استاذ جامعي و محامي :وزير الخارجية الموريتاني “إيسلكو” مجرم متلبس بالجريمة بحكم القضاء
إلى معالي وزير الخارجية والتعاون السيد اسلكو ولد أحمد يزيد بيه
الموضوع تهنئة
إذا لم تجمعنا الأيام جمعتنا الذكريات، وإذا العين لم تراك فإن القلب لن ينساك.
أود بادئ ذي بدء أن اعتذر لكم عن طول عهدي بكم وعذري في ذلك واضح فآخر عهدي بكم حين زرتكم في الحزب في خضم ذلك اليوم المشهود الذي وقع فيه ما وقع بيننا من مزاح ممتع والذي لن أنساه أبدا وأظنه أيضا لا زال ماثلا في ذاكرتكم. وحبذا لو قدرت الأيام أن نلتقي في يوم آخر نمزح فيه ونمرح ويكون المزاح أوضح.
قد يجمع الله الشتيتين بعد ما *** يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
كما أعتذر لكم عن تأخر تهنئتي التي جاءت بعد ذلك الجم الغفير الذي هنأكم في الدار، فقد أردت أن تكون تهنئتي أنسب وأليق من أولئك لأن الزيارة في المنزل تنمحي بسرعة ولا يبقي لها أثر، خصوصا أن من بين الزوار من يبش في وجهك وقلبه يلعنك، ولا شك أنه صنف كثير، لذلك اخترت أن تكون تهنئتي خالية من كل ذلك، وأن تكون مكتوبة كي تبقي في ذاكرة التاريخ.
الخط يبقي زمانا بعد موت كاتبه *** وهو تحت التراب مدفــــــــون
أطال الله عمري في طاعته، أما أنت فالدعاء لك غير جائز بدليل ما ورد في الأثر (من عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب) وقد عاديت أولياء الله في الجامعة ومنعتهم حقوقهم، لا تنس آخر يوم لك في الجامعة يحاصرك الطلبة بالباب وبأيديهم الحجارة يطالبون بحقوقهم فاضطرت الشرطة لإخراجك من النافذة.
من البين الجلي أن عداوة الطلاب المساكين عداوة لله ولرسوله، وتأسيسا على ذلك فأنت عدو لله ولرسوله لا يجوز الدعاء لك اقتداء بنبي الله إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى: وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم صدق الله العظيم.
معالي الوزير
اعلم أني سررت أيما سرور بتعيينكم على رأس الدبلوماسية الموريتانية، ذلك المنصب الرفيع الذي سيزداد منه دخلكم من نفقات الأسفار والأمتعة غير المجمركة، وعطايا السفراء مما سيجعلكم ميسورو الحال أكثر مما كنتم عليه، الأمر الذي سيعزز من حجتي في القضية المرفوعة ضدكم حسب منطوق المادة: 100 ق.ل.ع.م التي تقول: (مستخدمو الدولة والهيئات العمومية التي يمنحها القانون شخصية اعتبارية مسؤولون شخصيا عن الأضرار الناتجة عن تدليسهم أو عن الأخطاء الجسيمة الواقعة منهم في أداء وظائفهم ولا تجوز مطالبة الدولة والهيئات المذكورة أعلاه بسبب هذه الأضرار إلا عند إعسار الموظفين المسؤولين عنها). وهذه القضية لا زالت نائمة في رفوف القضاء المدني، ففي مخيلتكم أنها تنوسيت وأهملت بينما هي على العكس من ذلك. فأنا لا أهمل قضاياي وإنما أمهلها أنتظر بها اليوم المناسب، فأنت تعلم أن بيننا السيد يحفظ ولد محمد يوسف رئيس المحكمة العليا وتعلم ما كان بينك وبينه من مودة – أنت وأحمد ولد باهيه – حين كان رجل مهامكما الصعبة، وتعلم أنني أتجنب بمقاضاتك ميلانه كما وقع في القضية المسجلة تحت رقم: 48/2011 بالغرفة الإدارية بالمحكمة العليا… لذلك أتريث وأعول على يسرك ورغدك أنى تسنى لي القضاء المحايد.
في نفس الصدد أطلب منكم أن تذكروا السيد يحفظ أن الآية التي “شالو عنها إمرزي” أثناء مداولات القضية 48/2011 المذكورة أعلاه هي قوله تعالي: ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما مثل أحمد ولد باهيه.
نتابع الآية يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضي من القول وكان الله بما يعملون محيطا ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أمن يكون عليهم وكيلا، فهذه الآيات يستحيل أن ينساها من كان محاميا ممارسا لأنها تعنينا نحن معشر المحامين أكثر من غيرنا والمفترض أن نقرأها ونتدبرها قبل التعهد للزبون دائما.
معالي الوزير اسلكو
لا يفاجئكم استدعاء وشيك من محكمة العدل الدولية فسأبعث إليها في القريب العاجل عبر البريد الالكتروني عريضة فاتحة للدعوى رامية للقيام بالحق المدني، لأنه ما دام الادعاء المحلي أهمل تحريك الدعوى العمومية ضدكم فإن ذلك لا يعفيكم منها أمام الجهة الأعلى حسب المواثيق والمعاهدات الدولية.
فالادعاء العام حين يحرك الدعوى لا يحق له التنازل عنها لأنها ليست ملكا له فهي ملك الجميع.
وستكون تلك العريضة مؤسسة ومسببة بما فيه الكفاية إن شاء الله.
معالي الوزير اسلكو
أنت تعلم أن الدولة تبرأت من حقوقي كلها على لسان أعلي سلطة فيها قضائية وتنفيذية وامتنعت أنت من تسديد حقوقي على مرأى ومسمع من الجميع، فبهذا أنت مناع للخير معتد أثيم.
أضف إلى ذلك قرار الغرفة الإدارية الذي صدر لي ضد الجامعة فمنطوقه أن ما فعلته اتجاهي يشكل اعتداء سافرا، فقد اعتديت على حقي في التدريس وعلى حقي في الراتب.
واعتداء الموظف الكبير على الصغير أمر معاقب عليه حسب ق.ع.م في المادة: 111 التي تقول (يعاقب الموظف العمومي أو العون أو المأمور الحكومي بالحرمان من الحقوق الوطنية إذا أمر أو قام بعمل تحكمي أو عدواني ماس سواء بالحرية الشخصية للفرد أو الحقوق الوطنية لمواطن أو أكثر أو بالدستور)، وعليه معالي الوزير فأنت: مجرم متلبس بالجريمة بحكم القضاء لا باتهامي أنا.
وسأمر بفرنسا إن شاء الله لأتعهد أصالة عن نفسي ومجانا لبعض خصومك وضحاياك الذين خلفت وراءك هنالك، كأم الولد التي حطمتها ورميتها في الشوارع. فالحقوق هناك لا تضيع ولا تتقادم بسرعة، وقديما قيل ما ضاع حق ورائه مطالب.
معالي الوزير اسلكو
كما سرني تعيينك ستسوئني إقالتك بل ربما أتضرر من إفلاسك حيث تصبح ملاحقتك قضائيا بلا جدوى حسب المادة: 100 من ق.ل.ع السالفة الذكر. لهذا لا بد لي من أن أقدم لك بعض النصائح عل الله يقدر لك الاستقرار في هذه الوظيفة السامية شهرا أو شهرين.
تخلص من أخلاقك القديمة كالعجرفة وعبوسة الوجه أمام السفراء والفظاظة قال تعالي ..ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ولا تطمع فيما في أيدي السفراء ولا تقبل منهم هدية.
وعليك باللباقة وخذ دروسا مسائية من لغة الدبلوماسية فأنت لا تعرف إلا لغة الرياضيات الجافة. كن واجهة حسنة للبلد ولا تشوهنا في الخارج كما فعلت بنفسك في الداخل، فقد تقلدت ست وظائف خلال سنتين أو ثلاث تركت فيها أسوء سمعة وأرذل صيت.
في الجامعة التي وصلتها عن طريق غش أحمد ولد باهيه – لا سامحه الله – على حساب الدكتور إزيد بيه ولد محمد محمود الذي تفوق عليك في جميع المجالات وهو كان أولي بها منك.
ورؤساء الجامعة قبلك كل واحد منهم قضي أكثر من مأمورية وأنت لم تقض فيها ولا مأمورية واحدة، لا تنس يوم ذهابك عنها حيث أخذتك الشرطة من النافدة. فذهب بك فخامة الرئيس إلى ديوانه لحمايتك هناك بقربه فصرت تماطل زواره وتكذب عليهم وهذا لا يرضي به الرئيس لأنه رئيس يريد أن يبقي بابه مفتوحا أمام الجميع وهو القائل: “الميت ما هو جاحد شي عن غسالته” أو هكذا سمعنا منه في لقاء الشعب.
كما أننا سمعنا عنك سماعا فاشيا ما لا يليق بمن يشغل المناصب الرفيعة والحيثيات الكبيرة كالتقول على النساء وحمل الإفك بينهن ولعل هذا ما دفع فخامة الرئيس إلى أن يخرجك من القصر الرمادي قبل أن تقضي منه وطرك فردك إلي وزارة التعليم العالي ولسان الحال يقول (ارجع إلى بلك يقلع بلك) إلا أنه أبدلك بأحمد ولد باهيه (والبدل أعور)، فتدارك الأمر قبل أن يستفحل وخشي (أن يقوم عليك العياط) كما وقع عليك في الجامعة ، فلم تلبث في وزارتك الأصلية إلا شهرا أو شهرين.
ثم عينت بعد ذلك على رأس الحزب الحاكم وبدأت تتنافس مع من هو أكثر منك حنكة ومراسا في المجال السياسي والقانوني لذلك سرعان ما نقلك عنهم لأن عطاءهم بالنسبة له أحسن من عطائك.
