باجبريل… ذاكرة ازويرات الحيّة وركنها الاجتماعي والسياسي الذي لم يتزحزح

الشروق نت / يمثل السيد باجبريل إحدى الشخصيات الاستثنائية التي شكّلت جزءًا أصيلًا من ذاكرة مدينة ازويرات، ومكوّنًا بارزًا في مسارها الاجتماعي والسياسي والمهني لأكثر من نصف قرن. فمنذ أن التحق سنة 1965 بالعمل في منطقة ديميز ثم ميرفما قبل أن يشق طريقه في شركة اسنيم، وصولًا إلى سوماسيرت التي تقاعد منها بعد مسار طويل، ظل اسمه حاضرًا في كل مراحل التحول التي عرفها قطاع المعادن في موريتانيا.
بدأ باجبريل حياته المهنية نادِلًا قبل أن يتخرج معلم فندق، واضعًا اللبنة الأولى لمسار حافل بالبذل والانضباط. وبعد تقاعده، واصل حضوره المهني والاجتماعي من خلال مشروعه الخاص، محافظًا على علاقة طيبة ومميزة مع شركة اسنيم عبر تعامل خاص يعكس تقدير الشركة لشخصه ولمساره المهني الطويل وعلاقاته المتينة مع مجتمع العمال.
وعلى امتداد أكثر من خمسة عقود، عاش باجبريل عهد جميع رؤساء موريتانيا من الرئيس المؤسس المختار ولد داداه وحتى الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، وظل ثابتًا في دعمه للدولة ومؤسساتها، واقفًا مع خياراتها، مساندًا لأنظمتها المتعاقبة بكل ما يستطيع، وبقناعة وطنية راسخة لم تتغيّر.
لقد كان باجبريل —ولا يزال— صمام أمان انتخابيًا وسياسيًا للنظام في ازويرات، حيث اعتمدت عليه السلطات المحلية في محطات انتخابية مفصلية، لما يمثله من ثقل اجتماعي وشعبية واسعة تمتد عبر مختلف المكونات، ولما يحظى به من احترام عابر للأعراق والخلفيات، جعل منه مرجعية اجتماعية وسياسية لا يمكن تجاوزها في المدينة.
إن شخصية بهذا الحجم، قدمت الكثير ولم تطلب يومًا شيئًا، وساندت الدولة في مراحل رخائها وشدتها، تستحق اليوم —وفق ما يؤكده فاعلون ومراقبون محليون— تثمِين جهودها من خلال إشراك أبنائه في مراكز صنع القرار، اعترافًا بسنوات طويلة من الوفاء والاتزان والعطاء الهادئ الذي صنع الفارق في محطات متعددة.
باجبريل ليس مجرد اسم؛ إنه تجربة رجل وطني عاش من أجل مجتمعه، وظل قريبًا من الناس ومن الدولة، وبقي مثالًا في الإخلاص والعمل الصادق… نموذجٌ تستعيد من خلاله ازويرات بعضًا من وهجها الإنساني والمهني والسياسي.



