كم هو مُخجل أن نقف متفرجين على زهق أرواح أبنائنا، سعيا لوأدِ قراراتنا السيادية..
الشروق / لم يكن تصريح الناطق بإسم حكومة موريتانيا الوزير محمد ماء العينين ولد أييه، موفقا من حيث السياق، ولامن حيث الزمان والمكان حول حادثة مقتل مواطنين موريتانيين بسلاح مغربي.
فمن حيث السياق ، لم يدن الوزير الناطق الجريمة، كمواطن موريتاني على الأقل، ومن حيث الزمان والمكان، لم يُوفق في تصريحه، بان عملية القتل الجبان هذه، لا تحتاج حتى حبر قلم يكتب به بيان تنديد، أو شجب، أو تعزية لذوي الضحايا..
إن التعاطي الحكومي مع جريمة المغرب ضد مواطنين عُزل، بذريعة أن الحادثة لم تقع على الأراضي الموريتانية ، لهو عذر أقبح من ذنب، جعلنا كموريتانيين نشعر بالذل والإهانة والعجز..
لا يخفى على أي كان، أن الهدف الحقيقي للعملية المغربية الجبانة الثانية، هو السعي لإغلاق الطريق البري بين موريتانيا والجزائر، وهو الطريق الذي سيفتح آفاقا إقتصادية كبيرة في شبه المنطقة، خاصة بعد العديد من الإتفاقيات بين موريتانيا والجزائر، خلال زيارة الرئيس غزواني للجزائر، وإنشاء اللجنة الحدودية المشتركة بين البلدين .
لم يكن التعاطي مع جريمة المغرب أيضا بالمستوى المطلوب، فلم تستدع الخارجية الموريتانية، السفير المغربي في نواكشوط للإحتحاج على قتل مواطنيها، كما أنه حتى الآن لم تعتذر المغرب لموريتانيا بشكل رسمي عن قتل مواطنيها..
كم هو مُخجل أن نقف متفرجين على زهق أرواح أبنائنا، سعيا لوأدِ قراراتنا السيادية في علاقاتنا الدولية، دونما إعتراض، أو تنديد – على الأقل- في الوقت الذي أدانت فيه الجزائر قتل مواطنينا في بيان رسمي.
رحم الله الشهداء وألهم ذويهم الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون
البو أحمد سالم