فنقلك إلى وزارة التجهيز الوزارة الكبيرة ذات التجهيزات والمعدات الكثيرة فلم تحمد النعمة وبدأت تشتغل بما لا يعنيك حيث تتبعت عورات الآخرين ونسيت ما ورد في الآثار (أن من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو بجوف رحله “مسكنه”)، ومن ثم يئس منك وتأكد أنه إن لم يبعدك عنه سيتقلص جمهوره فعينك في سلطة التنظيم لتبقي هنالك بعيدا عن الأنظار لا يزورك زائر، كأنك في سلة المهملات إلا أنه في آخر المطاف رقت حاله منك، وتذكر القولة:
لا يسلم ابن حرة زميلة *** حتى يموت أو يري سبيله
وأراد بعد فشلك في الداخل أن يجربك في الخارج. لكن أعلم أن هذه آخر فرصة وما عليك إلا أن تعمل بنصائحي السابقة (حد ما حملوه أهله ما يحمل حد ثاني).
معالي الوزير
كنا نتحدث في الرسالة بلغة القانون التي لا تعرف المجاملة وفي آخرها ينبغي لنا أن نتحدث فيها بلغة أخرى كلغة الزمالة لمرونتها ولكوننا يمكن أن نتجاوز فيها الحدود فقد قيل سوء الأدب مع الأخلاء أدب، وسم الخياط مع الأحبة ميدان. نحن أبناء الأسرة الواحدة التعليم العالي، وعملنا في الجامعة معا، وليكون الختام مسكا ، ولأجل الترفيه وتلطيف الجو، ولعلي الأكبر سنا (الكبير يقول كلامه والصغير يتم ساكت).
معالي الوزير
قل لي يا زميلي فقد قيل:
وعين الرضي عن عيب كليلة *** ولكن عين السخط تبدي المساويا
فخامة الرئيس يعينك دائما في الوظائف السامية وأقل ما يقال في كل واحدة منها أنها لقمة أكبر من فمك وأنت مجرد نقيطة في جنب ثور في الحوض الشرقي، فأنت غريب خلقا وخلقا واختصاصك في الرياضيات غير الاختصاص المرغوب فيه!
أما أنا لم يبق لي إلا أن أتمثل بما قال الزمخشري أصالة عن نفسه
وأخرني دهري وقدم معشرا *** على أنهم لا يعلمون وأعلـــــم
وأيقنت منذ قد أفلح الجهــال *** أنني أنا الميم والأيام أفلح أعلم
قل لي يا زميلي واصدق الحديث، وأنت تعلم أنه لا يتم إيمان أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ماذا فعلت لفخامة الرئيس مع كثرة التملق الذي أعرف فيك حتى أنزلك منه هذه المنزلة. هل ذهبت إلى حجاب؟ فـ”الحجاب” وحده لا يفسر وضعيتك الغريبة.
أطلب منك يا زميلي أن تقرأ على “صاحبنا” أحمد ولد باهيه أن السلام على من اتبع الهدي وأنه غادرنا منذ زمان طويل والحمد لله رب العالمين ومضيا ولا يرجعون فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين، وأخبره أن القضية التي يعلم هو ويحفظ تقدمت بشكاية منها أمام البرلمان وستساءل عنها وزارة العدل لأنها هي المسؤولة بالدرجة الأولي عن التلاعب بالقانون وحينها سيري فخامة الرئيس رأي العيان من هو الخوان الأثيم؟ ومن يتلاعب بقانون الجمهورية الإسلامية الموريتانية؟ ومن يتدخل في القضاء؟
معالي الوزير إسلكو
هذه الأبيات التالية منسوبة في كتب الأدب للإمام الشافعي رضي الله عنه
ولست بهــيـــاب لمن لا يهـــابــني *** ولست أري للمرء ما لا يري ليـــا
فإن تدنو مني تدن مــنـك مودتــي *** وإن تنأي عني تلقني عنك نائيــــا
كلانـــــا غـــنـي عن أخيــه حياتــه *** ونحن إذا متنا أشد تغــانـــيــــــا
معالي الوزير
عند آخر سطر من التهنئة رن هاتفي فقلت كعادتي “اللهم لا طارق يطرق علينا إلا بخير” وأخذت الهاتف وهاتفني من تجب على طاعته قائلا: لا تنس أن تختم التهنئة ببيت كثير، فقلت له: كثير عزة من كبار شعراء الغزل وأنا بضاعتي في الشعر مزجاة، وأحرى غزله فقال لي: البيت قاله في غرض آخر، وكتبت البيت التالي من إملائه
لقد أسمعت لو ناديت حيا *** لكن لا حياة لمن تنادي
فقلت له: الاستشهاد بالبيت هنا غير وارد لأن من أناديه حي يسمع صيحة المظلوم من بعيد.
من الأستاذ أحمد معلوم بن أعمر
أستاذ جامعي ومحامي معتمد لدي المحاكم الموريتانية
الهاتف : 36377130