أخبار وتقاريرحدث في صورمميز

النائب بيرام : الحالة الطبيعية في العلاقة بين المعارضة والنظام لا تقوم على التدابر والتنافر والتنابز والشتم (مقابلة)

الشروق / اجرى زعيم حركة ايرا، والنائب البرلماني بيرام ولد الداه ولد اعبيد، مقابلة مع صحيفة الرسالة الاسبوعية، الصادرة امس، تحدث فيها عن لقائه الاخير برئيس الجمهورية محمد ولد الغزواني.

 

الرسالة: ما الذي دار بينكم ورئيس الجمهورية خلال لقائكم الأخير؟

 

بيرام الداه اعبيد: خلال لقائي الأخير مع رئيس الجمهورية، تطرقت معه إلى الصعوبات المعيشية للشباب الموريتاني، خاصة التوظيف والتكوين في صفوف الفئات المحرومة منذ عقود من ولوج الوظيفة العمومية والتوظيف في القطاع الخاص بسبب الحكامة العنصرية والفئوية، أي “ارفود أهل لخله” كما نسميه نحن.. وينجر هذا الاقصاء منع أفراد هذه الفئات المحرومة من دخول عالم المال والأعمال.

 

فإنه خطر محدق بالبلاد أن تكون دفعات أسلاك الدولة المدنية والعسكرية تتشكل، أو تكاد تتشكل حصريا من فئة “البيظان”، دون مجموعات لحراطين والوولف والسوننكي والفولان.

 

كما ان الدولة هي من تصنع رجال الأعمال وملاك البنوك والشركات، بما تمنح لهم، مجانا، من صفقات مربحة وقروض سخية وتسهيلات مريحة. في هذا الصدد، يمكن لصندوق الإيداع والتنمية ان يساعد الطامحين الشباب من الفئات المحرومة على دخول عالم الأعمال بواسطة قروض صغيرة ومتوسطة وكبيرة ميسّرة، تمنحها هذه المؤسسة باسم الدولة الموريتانية.

 

وقضية الاكتتاب جد مستعجلة وخطيرة، وتشكل مثلبة ضد النظام وحكامته الموروثة عن أسلافه، كما أنها تشكل مصدر قلق للوطنيين الخلص والمراقبين، بما يراه الكل بالعين المجردة من يأس وتشنج تثيره الاكتتابات الفئوية الظالمة المستفزة داخل صفوف شباب الفئات المحرومة.

 

كما تطرقنا أيضا، دون الكثير من التفصيل، لمعضل الوفاق الوطني والسياسي بين الموريتانيين: أحزابا، وهيئات مدنية، وأصحاب رأي.. وقد لمست من فخامة الرئيس انه يحبذ محادثات أو مشاورات أو حوارات تقرب الحكامة للشعب بتركيزها على المواضيع التي تمس من حياة المواطن كتقسيم الثروة وكالبطالة ومعضل الأراضي والحالة المدنية والصحة والماء والتعليم.

 

ويبدو أن فخامة الرئيس يستكثر على الحوارات الماضية غلبة الأمور السياسية ومصالح النخبة السياسية فيها على مصلحة الشعب والمواطن.

 

 

 

الرسالة: هل حقا هناك حوار تعد له السلطة؟

 

بيرام الداه اعبيد: بلغنا في الأيام الماضية أنه ثمة حوار ستقصى منه بعض الأطراف الوازنة وتديره بعض دوائر السلطة خفية في شكله الوليد، لكن ثبت العكس بعد تواصلنا مع السلطات. بيد أن رؤية النظام المعبر عنها هي أن تتقدم الأطراف الوطنية السياسية -كما ذكرت سالفا- باقتراحات لمواضيع وعناوين تعني الحكامة الاجتماعية والاقتصادية، وتلامس حاجيات المواطن كي يكون في التشاور توازن بين أولويات السياسيين وحاجات المواطنين الملحة.

 

اذن، السلطة، رسميا، لا تعد لشيء حاليا، لكنها تعبر عن انفتاحها لاستقبال وتلقي أي اقتراح من الأطراف السياسية، سواء كانت موالية أو معارضة.

 

 

 

الرسالة: لماذا تأخر حتى الآن الترخيص لـ حركة ايرا وحزب الرك؟

 

بيرام الداه اعبيد: لا أظن انه من الوارد القول بأن ترخيص حركة ايرا تأخر، لأن لقاءنا الحاسم مع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني خلال أكتوبر 2020، تعهد خلاله ببسط الحريات لجميع الهيئات المدنية غير المرخصة عن طريق نظام وقانون التصريح، هذا القانون الذي طالما شكل مطلبا أساسيا للهيئات الحقوقية الموريتانية والدولية غير الحكومية، وكذلك كان مطلبا لجميع الهيئات الحكومية الشريكة لموريتانيا كالأمم المتحدة والاتحادين الافريقي والأوروبي، هذه الهيئات التي ترى في قانون الترخيص مصادرة ظالمة لركيزة أساسية من الركائز التي تقوم عليها الديمقراطية، وهي ركيزة حق التجمع والتنظيم والترشح والترشيح عن طريق هيئات مدنية وأحزاب سياسية.

 

أما ما يخص حزب الرك، فكان من المتفق عليه أن نعكف على ملف ترخيصه مع ملفات أحزاب أخرى بعد إعداد قانون الجمعيات وسريان مفعوله.

 

 

 

الرسالة: هل هناك شراكة بينكم والنظام القائم اليوم؟ وما هي طبيعتها؟

 

بيرام الداه اعبيد: ليست هناك شراكة بيننا في حركة ايرا وجناحها السياسي حزب الرك مع النظام الموريتاني الحالي، وإنما تجاوزنا معه ما كنا نعيشه من علاقات صدامية مع نظام الرئيس السابق، ظلت قائمة على التوتر الدائم الناتج عن جموح ولد عبد العزيز وسعيه الدائم إلى اجتثاث منظمتنا وحزبنا بالقمع والحبس والشيطنة والتعذيب ورفض وجودنا الشرعي الذي قابلناه بالمقاومة والتنديد فانخرطنا، داخليا وخارجيا، في تقويض مصداقية نظامه المعتدي علينا.

 

وهنا أريد لفت انتباه الموريتانيين والنقاد الموضوعيين والنقاد المرضى الغوغائيين الحقودين، إلى أن الحالة الطبيعية في العلاقة بين المعارضة والنظام لا تقوم على التدابر والتنافر والتنابز والشتم كما عشناها تحت ظل الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، بل العلاقة الطبيعية في النظام الديمقراطي بين المعارضة والنظام الحاكم هي ما نعيشه الآن في ظل هذه الحكامة، ولا يعني ذلك أبدا تنازل المعارضة الحقيقية عن طموحها للشعب ونضالاتها، كما لا يعني أيضا ان النظام تخلى عن برنامجه، فالتشاور والتلاقي والنقاش هي السمة في الأمور المنوطة بشكل الديمقراطية ونفاذ قوانينها في مجال الحريات العامة كالحق في التعبير والتجمع والتنظيم والترشيح والترشح، وكذلك في مجال الحقوق المدنية كولوج جميع المواطنين للحالة المدنية وفي اللائحة الانتخابية والتصويت، وكذلك الشفافية واستقلالية هيئات الحكامة الديمقراطية، مثل اللجنة المستقلة للانتخابات والمجلس الدستوري، كل هذه الأمور -بالإضافة الى حق جميع المواطنين ولو كانوا معارضين في الاكتتاب والعمل وولوج الوظيفة العمومية والاستفادة بصفة شفافة من صفقات الدولة والقطاع الخاص، فضلا عن أمور أخرى تتعلق بأمن واستقرار البلد وسلمه الأهلي- تحتاج لتشاور وتعاطٍ بين جميع الأطراف السياسية والمدنية في كل دولة ديمقراطية حقا.

 

فهذا هو الرابط بيننا مع النظام، وتلك هي علاقتنا به كمعارضة تسعى الى التغيير السلمي عن طريق صناديق الاقتراع من أجل الوصول الى السلطة بصفة دستورية وقانونية.

 

 

 

الرسالة: كيف تقيمون أداء الوزير الأول محمد ولد بلال؟ وتعاطي حكومته مع جائحة كورونا؟

 

بيرام الداه اعبيد: أنا لست راض لا عن أداء حكومتي أخوي الكريمين الوزير الأول الحالي محمد ولد بلال و سلفه إسماعيل ولد بده رغم أنهما أفضل بالنسبة لي من كل من سبقوهما لهذا المنصب، كما أنني لست راض على أداء النظام بشكل عام، لأن برنامجي لموريتانيا ما يزال هو نفسه، ولأن مآخذي السياسية على هذا النظام في مجال الحكامة والاقتصاد وحقوق الانسان وغيرها مازالت قائمة، ولو كان الفرق شاسعا بين النظام السابق والحالي كما أسلفتُ. 

 

أجرى الحوار المهدي ولد لمرابط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى