عاجل إلـى الدكتور فيصل القاسم … / لحسن بولسان
الشــروق / فاجأنا مؤخرا الدكتور فيصل القاسم الإعلامي السوري بقناة الجزيرة القطرية بتغريدات غريبة متواصلة ذات صلة بقضية الصحراء الغربية في إطار مواقفه من بعض الدول العربية وعلاقاتها بتطورات الأحداث بسوريا ، وإذ نرفض أحكام الدكتور الذي لا أحسبه يجهل الدلائل والبراهين التي تشرع كفاح الشعب الصحراوي فلا بد أن نوضح ما يلي:
أولا : لا نريد ان يُفهم أن سكوتنا سابقا ضعف أو افتقار للحجج الدامغة المفندة لاي إفتراء أو ادعاء وليس من موقع الجهل بالإجابات الشافية التي نمتلك للرد على أية مواقف مرتبطة بقضية شعبنا ،إلا أننا كنا نتمنى أن يبقى الدكتور فيصل القاسم في مكانة محترمة في وسط الشعوب الحرة ، ونحن نقدر له إتاحة الفرصة لنا في مناسبات مضت من خلال برنامجه -الاتجاه المعاكس-لشرح الموقف الصحراوي للمشاهد العربي .
كان الاجدر بدكتورنا أن ينأ بنفسه أن يكون شاهد زور في قضية يدرك الدكتور أن قوة شرعيتها تتجاوز كل محاولات الإلتفاف عليها أو التضليل حتى لا ينطبق عليه قول الكاتب والروائي العراقي سعد محمد رحيم ، في كتابه – المثقف الذي يدسُّ أنفه -متحدثا عن «المثقف النطاط» الذي «لا يُعرف له موقف واضح و الذي يتقلّب وفق ما تقتضيه مصالحه الشخصية على كل الأوجه
ويبدو وللأسف الشديد ان الدكتور قد إنحرف عن تلك الصورة التي إرتسمت عند العديد منا كمحايد من عديد القضايا العالمية و إستسلم لحقيقة مرة ، إعترف الدكتور شخصيا بها في مقالته “خرافة الإعلام الحر ” أن وسائل الإعلام ما هي إلا خادم مطيع في أبدي القوى التي تمتلكها ،متسائلا في الأخيرهل شاهدتم أبداً خادماً حراً؟ أليس الخدم عادة أشبه بالعبيد؟ متى كان العبيد أحراراً؟ يوضح الدكتور
ثانيا: ان كلام الدكتور كان متهكما أو مستفزا، لا يرقى الى مكانته في الساحة الاعلامية العربية سواء كان مقصودا ،أم كان عفويا،أو كان ردة فعل من مواقف دول تجاه دولة يقيم ويعيش بها ،ولا يليق هذا اللبس والخلط بمستوى دكتورنا الذي إفتقد حتى إلى مبدأ التدقيق والتحري الجدي في حقيقة ما جرى بقمة مالابو الاخيرة ،متناسيا أن أهم الشعارات التي ترفعها المؤسسة التي يعمل بها هي: الصدق و المصداقية ……. .
وبعيداً عن الخلفيات و تصفية الحسابات وعن الميول والنوايا صادقة كانت أم كاذبة فإنه لا بد من تصويب الأحكام والمواقف إن أنحرفت و إعوجت وخاصة لما يتعلق الامر بقداسة قضية عادلة ، لقد أجزم الدكتور أن كل الدول العربية أنسحبت من مداولات القمة حيث تسأل في تغريدته تساوقا مع رغبات بعض الأنظمة ” بما أن النظام المصري يقف مع الجيوش الوطنية في سوريا وليبيا والعراق ،فلماذا لا يقف مع الجيش الوطني المغربي الذي يقاتل البوليساريو ؟لماذا لم يتضامن مع المغرب وينسحب من القمة الافريقية كبقية الدول العربية إحتجاجا على مشاركة وفد من البوليساريو الانفصالي ؟
أولا لمعلومات الدكتور ان البوليساريو لم تشارك بأي وفد ، بل فقط علم الدولة الصحراوية الزاهي ومقعدها الثابت أربك الأشقاء المغاربة ومن يدور معهم ،على قلتهم في الفلك.
ثانيا فعبارة “كبقية الدول العربية” توحي وكأن جميع الدول العربية تبنت الموقف المغربي ،بيد أن الوقائع تفند ذالك،فلم تنسحب الا جهات لا يجهل أحد أصلا مواقفها الغير مؤثرة و لو إجتمعت كلها لا أظنها تصل لنصف وزن الجزائر ومصر بالاضافة الى تونس والسودان،موريتانيا وفلسطين وليبيا وسلطنة عمان العراق والكويت ,لبنان ……
وكان الاجدر بدكتورنا التحري وان يكون دقيقا في وصفه وهو الاعلامي الباحث دوما عن الحقيقة،ولا شئ غير الحقيقة ؟؟؟؟؟؟؟
لقد غاب عن دكتورنا أن الثابت لدى المتابعين للسياسة المغربية ، أنه في حسابات الأوهام المغربية يستطيع ان يفرض منطقه على الدول الإفريقة او على الاقل خلق شرخ في وحدة الصف الافريقي مع العلم أن المحتكين بالمغرب يعرفون ان البدء من الأوهام، جزء من بيئة السياسة في المغرب الاقصى. وهذا مرض يمكن للدكتور تتبع جذوره وبعد تشخيصه سيجده من الثوابت الطبيعية للسياسة المغربية،وهي نفس الأوهام التي أضرت كثيرا بصورة بعض دول الخليج وتداعيات ذالك على الجسم العربي المتبعثر اصلا .
ما هو محسوم اليوم بخصوص كفاح الشعب الصحراوي أن الزيف لا يصنع الحقائق ، وأن ما حدث بقمة مالابو يؤكد المؤكد بأن وجود الدولة الصحراوية بالإتحاد الإفريقي ليس ورقة على مائدة تفاوض ومساومة ومتاجرة ومقايضة بالنسبة للافارقة وحين تبدو الرسالة بهذا الوضوح ، لا نعتقد أن فهمها يستعصي على دكتورنا المحترم ،وتجدر الاشارة في الاخير ان الشعب الصحراوي لن يتخلى عن إنتمائه العربي و يكن للشعوب العربية كل الإحترام والتقدير ،ولم يفارقه أبدا وفي كل الأزمات والمواقف المعادية التي تصدر من بعض الحكام العرب ، التأكيد على أنه جزء لا يتجزأ من هذه الامة العربية وهو الاجدر بالافتخار بعروبته ومنبعه العربي الاصيل وسيبقى متمسك بهذه الثوابت ماضيا في كفاحه على نهج العزة والإباء والكرامة والشموخ .