وزير صحــراوي : “المغرب يستفيد من أموال عربية وجهود غربية وخبرة إسرائيلية”
الشــروق / طالب وزير المناطق الصحراوية المحررة، محمد الأمين بوهالي، أمس، الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهما كاملة إزاء تواصل تعنت المغرب وتماطله وضرب الشرعية الدولية، وعدم توفر الإرادة لدى هذا الأخير للوصول إلى حل سلمي وعادل يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير، موجها سؤالا لكليهما حول ما يريدانه اليوم
من الشعب الصحراوي، وهل سيتحمل العالم مسؤوليته ويضغط على المغرب للوصول إلى حل عادل للقضية الصحراوية، ومستفسرا عن إمكانية أن تتحول القضية الصحراوية المتواجدة اليوم في المخطط رقم 6 إلى المخطط رقم 7.
أما بشأن عمل المغرب على العودة إلى الاتحاد الإفريقي، وبشروطه، ومدى تأثير ذلك على مسار القضية الصحراوية، فأكد الوزير أن الاتحاد الإفريقي يقوده قطار قوي جدا، يتمثل في المحور الثلاثي الجزائر وجنوب إفريقيا ونيجيريا، الذي يقود، حسبه، إفريقيا إلى حل مشاكلها، وهو ما يجعلها مدعوما من قبل العديد من الدول الإفريقية، مسترسلا “المغرب يحاول لعب ورقة كل من بوركينافاسو والسينغال والصومال، إلا أنها أوراق خفيفة، ولن تأثر على القرار الإفريقي إزاء القضية الصحراوية”.
وأبرز المتحدث أن العلاقات الموريتانية الصحراوية جيدة، تتميز بتعاون أمني ذي درجة عالية، منذ انتهاء المشكل ما بين البلدين، الذي يعود إلى تقسيم الأراضي الصحراوية سابقا ما بين موريتانيا والمغرب، ليشير خلال الندوة الصحفية التي نظمها منتدى جريدة الشعب في مقر هذه الأخيرة، بالعاصمة، إلى أن العلاقات الموريتانية المغربية يسودها التوتر مؤخرا، نتيجة للتعالي والكلام الغليظ، على حد قوله، من قبل المغرب، على مستوى الشكوى والحجة، “فعوض أن تكون العلاقات مبنية على حسن الجوار والكف عن القيام بالأفعال غير اللائقة في موريتانية، يواصل المغرب محاولاته إغراق الداخل الموريتاني بشحنات كبيرة من المخدرات”.
وعن علاقة الجمهورية الصحراوية بدول الخليج، قال الوزير “يستحيل على أي شخص مسلم وعربي أن يتكلم عن هذه الدول التي تجمعنا نفس اللغة والدين والأخلاق والقبلة والمسجد الحرام، لأن ما يقومون به من تمويل للصفقات المغربية، بما في ذلك الحزام الدفاعي الذي يبلغ 2700 كلم، ويقسم أبناء شعب واحد إلى نصفين، لأمر مؤلم، هذا الأخير مول من خزائن الخليج تتقدمها الخزينة السعودية”، مضيفا: “لكن موقف كل من قطر والكويت مختلف، رغم التفاوت ما بينهما، إذ أن هناك من يستاء من هذه المعاملة، والمشكل ليس مع الشعب والعلماء السعوديين الذين يحاولون تقديم ولو مساعدات رمزية للصحراويين ويستنكرون ظلم النظام السعودي للشعب الصحراوي، هذا الأخير الذي لا يهمه لا حلال ولا حرام، ويرى فقط في اتجاها واحدا، وقد مول مؤخرا صفقة مغربية لشراء طائرات آف 16”.
بينما أشار المتحدث إلى أن تونس الآن تعيش تفتحا ديمقراطيا رغم الإرهاب، وأن علاقات وطيدة وطيبة تجمع الصحراويين بمنظمات حقوقية تونسية وحتى بأحزاب هناك.
الصحراويون يرفضون الحكم الذاتي ولن يرضوا إلا بالاستقلال
وأضاف الوزير أن المغرب يحمل الجزائر مسؤولية الصراع القائم في المنطقة، نتيجة وقوفها إلى جانب الصحراويين والمطالبة بحقهم في تقرير المصير، مواصلا: “وبعد 17 سنة من القتال، وبعد أن مني المغرب بهزائم متتالية، أدت إلى تحرير جزء من الأراضي الصحراوية، عاد إلى حلفائه الأولين، حيث تم دعمه بأموال عربية طائلة وجهود غربية كبيرة وراءها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، وكذا خبرات إسرائيلية، وبما أننا نحن الشعب الصحراوي لسنا أصدقاء ولا حلفاء للغرب، فإنهم يسيرون في فلك الحجج المغربية القائلة بأن استقلال الصحراء الغربية سيؤدي إلى سقوط عرش المملكة المغربية، وإضعافها إلى درجة غير مقبولة”. وفي رده على سؤال “الخبر” حول الخيارات المتاحة أمام الشعب الصحراوي مع استمرار تمسك المغرب بمبادرة “الحكم الذاتي”، وجعلها أمرا واقعا من خلال بناء الأسوار، تساءل وزير المناطق الصحراوية المحررة عن مصدر المبادرة المغربية، قائلا: “أنا أتساءل من أين أتى المغرب بمبادرته هذه، هل من خلال مفاوضات ما بين الطرفين (الصحراء الغربية / المغرب)، أو من مفاوضات بينه وبين الأمم المتحدة؟”، مواصلا أن الشيء الأهم هو أن الشعب الصحراوي لن يقبل بالحكم الذاتي، ولن يرضى إلا بحل سلمي وعادل، يضمن له تقرير مصيره وحصوله على استقلاله، “قبلنا بوقف إطلاق النار، ووافقنا على حق تقرير المصير لأن تصفية الاستعمار لن تتم إلا بأخذ حقنا في الاستفتاء العادل والحر، لذا المغرب لا يمكنه منح الشعب الصحراوي الحكم الذاتي وهو لا يتمتع أصلا بالسيادة على الصحراء الغربية”.
وعرج محمد الأمين بوهالي على سجناء إكديم إزيك، مشيرا إلى أن العالم كله اهتز لهول ما حدث وللمحاكمات الجائرة التي قام بها المغرب في حقهم، “تمت محاكمتهم محاكمات عسكرية بحتة، وهو أمر غير منطقي ولا مقبول، لأنهم لم يرتكبوا أي جرائم، لم يكن لديهم لا أسلحة ولا مدافع ولا قنابل، هم فقط احتجوا وعبروا عن إرادتهم في الحصول على استقلالهم بطرق سلمية، لكن المغرب هاجمهم”.