنصل الشرفي مرجعية دينية معروفة، حيث ظلت زاويته في المنطقة منارةً لنشر قيم الإسلام السمح، ومركزًا لجمع الكلمة وتعزيز التعايش بين الموريتانيين وسكان المنطقة من مختلف الخلفيات، مما أضفى على حضوره بعدًا إضافيًا يتقاطع فيه الديني بالوطني.
سياسيًا، كان له إسهام بارز – وإن بهدوء – في إنجاح التعبئة السياسية لصالح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، سواء في صفوف الجالية أو داخل الوطن، مستفيدًا من امتداداته الاجتماعية وعلاقاته المتجذرة في الحقلين الديني والقبلي.
وفي ظل هذا المسار الطويل من العمل والتفاني، ترتفع اليوم أصوات من الجالية ومن شخصيات وطنية، للمطالبة بردّ الاعتبار للرجل عبر منحه موقعًا دبلوماسيًا رسميًا، ينسجم مع حجم الجهود التي قدّمها، ويعبّر عن التقدير المؤسسي لمن خدم الدولة بوفاء وهدوء، وظل وفيًا لرسالته ومُثُله دون توقف.
وبينما يواصل القنصل الشرفي أداء مهامه بنفس الالتزام، تتجه الأنظار إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، التي يعوّل كثيرون على أن تبادر بخطوة تعيد لهذا الاسم اعتباره، وتكرّم أحد أكثر القناصل الشرفيين تأثيرًا ونجاعة في تاريخ التمثيل الخارجي لموريتانيا.