سيظل حلم اصطفاف لوني فى موريتانيا شبيها بفصل الموج عن المحيط..
الشروق نت / كان جيل تاسيس حركة افلام العنصرية الانفصالية يطمح لشيئ واحد وهو أن يجد فرصة لخلق اصطفاف لوني فى موريتانيا ، وتحويل الثنائية القومية( عرب – زنوج ) إلى ثنائية ( أبيض- اسود).
بتحالف صمبا وبيرام اليوم يعتقد قادة المقبورة( افلام ) انهم وبعد أربعةعقود بدأوا تحقيق طموحهم الغريب والذى يحظى برعاية جهات أجنبية معروفة بعدائها للدول العربية هي نفسها التى فرقت السودان إلى جنوب افريقي مسيحي ، وشمال عربي مسلم مستخدمة ورقة التنافر الديني إذ أن الاصطفاف اللوني فى السودان غير ممكن .
مخطط( افلام) يستنسخ مقاربات مماثلة فى السودان ولبنان والعراق لإسقاطها على الواقع الموريتاني .
إن جهات دولية عملت وتعمل دون كلل على تمزيق الدول العربية معتمدة على خلط كل الأوراق واللعب على كل الحبال.
ترى مقاربة ( افلام) ان الموريتانيين لديهم نفس الدين والحضارة والتعايش القومي والورقة الرابحة هي فقط إعطاء الانطباع بأنه توجد أغلبية سوداء موحدة تقهرها اقلية بيضاء مسيطرة بالمال والسلاح والنفوذ .
طبعا لم ينتبه المنظرون اللونيون إلى وجود الاف( السود) هم جزء من المجتمع ( الأبيض ) وآلاف ( البيض) هم جزء من المجتمع( الأسود )، بعض امراء( البيظان) و(اشرافهم) و(اشياخهم) من ذوى البشرة السوداء ، وبعض أشهر الأسر فى مجتمعات ((لكور) من ذوى البشرة البيضاء.
ثمة طينة مشتركة بين عرب البلاد وزنوجها خلقت تعايشا عصيا على دعوات التفرقة، فتجد زنوجا يتحدثون الفصحى افضل من العرب ، وتجد عربا يتحدثون اللهجات الزنجية افضل من الزنوج وهكذا.
ولذلك فالاصطفاف اللوني غير ممكن لأسباب ثقافية واجتماعية بنيوية ، يعرفها كل ملم بطبيعة تكوين المجتمعات الموريتانية. ثم إن الإسلام الحنيف لحم المجتمع الموريتاني لحمة لا سبيل لخرقها أو اختراقها .
نعم يمكن مرحليا لتيام التحالف سياسيا مع بيرام ، ولكن لايمكنه الوثوق بأنه نجح فى خلق اصطفاف لوني ، كذلك الذى يحلم به فالرجلان يبحثان عن مكاسب سياسية ، و لكنهما لا يحملان تفويضا ، من السود عربا أو افارقة، ولايتحدثان باسم أي من المكونتين .
سيظل حلم اصطفاف لوني فى موريتانيا شبيها بفصل الموج عن المحيط ثم فصل الرغوة عن الموج .
فهنا كل شيئ يجمعنا كموريتانيين ولاشيء إطلاقا يمكن أن يفرقنا.
حبيب الله ولد أحمد