د/ شكري الميموني : الشرفاء مفكر اسلامي كبير رسم بتأملاته منهجا وسطيا معاصرا ومستقبلا للإسلام والمسلمين
الشروق / قال الدكتور شكري الميموني في مقابله خاصة مع وكالة الوئام ان علي محمد الشرفاء الحمادي مفكر اسلامي كبير رسم بتأملاته المضيئة منهجا وسطيا معاصرا ومستقبلا مشرقا للإسلام والمسلمين لقدرته الفائقة على تشخيص أزمات الأمة الاسلامية وأسبابها الداخلية والخارجية تشخيصا سليما وتحليلا واقعيا لمحطاتها المختلفة معتمدا خطابا معتدلا مرجعه كلام الله رحيما بالعباد يحمل في تفاصيله دعوة الى المحبة والسلام والتراحم والتكافل واحترام الأخر وديانته ومعتقده وطموحه وتطلعاته ،باختصار شديد يدعونا جميعا الى قرآن مبين يستهدف سعادة المجتمعات الإنسانية معتمدا على عبادة الإله الواحد، وضع لهم خارطة طريق تخرجهم من الظلمات إلى النور بتشريع أوله الرحمة وأوسطه العدل ، اساسه المحببة بين الناس والتسامح والتعاون والسلام، يحقق الاستقرار للمجتمعات الإنسانية لتعمير الأرض وتنمية الثروات لترقى بمستوى المعيشة للناس وتضمن لهم السعادة في الدنيا والآخرة.
وللمفكر علي محمد الشرفاء الحمادي مقالات مفيدة نشرت في بعض الصحف العربية أخرها مقاله الذي نشر في مجلة الديار المصرية تحت عنوان “الحوار الهادف بين العرب طريق لتحقيق مصلحة كل الأطراف ” ومقالات أخرى نشرت في موقع التنوير بالإضافة الى كتب قيمة ككتابه الشهير “المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي ” الذي وضع أساسات معالجة أزمات الأمة وأمراضها التى أنهكت جسمها وشتت جهودها وجعلتها أضحوكة بين الشعوب ..خطاب اضافة الى كتاب رسالة الاسلام الذي تمت ترجمته لعدة لغات وكان موضع اهتمام كبير من نخب العالم العربي والاسلامي في مختلف جهات المعمورة من المشرق العربي الي المغرب العربي الي الفضاء الفراكنفوني
جعل المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي العالم العربي هدفه الأول تقديم أطروحاته وأفكاره النيرة للمساهمة في ايجاد حلول مقنعة وعادلة تخرج الأمة من النفق المظلم الذي تتخبط فيه الى النور والرحمة والتعايش السلمي وتبعدها عن خطر الخطابات المتطرفة والأفكار العنيفة التى تروج لها جماعات وتيارات تفسر الدين وفق مقاس أهدافها الأنية وتثير بلبلة وفوضى عارمة بين الأخوة في الدين الواحد والمصير المشترك
ولاشك أن موريتانيا بعمقها العربي والافريقي وتاريخها العلمي المشرق وحضارتها الفريدة تشكل بهذه الابعاد مجتمعة محطة استراتجية للمفكر علي محمد الشرفاء الحمادي خاصة لما تتطلع به من ادوار كبيرة في مجال محاربة الفكر المتطرف وأصحابه لمواكبة هذه الجهود الفعالة من سلطاتها وشعبها الواعي من خلا حلقات ومحاضرات وندوات فكرية تسلط الضوء على مكامن خلل الأمة وتقترح حلولا وسطية رحيمة بهذه الأمة المسالمة .
وقد شكلت ندوة نواكشوط الفكرية الأخيرة حول الحركات الباطنية وخطرها على الاسلام التى أنشعها مفكرون وباحثون وطنيون ودوليون من بينهم الدكتور شكري الميموني والدكتور الأستاذ الجامعي والباحث بجامعة السوربون محمد ولد الرباني والدكتور محمد اسحاق الكنتي الأمين العام المساعد للحكومة برعاية سامية من الوزير الأول الموريتاني يحي ولد حدمين ومعالي المفكر الاماراتي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي امتداد لهذا الحراك الفكري الذي يشهده العالم العربي بجهود جبارة من المفكر الشرفاء
وكالة الوئام الاخبارية أجرت على هامشها حوارا مع الدكتور شكري الميموني رئيس قسم الدراسات العربية بجامعة رين الفرنسية حول سياق هذه الندوة العام ورسائلها والعامة والخاصة وفكر المفكر العربي الكبير على محمد الشرفاء .
