أخبار كوركولأخبار وتقاريرمميز

كوركول في عهد “تعهّداتي”… ولاية تتحول بهدوء إلى واجهة للتنمية المتكاملة

الشروق نت – كيهيدي

بمناسبة الزيارة المرتقبة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للإشراف على تدشين المرحلة الأخيرة من مشروع آفطوط الشرقي، ترصد “الشروق” حصيلة ما تحقق في ولاية كوركول خلال ست سنوات من العمل الجاد تحت مظلة برنامج “تعهداتي”.

لم تكن كوركول في يومٍ ما على رأس خارطة التنمية الوطنية، إذ ظلت لعقود تُعاني من التهميش البنيوي وضعف البنية التحتية وانعدام أبسط الخدمات الأساسية. لكن منذ تولي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد الحكم في أغسطس 2019، دخلت الولاية مساراً جديداً، هادئاً في شكله، عميقاً في نتائجه، انعكست ثماره على واقع الحياة اليومية للمواطن، من كيهيدي إلى فُمّ لكليتة، ومن أمبود إلى مونكل.

الماء :  

تتوج زيارة الرئيس المرتقبة إلى فُمّ لكليتة بإشرافه على تدشين المرحلة الأخيرة من مشروع آفطوط الشرقي، الذي سيمدّ آلاف الأسر في كوركول ومحيطها بمياه صالحة للشرب، بعد سنوات طويلة من الاعتماد على الآبار التقليدية والمصادر غير المأمونة.

يمتد هذا المشروع الحيوي على 300 كيلومتر من الأنابيب، ويضم خزانين بسعة 5 آلاف متر مكعب، وقد بدأ تنفيذه في ديسمبر 2022 بتمويل حكومي وشراكات دولية، على أن يدخل الخدمة هذا الصيف.

كما تم إنجاز 12 شبكة مائية ريفية و11 بئراً ارتوازية في أمبود، مونكل وكيهيدي، وفّرت المياه لأكثر من 35 ألف نسمة، في تغيير جوهري لنمط الحياة في المناطق القروية.

الكهرباء: 

مشروع كهربة آفطوط كان بمثابة إعلان فك العزلة عن واحدة من أفقر المناطق الطاقوية في البلاد.

فبخط جهد عالٍ بطول 107 كلم، وشبكة توزيع تمتد على 405 كلم، وبتكلفة قاربت 8 مليارات أوقية قديمة، حصلت 79 قرية على الكهرباء لأول مرة، مع تنفيذ 6000 توصيلة منزلية جديدة.

وقد دشن الرئيس هذا المشروع من مدينة أمبود يوم 29 ديسمبر 2023، في لحظة فارقة في تاريخ الولاية.

الصحة: 

عرفت كوركول تحولات كبيرة في البنية الصحية، تجلّت في:

توسعة مستشفى كيهيدي الجهوي من 140 إلى 260 سريراً، مع جناح جراحة، وحدة أمومة، قسم أطفال، ومختبر مرجعي حديث.

إنشاء 20 منشأة صحية جديدة ضمن تدخلات “تآزر” (2022).

انطلاق أشغال 10 مراكز صحية قروية جديدة في إطار عطاء وطني لعام 2024.

توزيع 39,310 بطاقة تأمين صحي مجاني ضمن برنامج “عناية”، استهدفت الأسر الأكثر هشاشة، وفتحت الطريق نحو تعميم التأمين في الريف.

التعليم: 

في مجال التعليم، تم تشييد بنية متينة شملت:

54 مؤسسة تعليمية جديدة (ابتدائي – إعدادي – ثانوي)، دشّنها الرئيس في كيهيدي يوم 5 ديسمبر 2022.

50 حجرة دراسية إضافية أنجزتها وزارة الإسكان ضمن خطة طوارئ 2022.

12 حجرة دراسية مموّلة من البنك الدولي، اكتملت أواخر 2022.

استفادت 70 مدرسة من برنامج التغذية المدرسية McGovern-Dole، ما ساعد في تقليص نسب التسرب والغياب، خاصة في المناطق الريفية.

الشؤون الاجتماعية والإسكان: 

تحوّل العمل الاجتماعي من مجرد مساعدات ظرفية إلى سياسة مُمأسسة:

برنامج “تآزر” شمل 21,174 أسرة فقيرة في كوركول بالتحويلات النقدية المنتظمة، إلى جانب الدعم الغذائي في أوقات الطوارئ.

مشروع “داري” أسفر عن بناء 400 وحدة سكنية في كيهيدي، و100 وحدة في أمبود، وضعت أحجارها الأساسية في ديسمبر 2022، بتمويل إجمالي تجاوز 2.4 مليار أوقية قديمة.

الطرق والنقل: ربط جغرافي وعدالة مجالية

شملت الإنجازات أيضاً قطاع النقل، حيث:

تم إعادة تأهيل طريق كيهيدي – أمبود – فوم گليتة بطول 116 كلم، مع بناء 6 جسور و118 معبراً مائياً.

تم وضع حجر الأساس لطريق سواطه – مونكل في أغسطس 2023، بهدف تعزيز الترابط الداخلي بين مقاطعات الولاية وفتح آفاق اقتصادية جديدة.

الزراعة والثروة الحيوانية: 

استعادت كوركول مكانتها كمركز زراعي مهم من خلال:

استغلال 389,740 هكتاراً في الحملة الزراعية 2023-2024، لإنتاج متوقع يفوق 776,700 طن من الأرز والحبوب.

انطلاق تأهيل ستة سدود صغيرة ضمن برنامج الابتكار الزراعي، لدعم أنشطة الري والتخزين والتحكم في الموارد المائية.

خمس زيارات رئاسية تؤطر التحول

15–16 نوفمبر 2020 افتتاح  (المدرسةالجمهورية) ، و  إطلاق مشاريع خدمية من أمبود

20 أغسطس 2022 بعد فيضانات كيهيدي تفقد المنكوبين وإطلاق تدخلات عاجلة

5 ديسمبر 2022 زيارة خدمية تدشين مدارس ومراكز صحية وسكن اجتماعي

29 ديسمبر 2023 زيارة ميدانية تدشين مشروع كهربة آفطوط من أمبود

4 يوليو 2025 (مرتقبة) تدشين المرحلة الأخيرة من مشروع آفطوط الشرقي بفمّ لكليتة

كوركول تتغيّر… لكن العدالة لا تكتمل بعد

في ضوء هذه المنجزات، تبدو كوركول اليوم مختلفة جذرياً عن صورتها قبل 2019. لقد تغير وجه الولاية في الماء، الكهرباء، التعليم، الصحة، والإسكان. تغيّر ملموس على الأرض، لا في الخطابات فقط. غير أن هذه التحولات لم تُواكَب بعدُ بعدالة سياسية ووظيفية داخل الولاية.

فما زالت التمثيلية السياسية والتوظيفية محصورة في مكوّن اجتماعي واحد، دون إشراك فعلي وعادل لباقي فئات الولاية في إدارة الشأن العام، سواء على المستوى السياسي أو الإداري.

وإذا كان الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني قد التزم بتحقيق العدالة بين الولايات، فإن التحدّي اليوم يكمن في تحقيق العدالة داخل الولاية الواحدة… فالمواطنون جميعاً في كوركول يريدون أن يكونوا شركاء في بناء التحول، لا مجرد متلقين لثماره.

#عالي أحمد سالم الملقب البو 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى