كتاب ومقالاتمميز

قضية الصحفي المعتقل إسحاق… الفرج يأتي و لو بعد حين ..

الشروق نت / نتطلع و نأمل أن نشهد عودة سجين مهنة المتاعب الصحفي المقتدر إسحاق ولد المختار

ضحية إستبداد و ظلم نظام الأسد .

في أسرع وقت إلي أرض الوطن بين أحضان أمه و ذويه و الأهل و الأحباب و الأصدقاء ،في الوقت الذي أختفي فيه عن الأنظار منذ إندلاع الثورة حيث تم إختطافه رفقة فريق قناة اسكاي انيوز العربية أثناء تغطيته لأحداث الحرب الأهلية في سوريا مع بداية إندلاعها .

إذ يشار إلي أن قضية إختطاف و إعتقال الصحفي إسحاق قد شكلت صدمة كبيرة لكل الموريتانيين سرعان ما تحولت إلي قضية رأي وطني و دولي ،كما أحتلت زخما واسعا داخل الأوساط الأهلية و الإعلامية و الحقوقية ،حيث نظمت نقابة الصحفيين الموريتانيين عدة وقفات للمطالبة بالإفراج عنه دون تجاوب يذكر من السلطات السورية أو الأطراف الأخري .

إلا أنه تم تشكيل لجنة موحدة من رجال الإعلام و الحقوقيين و المجتمع المدني للمتابعة و التنسيق في قضية إسحاق .

ظلت حاضرة داخل المشهد الوطني طيلة هذه الفترة بحثا عن أخباره و سبل إطلاق سراحه دون أن تستكين لليأس و فقدان الأمل .

في الوقت الذي ظهرت فيه أسماء و مبادرات شخصية لبعض قادة الرأي و الفكر و السياسة و البرلمان تحركت في نفس الإتجاه بشكل شخصي .

من جهة أخري ناشدت والدة الصحفي المعتقل إسحاق عبر مختلف وسائل الإعلام المحلية و الدولية جميع الجهات الحقوقية و الصحفية العمل علي إطلاق سراح إبنها المختطف و المعتقل عبر مختلف الطرق و القنوات الدبلوماسية و بكل الوسائل المتاحة .، في خطوة لإنهاء معاناة عائلة عانت الأمرين و عاشت أوضاعا حرجة و ظروفا إنسانية صعبة ، خاصة في ظل القطيعة التامة مع إبنها و عدم تبني أي جهة خطفه .

ففي ضوء المستجدات القائمة و الأحداث المتسارعة و التطورات اللاحقة التي شهدتها سوريا قبيل و بعيد سقوط نظام الأسد ،يأتي الحديث عن إطلاق سراح آلاف السجناء المعتلقين بالسجون السورية سيئة السمعة من مختلف الجنسيات العربية و حديث البعض عن ظهور إسم الصحفي الموريتاني المعتقل ضمن قائمة السجناء الذين تم الإفراج عنهم ، في حين لم تتأكد بعد علي المستوي الرسمي (قد جعلها ربي حقا ) صدق الله العظيم .

في الوقت الذي تعثر فيه خروج آلاف السجناء في انتظار إختراق و فك الشفرة أو كشف سر كود أبواب فروع السجون الموصدة و المغلقة بشكل محكم بعد فرار سجانيها، و بما أن الشئ بالشئ يذكر فإن أجمل ما كتب عن قضية الصحفي المعتقل إسحاق و معاناة أمه ، هو المقال الرائع المكتوب تحت عنوان :

ولدي في قارئة الفنجان ..علي نسق قصيدة نزار قباني الخالدة .

هذه المرة ليست بصوت العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بقدر ماهو إسقاط أدبي بقلم الأستاذ والكاتب الكبير محد فال ولد سيدي ميلة وبصوت و أحزان أم إسحاق في خرجة أدبية وسرد رائع وبأسلوب جديد تخاطب فيكم يا فخامة رئيس الجمهورية روح الأب والراعي الأول للرعية من خلال روايات وحكايات الأمهات و الدموع تغالبها حزنا علي نجلها ، تروي معاناتها كأنها تشعر بغرق في بحر من الحزن ، فنقطة ضعف الأم هي أبناءها .

ومن باب فذكر فإن الذكري تنفع المومنين. …نيابة عن أم إسحاق و زمرة الكتاب الوطنيين من أجل تحريك الساحة الثقافية والأدبية في هذا الإطار.

كم انت رائع أيها الكاتب الكبير في هذا الطرح الأدبي الجديد ذات البعد الإنساني الجميل و الجميل جدا

تزامنا أنذاك مع تسارع وتيرة المطالب بضرورة تحرك حكومي سريع للوقوف و الوصول الي حيثيات أخبار المواطن الصحفي إسحاق ولد المختار المعتقل و المسجون في الأراضي السورية خلال تغطية إعلامية للحرب الأهلية منذ اندلاعها ، سبيلا في الإفراج عنه عاجلا بشتي الوسائل والطرق والعلاقات الدبلوماسية والإنسانية والحقوقية. …….،لعل وعسى تدخل السرور والفرح والابتسامة الي بيت أم إسحاق الذي افتقدته منذ القطيعة مع إبنها ، ومن خلالها تتقاسم الأم المكلومة الأفراح و المسرات مع الشعب الموريتاني.

إليكم نص المقال المؤثر و الأشد وقعا علي نفس الإنسان : –

.. 2021-07-14

أنا، أيها الرئيس، أمُّ إسحاق: فلذة الكبد التائه في سجون أرض كنعان. لما أتاك الركب طالبين النجدة، استبشرت فقلت:

“يا ولدي، لا تحزن،

فالحب عليك هو المكتوب”.

لما أتاك القوم بحثا عن مخرج لولدي، قلت في مناجاة ليلية حزينة: رغم أن “فنجانك دنيا مرعبةٌ

وحياتك أسفارٌ وحروب”، فإن في أرضنا من سيهتم بك أخيرا، وسيبدد الكوابيس من دنيا نومي المرعب المخيف.

سمعت، أيها الرئيس، أنك تفهم أنين الأم المكلومة، وأنك تعرف أنني، في قرارة نفسي، مسجونة منذ سنوات في زنزانة ضيقة مع ولدي وهو لا يعلم.. لا يعلم أنني أسامره في عتمة الليل، أبتسم إذا ابتسم متهكما على خمول حكومات بلاده، أبكي كلما بكى من فرط الوحشة، أمهّد له الفراش المتقعر، أضع الوسادة تحت رأسه إذا أتعبه الجلوس في خلوة الرهبان، وتارة، تارة فقط أمازحه وأذكّره بطيش الأطفال وقهقهات المراهقين أمام خيمتنا حين كنت، وإياه، في أطيب عيش. أقول له: لا تكتئب، فحبيبة أنسك، رغم طغيان الحراس، موجودة إلى جانبك إلى الأبد.. لا تبتئس ولا تجزع من حرقة الفراق، فحبيبة عمرك ستظل هنا غارقة معك في الوساوس والأتراح.. لا تنهزم أمام عاصفة الكمد والأشجان “فحبيبة قلبك، يا ولدي

نائمةٌ في قصرٍ مرصود

والقصر كبيرٌ يا ولدي

وكلابٌ تحرسه.. وجنود”.

أيها الرئيس المفضال المنعام، من لي بمن يُذهِب عنا الحَزَن! من يهاجم الحراس ويفرق من حولنا الجنود! من يدخل عنوة ليفك أسرنا!.. أنا، في أحاسيسي، مسجونة في زنزانة ولدي أنتظر البطل المقدام، صاحب البسالة والكبرياء، القادر على دخول حجرتنا الضيقة وإخراجنا من الوحل، نعم، مسجونة مع ولدي، أناجيه في وحدتنا، أشكو الرجال المخبولين في المَهْمَهِ الشنقيطي.. كل حياتي شكوى أخفيها في لفائف سجائر السجانين المتطرفين، أداعب الولد الغائب-الحاضر ثم أشكو، أسائله وأشكو، أحدثه وأشكو، أصمت وأشكو، أستيقظ وأشكو، أنام وأشكو.. أقول في دجى الليل: يا ولدي أين المنقذ المخَلّص؟ “وأميرة قلبك نائمةٌ:

من يدخل حجرتها مفقود

من يدنو من سور حديقتها مفقود

من حاول فك ضفائرها

يا ولدي

مفقودٌ.. مفقودْ”.

أيها الرئيس، أنا أمّ إسحاق، الصحفي اللامع المهذب الوديع، أبحث فيك عن شهم يعرف كيف يرحم الأسارى، وكيف يفك قيد المظلومين.. أبحث فيك عن عقل راجح يعرف اشمتني معاول الحزن، وبعد أن جف الريق وتبعثرت كلمات التلهف والتوق والحنين، وبعد أن ابتعدتُ قليلا وأسندتُ رأسي إلى وحجر موحش في ركن من زنزانة ولدي، وأنشدته، بتمتمة من الوَجد الصوفي:

“بصّرت ونجّمت كثيراً

لكني لم أقرأ أبداً

فنجاناً يشبه فنجانك

لم أعرف أبداً، يا ولدي،

أحزاناً تشبه أحزانك”.

فك الله أسر إسحاق و أعاده عاجلا إلي أمه و وطنه معافيا.

اباي ولد اداعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى