بطولة أوروبا بفرنسا..بين مطرقة الإرهاب وسندان الإضرابات
الشــروق / قبل ساعات من انطلاق بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، لا يزال الوضع الاجتماعي في فرنسا يخيم على مدى نجاح المناسبة الرياضية بعد أن أعلنت النقابات العمالية إضرابا مفتوحا رغم تراجع نسبة المضربين، مما سيؤثر على وسائل النقل ويعيق تنقلات المشجعين. وستستمر التظاهرات حتى تستجيب الحكومة لمطالب النقابات بإلغاء مشروع قانون العمل (المعروف بـ”قانون مريم الخمري” وزيرة العمل الفرنسية).
وفي هذا السياق، قال مسؤول نقابة “جنوب” العمالية الفرنسية، جان مارك سابيى: “سنستمر بإضراباتنا، وهي إضرابات مفتوحة حتى تسحب حكومة مانويل فالس مشروع قانونها الذي يخدم أرباب العمل ويظلم الطبقة العاملة ولا يحميها. النضال من أجل إلغاء هذا القانون هو مثل النضال لإنجاح بطولة أمم أوروبا”.
ومع الإضرابات في وسائل النقل، قد تواجه باريس أيضاً أزمة نفايات. فعشية بدء مباريات بطولة أمم أوروبا، يستمر الغضب الاجتماعي في البلاد مع تأخر جمع الفضلات المنتشرة في الشوارع. وقد عرقل محتجون من عمال جمع النفايات المنزلية والبلديات أنشطة معمل “إيفري سور سين” للمعالجة في المنطقة الباريسية منذ 10 أيام، على خلفية موجة تظاهرات عارمة في البلاد رفضا لتعديل حكومي على مشروع قانون العمل.
كما توقف عمل المرائب الأربعة الرئيسية لشاحنات جمع النفايات في مدينة باريس بسبب إضراب السائقين، وفق ما قال باتيست تالبو من “كونفدرالية العمل”، مشيرا إلى أن أعمال جمع النفايات المنزلية “تشهد اضطرابا في باريس”.
وفاضت الحاويات بنفاياتها في شوارع وسط العاصمة الفرنسية، وسط اضطرابات اجتماعية مستمرة تتخللها مطالب نقابية وإضرابات في قطاعات النقل والمصافي النفطية، وسط موجة احتجاجات متواصلة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
على الصعيد الأمني، حذرت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا من احتمال وقوع هجوم إرهابي يستهدف البطولة الأوروبية. وبدوره، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن التهديد الإرهابي قائم، مبررا التعزيزات الأمنية التي تجاوزت الـ90 الف شرطي ودركي ورجل أمن لضمان أمن الملاعب والمشجعين.
وقال هولاند: “سخّرنا كل إمكانياتنا لنجاح البطولة والتهديد قائم ولكن يجب ألا نستسلم له رغم التهديدات التي نأخذها على محمل الجد”.
وقامت السلطات الأمنية بتدريبات عملية في الملاعب لصد أي هجوم ارهابي محتمل”. كما أطلقت تطبيقا ذكيا للهواتف المحمولة يستطيع تنبيه المشجعين في حالة وجود خطر ما أو هجوم ارهابي، ويقوم هذا التطبيق بتلقي المعلومات الأمنية لإخراج حامله من منطقة الخطر، وهو نظام يطبق بعدة لغات.
وفي هذا السياق، قال ميشيل دلبيش، مدير أمن مقاطعة “رون”: “هذا التطبيق سيسمح لمستخدم الهاتف بتزويده بالمعلومات بشكل مباشر في حالة حصول أي تهديد في المنطقة التي يتواجد فيها ويأمن له سلامة الخروج من منطقة الخطر”.
ورغم التهديدات الأمنية، فإن أكثر من مليوني تذكرة قد بيعت قبل انطلاق البطولة ونحو سبعة ملايين متفرج ستتابع هذه التظاهرة الرياضية الضخمة في 10 ملاعب رئيسية حتى 10 يوليو المقبل.