نواكشوط : آمنة بنت الطاهر تدفع حياتها ثمنا لخطإ طبي فادح في عيادة المنار بمقاطعة لكصر
الشــروق (نواكشوط) – ترجلت أمس عن دنيانا الفانية اﻷخت آمنة بنت الطاهر ولدسيد،بعدفترة من الصراع مع المرض،وقدتركت جرحا غائرا،لدى كل من يعرفها،فضلا عن أمها وعمها الشيخ الوقور،غادرت وخلفت شبابها في ريعان زهرته،وأبنائها الصغار،على درب الطفولة اﻷولى،لكننا مؤمنون بحتمية القضاء والقدر بيد أن الطريقة التي عولجت بها الفقيدة شابتها مضبات،فتحت الباب واسعا أمام جملة تساؤلات تطرح نفسها .
فقد قدمت للمرة اﻷولى على المستشفى العسكري الذي شخص حالتها ووجد أن حصى المرار إنجرت عنه التهابات،تستوجب جراحة عاجلة مع جراح يدعى (شريف) الذي بدوره عبر عن أنه لايوجد سرير بالمستشفى،وأن الكلفة متساوية مع عيادة (المنار)الملاصقة لبلدية لكصر؟،ليبدئ مسلسل المعاناة.
اولا: تم اجراء عملية بالمنظار،بمساعدة المخدر،طويل الخبرة!! (محمد سيدأحمد)،وصفت بالناجحة؟؟؟.
وبعد ساعات تبين وجود بلل دائم على اﻷغطية بلون الدم،يشي بنزيف،مع معالم معاناة بدأت تظهرعلى محياها،مما دفع ممرضة المداومة،إلى اجراء فحص، بين وجود فقر حاد في (الهيموأكلوبين)فطلبت إحضار الدم ،ليأتي الجراح ويصرح أن لاحاجة فيه؟؟؟.
في ظل عدم تحسن واضح،وفي ظهيرة اليوم الموالي ساءت حالتها بشكل خطير،حتى أعلن اﻹستنفار في العيادة،وهرعنا لنحضر الدم وعلى جناح السرعة وبأمر من المخدر تمت اﻷموربسرعة وبارتباك هيستيري من اﻷطباء،شفقة!!وشعورا بالتقصير!!!!
لتأخذ إلى قاعة العمليات،وسط ذهول من أهلها،ودون إشعارهم،ليبلغوا لاحقا أنها قدخضعت لعملية جراحية،تم بها تدارك الموقف،وأنها قدخرجت من دائرة الخطر وبعد قليل ستخرج ليتنفس الجميع الصعداء ومع مرور الوقت تبين العكس،وحتى منتصف الليل،ليأخذوا قرارا،بنقلها إلى مستشفى اﻷمومة والطفولة،لتبدأ فصلاجديدا من المعاناة،في ظل استمرار المعانات،واﻹرتباك البين من اﻷطباء، ليقرروا،نقلها مجددا لمركز اﻹستطباب الوطني،في ظل نفس المعاناة،وعلامات اﻹستفهام،المبهمة!!
فلماذا أصلا والحالة استعجالية،تستدرج من مستشفى عمومي إلى هذه العيادة؟؟؟؟؟
وكيف يعقل أن التكلفة متساوية إلا إذاكان في اﻷمر استدراج ممنهج؟؟؟
ولماذاعندما أمرت الممرضة بإحضار الدم يصرح الجراح أنها لاتحتاج؟؟؟؟
ولماذاتخضع لعملية جراحة ثانية في ظل عدم جزم بالحاجة إليها كما تبين لاحقا؟؟؟؟
ولماذا تنقل إلى مستشفى اﻷمومة من العيادة المفترض أن خدماتها أفضل؟؟؟
ثم لماذا تنقل إلى مركز اﻹستطباب،وبعد فوات اﻷوان لتجري فحصا يبين أن جهازها التنفسي مصاب بعطب،ألم يكن ذالك ضروريا قبل إجراء الجراحة؟؟؟؟؟؟
ثم دفعت أخيرا حياتها ثمنا لسلسلة اﻹرتباكات هذه،دون أن تشعر العيادة بذالك لتذهب اليها الجماعة في الليلة الموالية وتلتقي بمديرها الذي عبر عن قدر كبير من الحزن واﻷسى،راميا باللائمة على الجهات الفنية،ذاكرا أن جماعة اﻹدارة لم تقصر؟!
فمن المقصر إذن؟؟؟
وهل من المعقول أن يظل السكوت على هكذا إهمال مستمرا؟؟؟؟
الله الله في أبناء وطنكم معشر الجراحين،أو إن صح التعبير الجزارين!!!!!!!!!!!
الأستاذ: محمد محمود ولد سيدي محمد