أخبار وتقاريرمميز

تمبدغة توحّد صفوفها… ووزير الصحة محمد محمود ولد اعل محمود يصنع لحظة التحوّل

الشروق نت / لم يكن المشهد الذي قدّمته تمبدغة خلال استقبالها الباهر لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مجرد حدث عابر في الذاكرة السياسية للولاية؛ كان لحظة تكثّفت فيها دلالات الوحدة والوعي والقدرة على تجاوز مراحل التشتت التي طالما أنهكت مقاطعات الداخل. فالاستقبال الأسطوري الذي أبهر الجميع لم يأت من فراغ، بل كان نتيجة ناضجة لاجتماع تاريخي عقده وزير الصحة الدكتور محمد محمود ولد اعل محمود في منزله بنواكشوط قبيل الزيارة، اجتماعٌ أعاد ترتيب البيت الداخلي للمقاطعة، وحرّك ما كان ساكنًا، وجمع من لم يجتمع منذ سنوات طويلة.

لقد حضر ذلك اللقاء وزراء تمبدغة السابقون، والأطر، والمنتخبون، والوجهاء، والفاعلون السياسيون، في سابقة وصفت بحق بأنها الأولى من نوعها من حيث الحضور والإقبال في تاريخ المقاطعة السياسي. تلك اللحظة لم تكن مجرد اجتماع تشاوري؛ كانت استعادة للثقة، وتطمينًا للنفوس، وإعلانًا غير مكتوب بأن تمبدغة تمتلك اليوم قيادة قادرة على جمع الصفوف دون أن تزجّ نفسها في خنادق السياسة الضيقة. كان واضحًا للجميع أن الوزير الجديد جاء بفلسفة مختلفة: فلسفة من يريد خدمة النظام دون خلق اصطفافات داخلية، ومن يسعى إلى بناء تأثير إيجابي لا يستثني أحدًا.

ومع وصول الرئيس إلى أرض الحوض الشرقي، ظهرت النتائج جلية. فقد بدت تمبدغة في أبهى صورها، حشودًا وتنظيمًا واستعدادًا، وكأن الاجتماع الذي عُقد في نواكشوط قد نزل على الأرض في شكل وحدة حقيقية، وتعبئة لا يشوبها تردد، ورغبة صادقة في تقديم صورة مشرّفة للرئيس وللوطن. لم يكن استقبالًا عاديًا، بل كان بمثابة استفتاء مكشوف على مكانة المقاطعة، وعلى قدرتها على ترجمة توافقها الداخلي إلى فعل سياسي منظم وناجح.

وما زاد المشهد قوة أن وزير الصحة لم يكتف بدوره التوحيدي، بل قدّم درسًا آخر في المهنية الميدانية. فقد ظهرت لأول مرة خلال زيارة رئاسية للحوض الشرقي عيادات متنقلة موزعة في نقاط حساسة، وعشرات سيارات الإسعاف على طول محاور الزيارة، وطواقم طبية جاهزة، في صورة تعكس وعيًا عمليًا بطبيعة الزيارات الكبرى واحتياجاتها الصحية. كما كانت ردوده خلال اجتماعات الرئيس مع الأطر دقيقة وشافية، تؤكد أنه يعرف القطاع، ويعرف مشاكله، ويعرف كيف يضع الحلول المناسبة. وهنا برزت القناعة لدى المراقبين بأن قطاع الصحة مقبل على تحول نوعي، وأن الوزير الشاب قادر على إحداث فارق حقيقي ليس بالشعارات وإنما بالأداء والمبادرات والجاهزية الفنية.

لقد أصبحت تمبدغة ممثلة داخل الحكومة بطريقة مشرفة، وأصبح قطاع الصحة أكثر ثقة بنفسه، وأصبحت ولاية الحوض الشرقي تشعر بوجود مسؤول يتحدث بصوتها، ويظهر حيث يجب أن يظهر، ويمثل بلاده ومناطقه بأفضل صورة. والأهم أن تمبدغة تبدو وكأنها وجدت أخيرًا الرجل الذي يوحّدها، ويمدّ الجسور بين مكوناتها، ويجعلها قوة داعمة للدولة ورؤية رئيس الجمهورية، دون أن يستنزفها في خلافات جانبية.

هكذا يصبح من حق المقاطعة أن تفخر بما حققته، ومن حق قطاع الصحة أن يتفاءل بمرحلة جديدة، ومن حق ولاية الحوض الشرقي أن تشعر بأنها حاضرة في قلب القرار. إنها لحظة نضج سياسي وإداري تستحق الإشادة، وتستحق أن تُكتب كنقلة نوعية في سجل المنطقة. هنيئًا لتمبدغة، هنيئًا للصحة، وهنيئًا للحوض الشرقي بهذا الحضور الذي يليق به.

#عالي أحمد سالم 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى