الدعوة إلى وحدة وطنية مبنية على حوار شامل يقاطع مخلفات الماضي
الشــروق / احتضنت قاعة دار الشباب القديمة تظاهرة كبيرة منظمة من طرف مجموعة من الاطر والفاعلين السياسيين تحت عنوان الطريق الي الوحدةالوحدة الوطنية وقد القت رئيسة هذه المبادرة السيدة فاطمة منت الداه كلمة دعت فيها الي القيام كل من موقعه من اجل الوقوف في وجه دعاة التفرقة وتحقيق وحدة تنعم بها كافة شرائح المجتمع الموريتاني المهددة بالتفكك لاقدر الله وفي كلمتها قالت منت الداه ان غياب العداله والتهميش والغبن والنظرات الدونية لبعض هذه الشرائح من شانه تفكيك هذا المجتمع الذي يجمعه قاسم مشترك وهو الدين الاسلامي وقالت:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي من جاء برسالة العدل والانصاف
وبعد
ايها الجمع الكريم لايسعي في مستهل نشاطناهذا الا ان ارحب بكم جميعا سياسيين ومثقفين وحقوقيين واعلاميين كل باسمه وصفته
ايها الجمع الكريم ايتها الوجوه المحترمة
قد يكون من نافلة القول الحديث عما يعيشه بلدنا الحبيب في الفترة الراهنة سواء تعلق الامر بالمشاكل الاجتماعية المزمنة كالاقصاء والتهميش وبقايا العبودية وكذا الارث الانساني او تعلق بالخلافات السياسية العميقة التي لا تزال تراوح مكانها منذ فترة . الامر الذي جعلنا في مبادرة الطريق الي تعزيز الوحدة الوطنية نطلق هذا النداء الذي نسعي من خلاله الي العمل علي اخراج بلدنا من الوضعية التي انتجها ماضينا و تعمل بعض القوي علي تكريسها في حاضرنا .
ايها السيدات والسادة
لا يخفي علينا جميعا عدم امكانية استمرار هذا الوضع حيث لم يعد الغبن والاقصاء والتهميش مقبولا
لم يعد من الممكن عدم اشراك مكونات كبيرة من ابناء شعبنا الكريم في الحياة العامة كما لم يعد من المقبول حرمانهم من مقدرات وامتيازات وطنهم
ومن هنا فاننا في مبادرتنا ندعوا لحوار شامل تطرح فيه كل المشاكل والملفات العالقة في البلد والتي باتت اكثر الحاحا من اي وقت مضي حوار تجد فيه كل المكونات والاطراف ذاتها وتلمس فيه كونها جزء لا يتجزء من ماضي وحاضر ومستقبل هذا البلد حوار يؤسس -لمستقبل مشرق ويحدث قطيعة حقيقية مع الجوانب المظلمة من الماضي بنظرتها وظلمها وانماط علاقاتها واساليبها…. لينعم الجميع فيها بالعدل والمساواة وتكافؤ الفرص وعدم التمييز والغبن والاقصاء الذي لن يولد سوي تهديد الامن وتمزيق اللحمة الوطنية .
ايها السادة والسيدات
حرصا منا في مبادرتنا الي لم الشمل وتجاوز الماضي والعمل من اجل مستقبل افضل ندعوا كافة الفاعلين والمهتمين الي تقديم التنازلات ونبذ الخلافات وتقريب المسافات والسعي الدؤوب من اجل رص الصفوف والحفاظ علي المكتسبات لان البديل لكل ذلك هو الشرذمة والحروب لاقدر الله .
لذلك نعتقد انه كي تتعزز الوحدة الوطنية وتنبني علي اساس صلب من الضروري ان تتوفر مجموعة من الشروط في معالجة الاشكالات التي تتعلق بها من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية . فالاشكالات التي تدخل في اطار الوحدة الوطنية هي المتمثلة في العلاقات بين مختلف المكونات العرقية لمجتمعنا ومسالة العبودية ومخلفاتها وكذلك مظلمة لمعلمين .
فيما يخص العلاقات بين المكونات العرقية فهي تاريخيا الوجه الاول لطرح قضية الوحدة الوطنية لذلك فان التقدمات المسجلة في هذا المجال اكثر من غيرها باستثناء طرح مشكل الارض في الضفة التي ينبغي ان تكون ملكا للدولة والسكان المحليين في ان واحد .
فان كل الاشكالات الاخري تم التعامل معها بجدية او وجدت لها حلول سواء علي مستوي تصفية الارث الانساني او عودة ودمج المبعدين والاهم من ذلك فيما يتعلق بالخصوصيات الثقافية اقرت التعديلات الدستورية لسنة 2011بالتعددية الثقافية التي اصبحت حقا دستوريا
اما موضوع الاسترقاق ومخلفاته فما زلنا نتلمس الطرق الانجع لحله لكن ثمة اجماع وطني لدي كل الواعين من الفاعلين بضرورة ايجاد الحلول المناسبة لمعالجة وحل مخلفات العبودية .
كذلك شرعت السلطات العمومية منذ بعض الوقت في اجراءات من الواضح ان غايتها تتمثل في معالجة اثار الاسترقاق بنص الدستور وكذلك القانون 031-2045) .
اما المستوي الاقتصادي والاجتماعي : انشاء وكالة التضامن اضافة الي تنفيذ العديد من الخطط والبرامج ذات البعد الاقتصادي والاجتماعي .
لكن ينبغي ان تدرج كل تلك الاجراءات في استراتجية متكاملة تطال كل جوانب الحياة الوطنية مبنية علي التمييز الايجابي والحد من تاثير الدوائر الاقطاعية والرجعية داخل العمل الحكومي واجهزة الدولة والرامي ال نقل التفاوت من المجتمع الي مؤسسات الدولة والادارة .
كما ينبغي اشراك الحقوقيين والساسيين والشخصيات من فئة لحراطين وكل المهتمين بهذا الموضوع في صياغة وتنفيذ الاستراتجية المشار اليها انفا.
ايها السيدات والسادة
لاشك ان العقلية السائدة في المجتمع تؤثر في مسلكيات الافراد والمجموعات .وما دامت فئة معينة تعاني التهميش والنظرة الدونية كلمعلمين فهذا ظلم اجتماعي في حقها وهي بهذا المعني تظل مكبلة عن القيام بدورها في العملية التنموية .
وهذه الوضعية لا يمكن تجاوزها الا بتحقيق الشروط التالية :
1_بتغيير الواقع الاقتصادي لهذه المكونة في اطار مقاربة تنموية شاملة قوامها تحسين ظروف عمل الحرفيين والصناع التقليديين من جهة وتثمين الصناعة التقليدية باعتبارها رافدا اساسيا للهوية الثقافية والحضارية لمجتمعنا من جهة اخري .
2_ تغيير العقليات علي اساس الاخذ بتعلم ديننا الاسلامي الحنيف وقيم المساواة والعدالة الاحتماعية بحيث تصبح المرجعية في الحكم علي الافراد والجماعات مبنية علي المواطنة والاستحقاق بعيدا عن الازدراء والتفاوت والاحكام المسبقة .
3_ العمل بمقتضي الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي اصبحت بلادنا طرفا فيها والتي تنص علي الحقوق الاساسية للانسان بعيدا عن اي شكل من اشكال التمييز .
وفي الختام اود ان اذكر ان هذا التشخيص ليس الهدف منه ترسيخ نزعة خصوصية تقسيمية لمجتعنا ولكن الهدف هو تسليط الضوء علي ماتعانيه الفئات والشرئح المهمشة من مجتمعنا لكي يتم العمل علي ايجاد حلول لتلك المشاكل في اطار الوحدة الوطنية المنشودة ودولة المواطنه
عاشت موريتانيا موحدة ومستقرة ومتصالحة مع ذاتها
عاشت موريتانيا مزدهرة ومتطورة بابنائها ومقدراتها
واشكركم والسلام عليكم
كما كانت المداخلة الثانية من طرف الوزير السابق والسفير الاستاذ الشيخ احمد ولد الزحاف حيث شكر القائمين علي المبادرة حاثا الجميع الي تكاثف الجهود من اجل اخراج البلد من هذه الاشكالات التي مازالت مخلفاتها قائمة رغم الجهود المبذولة من النظام الحالي بدوره تعاقب علي المنصة كوكبه من الباحثين والمهتمين بالشان الوطني كانت مداخلاتهم تصب في الموضوع خاصة في فترة يعاني فيه البلد من ظهور اصوات تحاول زرع البلابل والفتن بين مكونات النسيج الاجتماعي الذي يوحده الدين الاسلامي الحنيف هذا وقد اجمعت غالبية شريحة لمعلمين من مثقفين واصحاب الراي الي دعم هذا التوجه الذي تقوده السيدة : فاطمة منت الداه الاطارة في المكتب الوطني للسياحة وقد التفت غالبية المكونة لهذا التوجه مما يعني سل البساط من تحت الوزيرة منت اصويع التي تقول غالبية المجتمعون اليوم بتخلي عن قضية الشريحة التي كانت من اسباب صعودها في الحكومة وبتخلي هذا الحشود عن دعم منت اصويع والتي يتهمونها بتنكرها لقضيتهم الاساسية هذا وتجمع دار الشبات عينات من الشرائح المهمشة جاءت لتبني هذه المبادرة المعتدلة في طرحها للحلول للطريق الي تحقيق الوحدة الوطنية المنشودة