بداية تحدث الدكتور عن طيب الموريتانيين وكرم ضيافتهم مشيدا بأجواء المحبة التي احاطت كلما حل بموريتانيا وقال الدكتور إنه عمل منذ وقت بعيد مع موريتانيين وتبلورت في ذهنه صورة جميلة عن طبيعة هذا الشعب العريق وثقافته المبنية على الفهم الصحيح للدين الحنيف
وعن سياق الندوة العام أكد الدكتور شكري أنها تندرج في اطار محاولة المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي ايجاد حلول لأزمات العالمين العربي والاسلامي واختيار موريتانيا لهذه الندوة هو تثمين لجهود حكومتها وشعبها الطيبين التي تتقاطع وأفكار ونظريات المفكر علي محمد الشرفاء الداعية الى فهم الدين فهما صحيحا يخدم الأمة ويوحدها في وجه اغراءات الجماعات الباطنية التي دمرت الشعوب وشردتها ورسمت شلال دماء أغرق أبرياء وجرف حضارات بكاملها
وعن عنوان الندوة قال الدكتور شكري الميموني ان هذه الحركات موضوع النقاش والبحث يقود الى اشكالية ظهورها وتغلغلها في جسم الأمة منتهزة مايعيشه العالم من مشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية ودبلوماسية في عصر العولمة لأخذ العبرة من التاريخ والخروج بحلول اذا ما أردنا الرقي بهذا المجتمع وفق نصوص القرأن الكريم ورسالته النبيلة الداعية الى الرحمة والعدالة والاحترام
وبخصوص فكر المفكر المعاصر علي الشرفاء قال شكري ان منهجه هو منهج معتدل يدعوا الى الرجوع الى أصول الدين الاسلامي الملخصة في رسالة التسامح والتكافل والعدل والمساواة منهج يدعوا الى ضرورة مراجعة الخطاب الديني وتغييره وتجديده وتحريره من النصوص والروايات والتفاسير الفقهية التي تبرر كل هذا الكم من فائض العنف والإرهاب الذي أصبح عنوانًا للخطاب الإسلامي
ويعد الدكتور شكري الميموني واحدا من أبرز المهتمين بموضوع الفكر العربي المعاصر في العالم له محاضرات ومداخلات في مؤتمرات دولية كبيرة ومن ضمنها ندوات نواكشوط ولد الدكتور شكري الميموني في تونس العاصمة سنة 1964 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بالعاصمة تونس حتى نال شهادة الباكلوريا بتقدير ممتاز ليواصل رحلته التحصيلية بالمدرسة العليا للمهندسين في تونس نيل أن يسافر الى فرنسا وهناك نال شهادة الدكتورا في الأدب القديم والفلسفة من جامعة ليون 3
عمل شكري استاذا بجامعات فرنسية مختلفة كجامعة ليون 2 و3 ثم انتقل الى جامعة رين التي يشغل حاليا بها رئيس قسم الدراسات العربية
ومثل منهج المغكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي رجوعا صريحا إلى النص القرآني بوصفه المرجعية الأساسية والوحيدة للمسلمين و الحل الأمثل للخروج من المأزق الذي وضعت امتنا فيه المرجعيات والتفسيرات التي وضعها علماء الحديث والفقهاء، والتي كانت سببًا في طمس الوجه المشرق للإسلام وتشويه صورته السمحاء، وهو ماجعل المفكر علي محمد الشرفاء في أطروحاته بهذا الصدد يرى أن المسلمين اليوم ليس أمامهم سوى طريقين لا ثالث لهما: إما أن نؤمن بالله الواحد الأحد وبكتابه القرآن الكريم هاديًا ومرشدًا لنا.. وإما أن نتبع الروايات التي روج لها ممن يسمون أنفسهم بعلماء الدين، وعلماء الحديث، وشيوخ الإسلام وأقحموها في قناعات المسلمين وفى معتقداتهم، فكانت سببًا في تفرقهم وتشرذمهم فرقًا وشيعًا وأحزابًا يكفر بعضهم بعضًا ويقتل بعضهم البعض الآخر.
وينتهي علي محمد الشرفاء الحمادي في أطروحاته ومعظم مقالاته إلى نتيجة مهمة، وهي أن الخطاب الإلهي هو المقدس الأوحد، هو خطاب للأحياء وليس للأموات أو للماضي، وهذا معناه أنه خطاب متجدد ومتفاعل مع واقع الحياة الإنسانية المتغيرة المتجددة، أو كما يقول في خاتمة دراسته: «وبهذا يكون الخطاب ليس خطابًا للأموات، ولا هو للأمم السابقة، بل هو خطاب للأحياء الذين يتلون كتاب الله، ويستمعون إليه ويتفاعلون مع نصوصه، كي تتحقق الصلة بين الله وعباده بحبل من الله يمتد من الأرض إلى السماء، ولن يحدث ذلك الاتصال إلا من خلال الرجوع الي كتاب الله والالتزام بتعاليم القرآن الكريم».
أجرى المقابلة موفد الوئام الوطني للأنباء
محمد الربيع