رحل الخليل ولد الطيب.. وبقية شجاعة الموقف ودروس الوفاء لقيم الجمهورية .. تأبين / نوح محمد محمود

الشروق نت / فقدت موريتانيا اليوم واحدًا من أبرز أبنائها الذين جسدوا روح الوطنية الحقة والقيم القومية الأصيلة، فقد رحل عن عالمنا السياسي والوطني الخليل ولد الطيب، الرجل الذي جسّد شجاعة الموقف ونقاء الفكر، وترك بصمة لا تُمحى في المشهد الوطني.
عرف الراحل بمواقفه الوطنية الجريئة التي لم تتزحزح أمام أي ضغط، ودفاعه المستميت عن قيم الجمهورية ومبادئ العدالة والإنصاف.
لقد كان الخليل دائمًا صوتًا صادقًا في مواجهة الفساد، ومدافعًا عن وحدة الوطن، جامعًا بين نخبه المختلفة حول قضايا البناء الوطني، ومناهضًا لكل خطاب فئوي أو مناطقي يهدد اللحمة الوطنية.
إن رحيل الكبار هو دعوة صادقة لكل أحرار الوطن ونخبه السياسية والمدنية للرجوع إلى قيم الجمهورية، والعمل على تصالح وطني حقيقي، يقوم على حب الوطن، ونبذ الانقسامات والشروخ الاجتماعية والفئوية، وهو تأكيد عملي على ما جاء في خطاب ،رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، التاريخي الذي ألقاه فانبيكت لحواش، خطاب الوحدة والعدل، المؤسس لبناء دولة تنعم بالإنصاف والعدالة، وتكافح الفساد بكل أشكاله.
لقد كان الراحل مثالًا للتفاني والإخلاص، حيث ترك وراءه رسالة واضحة لكل من عرفه: أن حب الوطن والعمل من أجله لا يحتاج إلى شعارات، بل إلى مواقف جريئة وفكر ناضج، يقود إلى وحدة الجبهة الداخلية وصيانة مصالح البلاد العليا.
إن وفاة القامة السياسية والوطنية العظيمة، من أمثال الخليل، هي فرصة للتأمل في حال هذه الدنيا الفانية، ودعوة لكل معارفه من أصدقاء ومناوئين وأعداء وساسة ونخب، لإعادة النظر في مواقف الحسابات الضيقة، وتصفية السماح والغفران للفقيد، والاستلهام من مسيرته في خدمة الوطن، لتكن بذلك ذكراه منارةً تضيء طريق الإصلاح والتوافق الوطني، ودرسًا لكل من يسعى لتقويض الوحدة الوطنية.
إنا لله وإنا إليه راجعون.




