إسلكو ولد أزيد بيه يقنع ولد عبد العزيز بسياسة الهروب الى الامام .. (تحليل )
الشروق / يبدو أن استقالة السفير السابق في روما إسلكو ولد أحمد إزيد بيه من عمله الدبلوماسي وعودته إلى نواكشوط، احتجاجا على ظهور اسمه في التحقيقات التي أجرتها اللجنة البرلمانية، شكلت منعطفا جديدا في تعاطي الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز مع التهم الموجهة له شخصيا ولشخصيات من أركان حكمه بالضلوع في عمليات فساد واسع.
ولد إزيد بيه، الذي نشر التدوينات والتغريدات والمقالات المتلاحقة، أقنع ولد عبد العزيز بانتهاج سياسة الهروب إلى الأمام، والتي يأمل من خلالها أن يدفع السباق مع الزمن إلى اعتباره ورئيسه، وكل المتهمين في القائمة الواردة ضمن تقرير لجنة التحقيق البرلمانية، مضايقين سياسيا، ومعتقلي رأي في حال قررت العدالة سجنهم على ذمة التحقيق.
بدأت قصة إيهام الرأي العام الوطني والدولي بالنضال السياسي المزعوم بشراء الحزب الوحدوي المغمور، وعقد مؤتمر صوري انتهى به الأمر إلى إغلاق المقر واعتقال الموثق الذي أشرف على عملية البيع.
لكن جهود إسلكو في جر ولد عبد العزيز إلى ساحة المواجهة السياسية، لصرف الانتباه عن معركة الفساد، لم تقف عند هذا الحد، بل إنها انتجت اليوم سيناريو جديد جوهره التسكع عند أبواب بعض الأحزاب، وعنوانه زيارات المجاملة وبحث المستجدات.
غير أن مصادر وكالة الوئام أكدت أن الهدف المبطن لتلك الزيارات كان مجرد جس نبض قادتها حول مدى استعدادهم لانضمام ولد عبد العزيز وجماعته للحزب، وذلك بغرض فرض وزارة الداخلية على معاملتها بمثل ما عاملت به الحزب الوحدوي، ليبدو النظام وكأنه يلاحق أحزابا سياسية شرعية بسبب انضمام “قادة رأي” لها، وهو ما يأمل إسلكو من ورائه أن تبدو المحاكمات المنتظرة وكأنها محاكمات سياسية لا غير.
المصادر ذاتها أكدت أن قادة الأحزاب التي زارها الرئيس السابق، وحتى تلك التي يعتزم زيارتها لاحقا، توحدت كلمتها، بشكل مباشر أو عبر وسطاء، على رفض البيع والانتساب، ولسان حالهم يقول: “نفسي نفسي”.
تبدو خطوات ولد عبد العزيز وولد أحمد إزيد بيه متسارعة نحو الحصول على مربع سياسي لتثبيت الأقدام وسطه بأسرع وقت ممكن، لكن خطوات التحقيق الذي تقوم به شرطة مكافحة الجرائم الاقتصادية تبدو أسرع من جهود الرئيس ومدير ديوانه السابقين.
لقد بدأ الخناق يضيق على المحيط القريب من ولد عبد العزيز، فمصادرة بعض الممتلكات، التي يقال إنها تعود للدولة، من مخازن هيئة الرحمة التي يديرها نجله بدر، بعد أيام من استجواب كريمتيه وصهره، أعقبها إلغاء صفقات في مجال الطاقة، وصفت بالكبيرة، وكان بعضها قد تم في أيام الرئيس السابق الأخيرة في القصر الرئاسي، وكلها منحت بالأوامر لشركات يمثلها صهره محمد ولد امصبوع، الذي استدعته الشرطة قبل أيام وسحبت جواز سفره.
وبالتوازي مع السباق الماراتوني الذي يخوضه ولد عبد العزيز مع الزمن، برعاية “الكابتن” إسلكو ولد أحمد إزيد بيه، تتقدم التحقيقات بخطى واثقة وثابتة وسريعة، في حين بلغت قلوب بعض المشمولين الحناجر، بعضهم في صمت انتظارا لمصير مجهول، وبعضهم في هرج ومرج استباقا لمآل معلوم.
وكالة الوئام الوطني للأنباء