أخبار كوركول

الجزائر في قلب خلاف بين المغرب وموريتانيا حول القمة العربية

الشــروق /أرجعت  مصادر دبلوماسية عربية “البرودة” التي تمر بها حاليا العلاقات الموريتانية المغربية عشية استضافة نواكشوط للقمة العربية،  إلى التقارب الجزائري الموريتاني الذي أعاد الدفء إلى محور الجزائر- نواكشوط بعد أزمة دبلوماسية عاصفة.

وذكرت مصادر إعلامية موريتانية أن العاهل المغربي محمد السادس يرفض منذ أسابيع استقبال وزير الخارجية الموريتاني لغرض تسلم دعوة الرئيس ولد عبد العزيز لحضور أعمال القمة العربية التي اعتذرت الرباط عن استضافتها هذا العام.

وأفادت المصادر ذاتها أن الديوان الملكي للعاهل المغربي تحجج في مرتين بانشغال الملك محمد السادس بزيارته إلى فرنسا على أن يتم ترتيب موعد للقائه بعد عودته من باريس دون أن يتحقق ذلك، وفي المرة الأخرى برر الديوان لوزير الخارجية الموريتاني بأن الظرف غير مناسب الآن.

وفي مؤشر على التوتر الذي تعيشه العلاقة بين انواكشوط والرباط، أقدمت الحكومة الموريتانية على طرد عدد من العاملين بشركة اتصالات “موريتل” التي يملكها البلدان بالتناصف، وبررت الشركة طرد العمال بأنهم يعملون في مواقع فنية حساسة ينبغي أن يشغلها مواطنون موريتانيون.

وفي تعليقه على الحادثة قال محمد الأمين ولد الشيخ الناطق الرسمي باسم الحكومة المورتانية إن اليوم الخميس  “شركات الاتصال لديها أجهزة حساسة ويجب التأكد من أنه يتم استحدماها في الغرض الصحيح” ملفتا إلى أن الموظفين الموريتانيين يجب أن تكون لهم أولوية في شغل المناصب الحساسة بهذه الشركات.

لكن ولد الشيخ نفىأن يكون طرد الالعمال المغاربة من الشركة الموريتانية المغربية للاتصالات “موريتل” يتعلق باستهداف للمغرب أو يدخل في إطار توتر يشوب العلاقات بين البلدين.

وطرحت الصحافة الموريتانية عدة تساؤلات بشأن التردد المغربي في قبول دعوة الرئيس ولد عبد العزيز، وربطت ذلك بانتعاش العلاقات الجزائرية الموريتانية في أعقاب تبادل زيارات رسمية أنهت جفاءً ظل قائماً بين البلدين لشهور طويلة بسبب خوض دبلوماسي جزائري في ملف الصحراء الغربية.

ويعود الملف الصحراوي مجددا ليثير حفيظة الرباط بعد إيفاد وفد موريتاني إلى مخيمات تندوف لتقديم واجب العزاء في وفاة زعيم جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز ثم برقية التعزية التي أرسلها رئيس موريتانيا إلى عائلة الرئيس الصحراوي الراحل.

وفُهم الحضور الرسمي الموريتاني في جنازة مؤسس جبهة البوليساريو بالتوازي مع الترتيبات الحكومية التي اتخذتها السلطات الجزائرية في مراسم جنازة ولد عبد العزيز، بأنها تأكيد على تقارب بين الجزائر وموريتانيا على حساب محور نواكشوط-الرباط.

وأظهرت الحكومة الجزائرية على لسان وزير شؤون أفريقيا والعالم العربي عبد القادر مساهل “دعماً لا محدوداً” والتزاماً بإنجاح القمة العربية السابعة والعشرين التي تستضيفها انواكشوط يومي 25 و26 يوليو المقبل.

وقال مساهل في تصريحات صحافية إن الجزائر تعتبر استضافة بلد مغاربي للقمة العربية في هذه الظروف غير العادية “إنجازاً ومكسباً” لمنظومة العمل العربي المشترك، معرباً عن استعداد بلاده لتقديم كل الدعم والعون للحكومة الموريتانية بغرض إنجاح مؤتمر القادة العرب.

جلال مناد – إرم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى