أخبار وتقاريرمميز

هكذا تناولت الصحف الجزائرية و المغربية زيارة تبون لنواكشوط

الشروق نت / تباينت الصحف المغربية والجزائرية في تغطيتها للزيارة التي بدأها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لنواكشوط مساء أمس وتستمر يومين.

ففي وقت اعتبرت الصحف الجزائرية أن الزيارة تعكس حجم التفاهم والتنسيق والتعاون بين البلدين، رأت صحف مغربية أنها “تثير تساؤلات كبيرة حول أهدافها ودوافعها”.

وعنونت صحيفة الخبر الجزائرية على صحفتها الأولى: “لتكثيف التعاون واستعراض المشاريع البينية .. تبون يجري أول زيارة لموريتانيا.

أما صحفية الجزائر الجديدة، فقدت كتبت على صفحتها الرئيسية “الرئيس تبون في زيارة رسمية إلى نواكشوط.. محور الجزائر موريتانيا يتعزز ويعزل المخزن”.

ورأت الصحفية أن موريتانيا هي “الدولة المغاربية الوحيدة (إذا ما استثنينا المغرب) المترددة في الانخراط في المسعى، الذي راهنت عليه الجزائر لتحصين منطقة شمال إفريقيا مما قد تنزلق إليه، بعدما أصبح وجود الكيان السرطاني حاضرا بقوة على حدود الجزائر الغربية، وبشكل وضع البلدين على حافة حرب حقيقية” وفق الصحفية.

وقالت الصحفية إن “الزيارة تنطوي على أبعاد كثيرة، منها البعد الإقليمي والأمني والاقتصادي”.

وحسب الصحفية تأتي هذه الزيارة “في سياق تطور لا يخطئه أي متابع للعلاقات الثنائية، والتي برز فيها الشق الاقتصادي من خلال إطلاق عدد من المشاريع الحيوية على الحدود بين البلدين، طبعه فتح المعبر البري الزويرات الحدودي، الذي تكفلت به الجزائر ماديا، وكذا إقامة منطقة تبادل حر على الحدود البرية بين البلدين الجارين”.

ولفتت الصحفية إلى أنه “خلال السنة المنصرمة، وبينما كانت العلاقات بين موريتانيا والنظام المغربي تمر بوضعية غير طبيعية، استجاب الجانب الجزائري لانشغالات الموريتانيين وتم توجيه شحنات من البصل وبعض السلع لمواجهة الأزمة هناك، وهو الموقف الذي تلقاه الموريتانيون بكثير من الاستحسان”.

أما الصحف المغربية فقد رأت أن الزيارة “تثير تساؤلات حول أهدافها ودوافعها الحقيقة” مبرزة في نفس الوقت أنها تتزامن مع زيارة رئيس البرلمان الموريتاني للمغرب.

وكتبت صحفية هيسبرس المغربية في عنوان بارز: “الرئيس الجزائري يزور موريتانيا لتعزيز العلاقات والتحرش بمغربية الصحراء”.

واعتبرت الصحفية أن هذه الزيارة “تأتي في ظل واقع دبلوماسي مضطرب تعيشه الجزائر” معتبرة أن “الجزائر تحاول الخروج من عزلتها الإقليمية والدولية عبر تعزيز نفوذها السياسي والدبلوماسي؛ من خلال استثمار الروابط الجغرافية والثقافية التي تجمعها مع موريتانيا التي تسعى إلى استمالة مواقفها حول القضايا الحساسة في المنطقة، على رأسها قضية الصحراء”.

ورأت الصحفية أن “المحاولات الجزائرية تصطدم بتحديات تتعلق بتوازن القوى في المنطقة والتزام موريتانيا بسياسة الحياد الإيجابي تجاه القضايا الخلافية”.

وقالت الصحفية إن صناع القرار في نواكشوط “حريصون على الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل من المغرب والجزائر؛ مع السعي إلى ضمان مصالح بلادهم الاستراتيجية واستقرارها الداخلي والنأي بها عن أية تحالفات قد تُفقدها هذا التوازن”.

ونقلت الصحفية عن الباحث المغربي في العلاقات الدولية محمد عطيف قوله إن الزيارة “تأتي في سياق محاولة الخروج من العزلة الدبلوماسية الإقليمية التي تعاني منها الجزائر إثر توالي أزماتها مع العديد من الدول الإفريقية والأوروبية، بما في ذلك دول الجوار التي أصبحت متوجسة من السياسة الخارجية الجزائرية” بحسب قوله.

وأضافت الصحيفة: “النظام الجزائري يحاول البحث عن داعمين جدد للطرح الانفصالي الذي يدعمه في الأقاليم الجنوبية للمغرب (الصحراء) من خلال حث موريتانيا على اتخاذ موقف أكثر تأييدا لرؤيته لحل النزاع، باستغلال الروابط الجغرافية والثقافية بين البلدين وإطلاق مشاريع مشتركة في بعض المجالات؛ غير أن نواكشوط تحاول دائما الحفاظ على حيادها التقليدي في هذا الملف، حيث توازن بين علاقاتها مع الجزائر والمغرب، مع التركيز على حماية مصالحها الاستراتيجية والحفاظ على استقرار المنطقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى