هكذا أرى محور الجزائر – انواكشوط
الشروق نت / التوقيع على أزيد من عشرين اتفاقية ومذكرة تفاهم بين موريتانيا والجزائر؛ بعد تأجيل اجتماع اللجنة العليا المشتركة لست سنوات لأسباب متعددة في كلا البلدين من ضمنها مواعيد انتخابية وأوضاع سياسية وجائحة كورونا ؛ عمل جبار وتجسيد لإرادة سياسية عليا بين البلدين تأخرت كثيرا.
تابعت ككل الموريتانيين والجزائريين بترقب وغبطة ماسيسفر عنه هذا الجمع الذي أحضرت له الجزائر الشقيقة خمسين إطارا ساميا يقودهم الوزير الأول رفقة أعضاء كبار من حكومته.
التوقيعات في انواكشوط هي في جوهرها استدراك واستشراف. استدراك لفوائت الجيرة القمينة بالتنزل على الواقع؛ فالشعبان يستنشقان نفس الهواء ويحبان بشكل متناسق ويسجدان باتجاه نفس القبلة لكنهما متجاوران منذ الأزل. وبعد ستة عقود من عمر الدولتين رأيا أن حجم تبادل بلغ خمسين مليون دولار ضعيف؛ فقررت الجزائر وضع مليار دولار على الطاولة لربط الشعبين عبر تيندوف وازويرات.
ثم استجمعا نفسا عميقا ليصبوا اليوم لنا كشعوب ستة وعشرين توقيعا.
أجزم أن العلاقات بين البلدين استراتيجية ومتنوعة حد التماهي مع المصلحة العليا لكليهما.
فالجزائر الكبيرة معنى ومبني تملك مصادر بشرية وتراكمات من الخبرات وفائضا من التقانة والتكوين و الصناعات والتكريرية الغذائية والدوائية يحتاجنا ونحتاجه. يحتاجنا ليعبر إلى ثلاثمائة مليون مستهلك في غرب إفريقيا ونحتاجه لنتحرر من رضاعة غير طبيعية عبر ارض متنازع عليها او موانئ ومعابر تصلح لإيصال أشياء ولاتصلح لأخرى.
غدا إذا تواصلت الإرادة السياسة في فتح بنوك جزائرية في انواكشوط وولجت للتفصيل الممل الملح في بيع المحروقات المصفّاة على أرض الجزائر أولا ثم على أرض موريتانيا ثانيا؛ وتمكنت من إيلاج الشركات الجزائرية للإنشاءات التحتية والطرقية والعمرانية بصيغة رابح رابح. واستفادت من الخبرة الجزائرية في تقنيات استكشاف و استخراج الغاز من حقل بير الله. فسنرى موريتانيا جديدة ووجها جديدا للجزائر ومعان جديدة للجيرة والاستدراك والاستشراف.
وعلى القرار السياسي الموريتاني أن يدرك أن طريق تيندوف- ازويرات؛ ينبغي أن لا تبقى طريق ازويرات روصو (حوالي الف كيلومتر) بعده دون تشييد؛ ولو على صيغة EPC+f بقرض جزائري ميسر. فالمستشفى التخصصي الذي سيبنيه الجزائريون في بئر أم اغرين لحماية سالكي ذلك الطريق الصحراوي من بعد الاستشفاء؛ وشكل الطريق نفسه؛ سيجعل مابعده كفارة له.
فلا معنى للجيرة إن لم تكن يتخللها تبادل القداح.
إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا