أخبار وتقاريركتاب ومقالاتمميز

إلى الذين يشكون في مسار الإصلاح .. / الدكتور يحيى المصطفى سيدي يحيى

الشروق/ وزير التهذيب الوطني والتكوين التقني والإصلاح كما أعرفه..
مما لا جدال فيه أن شهادتي عن معالي وزير التهذيب الوطني والتكوين التقني والاصلاح السيد محمد ماء العينين ولد أييــه لا يمكن الاعتداد بها بشكل أتوماتيكي نظرا لما يربطنا من علائق أولها عملي تحت إمرته فضلا عن كوننا من نفس النظام التعليمي ونشتغل معا منذ ما يقارب العشرين عاما.


لكن الذي يعول عليه في هذا المقام هو قول من يعتد بقوله شيخنا محمد سالم ولد عدود رحمه الله تعالى:

ولست بمداح لقوم وإن علوا

ولكن خير الأرض للأرض يذكر

كما أن هذه الشهادة تتعضد بالمستفيضة كما يقول الفقهاء، التي يحصل بخبرها العلم لصدوره ممن لا يمكن تواطؤهم على باطل لبلوغهم عدد التواتر، ممن عملوا مع السيد محمد ماء العينين سواء رؤساء أو مرؤوسين.
درس محمد ماء العينين في الثانوية الفنية في نواكشوط أيام كانت مدرسة امتياز بحق، وبعد استكمال الدراسات العليا بفرنسا رجع للعمل بها مهندسا في التربية و التكوين حيث يعود له الفضل مع بعض الأطر الاكفاء في إنشاء المنظومة الحالية للتكوين التقني والمهني (مراكز التكوين المهني، ثانويات التكوين التقني و المهني متعددة التخصصات، المعهد الوطني لترقية التكوين التقني و المهني (INAP-FTP)).
وفي بداية التسعينات أسس محمد ماء العينين المعهد الوطني لترقية التكوين التقني و المهني، هذه المؤسسة -الشجرة الطيبة التي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، وذلك باختباره مجموعة من الأطر تحرى فيهم معايير الكفاءة والاستقامة والجد والمثابرة حتى أصبح المعهد مرجعية علمية اكاديمية وتربوية لا يمكن تجاوزها سواء على المستوى الوطني او الدولي ومن أنجح المؤسسات الوطنية وأعزها وأطولها دعائما.
كان للمعهد، وعندما نقول المعهد نعني محمد ماء العينين وفريقه وأفكاره الخلاقة والأصيلة ، اليد الطولى في إنشاء برامج التكوين، واقتناء المعدات و التجهيزات للمؤسسات، التكوينات وتحسين الخبرات بكل أنواعها وأهمها التكوين المستمر لكافة العاملين في الميدان والأهم من كل ذلك الأفكار الخلاقة والاصيلة المستجدة.
ففي 2007 كان برنامج تكوين ودمج 4000 شابا، تكوين خريجي المحاظر للمول من التعاون الأمريكي، البرنامج الألماني، التعاون الفرنسي، والبنك الدولي، برنامج تزويد المؤسسات المدرسية بالطاولات المنجزة من قبل مراكز التكوين المهني، كلها كانت أفكار خلاقة ذات جدوائية انتجها معالي وزير الهيب الوطني والتكوين التقني والإصلاح وفرقه ومازالت نتائجها ماثلة للعيان( (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ)).
إن صدق الشخص مع الناس وصدق محبته الخير لهم هما ما يجعلان هذا الشخص محل ثقة لديهم، فبعد أن نال ماء العينين هذه الثقة لدى رؤسائه ومرؤوسيه نالها أيضا لدى ممولي المشاريع أو ما يصطلح على تسميتهم بالشركاء الفنيين و الماليين، فلم يحدث أن رفضوا أي مشروع يتقدم به معالي الوزير لما يعرفون فيه من الابتعاد عن الذاتية والالتزام بصدقية الطرح وجدوائية الأهداف (Cadre Logique). ولعمري فإن خصال الكفاءة هذه معززة بخصال إنسانية كثيرة أخرى كالصبر والكرم والاناة والحذاقة والأريحية والذكاء، ولمن يريد التحقق من ذلك أن يسأل البوابين وذوي الإعاقة في القطاع والمديرين والمسؤولين السامين على حد سواء.
وفي بداية العهدة الميمونة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وفي إطار سياسة التأني وبعد النظر وروم الإصلاح بالتدرج تم تقسيم القطاع إلى أربع مكونات هي الإصلاح والتعليم الاساسي والتعليم الثانوي والتكوين التقني أسندت حقيبة المكونتين الأخيرتين إلى معالي الوزير ماء العينين وقد كان تقسيما منطقيا في وقته مناسبا للظرفية حتى تتضح للفارسين جميع علات جواديهما فيرى من أين يبدأ ترويضه.
ولئن اعتبرنا السنة الممتدة من خريف 19 إلى خريف 20 فترة اختبار قائد البلاد لأعضاء حكومته ويا لها من سنة اختبار، حيث عرفت حكومات العالم بأسره جائحة جعلتها تائهة مترنحة، فقد اجتاز الوزير بكل نجاح وتألق هذا الاختبار العصيب بفضل الله ثم بفضل أفكاره الخلاقة والمبدعة كالعادة مما ضمن الخروج بأخف الضرر وتجب سنة بيضاء وتنظيم جميع الامتحانات في فترة قياسية وتحويل نقمة توقيف الدروس إلى نعمة الإقلاع إلى التعليم عن طريق الوسائط و المنصات الرقمية وكل هذا في إطار التسيير المتمحور حول النتائج وأن ما لا يدرك كله لا يترك جله.
أما وقد اختار فخامة رئيس الجمهورية لقوس التعليم باريها حين جمع كل عيدان كنانتها وسلمها لمعالي الوزير وكلفه بالإصلاح وهو العارف بأن العطل في الجهاز يمكن معرفته من خلال صوت او دخان لكن قد لا يمكن إصلاحه إلى بالوصول إلى آخر قطعة تحول دونها مئات القطع والبراغي، فما برح الكثيرون سواء من القطاع أو من خارجه يعربون عن عدم قناعتهم -وهم غير ملومين- بما يقوم به معالي الوزير من خطى واثقة ومتئدة تهدف إلى التشخيص السليم الدقيق تجلب أكبر النفع ورفع أكبر الضرر بطرق علمية متعددة التخصصات والجوانب سيتأتى من خلالها اتخاذ قرارات جوهرية كبرى ستمكن إن شاء الله من تحقيق الأهداف الديناميكية ودائمة التحيين لخارطة الطريق المرسومة للإقلاع بالتعليم إلى المستوى المنشود.
وبحكم عملي وبعد أن تلقيت أوامر من الوزارة بفتح وحدة تكوين أولي في شهادة الكفاءة لصالح شباب مدينة امبود أتيحت لي الفرصة أن أتحدث إلى فخامة رئيس الجمهورية بمعية معالي الوزير وأن أرصد حديث الرئيس مع الوزير وان أتقاسمها معكم أيها الاخوة الكرام، بكل إخلاص، خلاصة فهمي لهما وذلك خلال مراسم افتتاح السنة الدراسية 20-21.
– الأرواح جنود مجندة، عندما كنت أقدم لهما ما أقوم به، كانا يستمعان إلي جيدا ويحاولان أن أفهم أن أخفف من روعي فأنظر خلسة، من الوقار، إلى وجه أحدهما فأجده يتأمل كمن يبحث لمعنى عميق لما أقوله أو أي معنى مهم للغو من كلامي، فقد وجدتها خصلة مشتركة عندهما هي احترامي، ونفس الشيء بالنسبة للآخرين ممن حدثاهما.
– كان فخامة الرئيس واثقا فيما يقوله معالي الوزير حين يريد ايضاحا فمن حذاقة الأول وأدبه المشهود ألا يتخطى الرئيس ولا يتعب المرؤوس وكان معالي الوزير صادقا كعادته غير مبالغ، وقد فهمت من هذا أن الثقة بينهما باتت أعمق وأوثق.
– الجدية، لدى الرجلين في كل ما يفعلانه والتوقف عند الأمور المهمة، بعد أن زار فخامة الرئيس الفصول كانت أقسام التكوين المهني مستعرضة نماذج من ورشات البناء في جانب قصي من المدرسة(في الهامش تقريبا وهذا طبيعي إذا قارنا حجمي التعليم والتكوين) وبفعل الجلبة تجاوزها الموكب الى خيمة معرض مصالح التعليم وعندما قرآ، فخامة الرئيس ومعالي الوزير، عنوان التكوين المهني، نبه معالي الوزير بلباقته المعهودة، أنه تم القيام بعمل ولو كان صغير الحجم يعرض نموذج منه هنا تجاوزناه، فرد فخامة الرئيس فورا ’’فلنعد إليهم’’، فكانت لفتة كريمة وعملا نبيلا من كليهما.
وكخلاصة الخلاصات أوكد لأخوتي وأصدقائي وزملائي في أسرتنا الكبيرة أسرة التهذيب والتكوين أن لنا حقا كبيرا في التفاؤل فالرجل ’’رجل مؤمن’’ له إيمان راسخ وقلب سليم، يومن بوطنه وبقدراته وقدرات فريقه، فلا يمنعه احترامه لهم عن تبيان ملاحظاته عليهم بكل صدق وليس به عجب ولا تكبر يمنعه من استقبال استشاراتهم وقد عرف عنه زملاؤه أن قاعدته هي إذا كانت النتيجة واضحة فلا نبالي بالتكاليف.
فلنكن جميعا سندا له ودعما وعضدا وليوفقنا الله لما يحب ويرضى وننهض بتعليمنا إذ هو رافعة ازدهار وتقدم أمتنا العزيزة الحبيبة والله من وراء القصد.

كيهيدي 9/12/2020
الدكتور /  يحيى المصطفى سيدي يحيى
مدير مدرسة التعليم الفني والتكوين المهني بكيهيدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى