أخبار دوليةأخبار وتقاريركتاب ومقالاتمميز

المقاومة هي عنوان المرحلة..

الشروق نت / لأول مره أجد نفسي عاجزاً عن التفكير السليم وأنا أتابع الجرائم الشنيعة الدائرة في قطاع غزه وفي عموم الأراضي الفلسطينيه التي تستهدف الأحياء السكنية والمستشفيات الصحية والمراكز العلاجية ومواقع تجمع اللاجئين الهاربين من ديارهم التي باتت أهدافاً مستباحه لطيران العدو الصهيوني المدعوم أمريكاً وغربياً في سابقة خطيرة تضع القوانين الدولية وتجعل منظمات العمل الدولي المشترك مجرد ألعوبة في يد القوى الغربية حتى تتواصل الحرب المدمرة وتبقى المنظمة الدولية “الأمم المتحدة” مجرد ألعوبة في يد اللاعبين النافذين.

لقد بتنا حقيقة في حاجة إلى نظام دولي جديد يصون السلام الحقيقي ويجنب كوكبنا المخاطر المتعاظمة التي باتت تحدق به في كل حدب وصوب … فإن كانت مقاومة الظلم والإحتلال جريمة فإن الجناة الحقيقيون يجب أن يقدموا إلى العدالة الدولية، ويجب أن يكون المدنيون الذين لا يحملون السلاح بمنأى عن الجرائم الممنهجة، وأن تدان كافة الجرائم ضد الإنسانية وخاصة جرائم الحصار والتهجير والقتل على الهوية.

جريمة استهداف المستشفى الأهلي المعمداني وما خلفته من ضحايا ومجازر بشريه جعلت العالم يقف على أطراف أصابعه، فهذه بربرية غير مسبوقة تمت إدانتها من قبل كل الشوارع المناهضة للبربرية الصهيونية في مختلف أرجاء العالم غير أن الدولة العظمى “أمريكا” لا تريد الإعتراف ببشاعة هذه الجريمة النكراء، وتتحدث عن مساعدات مادية فيما فقد الالاف النساء والرجال والأطفال أطرافهم وتحولوا إلى شظايا بشرية يصعب حتى جمعها في أكياس سوداء، فالجريمة بحجم الأفق والقاتل طليق.

لا أحد يدري حتى الأن المآلات التي ستؤول إليها الأحداث في قطاع غزه فيما بات مخطط التهجير وتكرار نكبة 1948 ماثلاً للعيان، والعين الغريبة لا ترصد فقط ما يحدث في الداخل الفلسطيني وإنما تطلع إلى الجبهة الشمالية لتحجيم أي مواجهة مرتقبة مع حزب الله والإستهداف الأكبر لإيران التي ترفض المزايدة على حقوق الشعب الفلسطيني والمطالبة بعزة وشموخ بحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ما زلنا ننتظر السيناريوهات القادمة من جراب الحاوي نتنياهو والمتمثله في الإجتياح البرى لقطاع غزه، و لأنه يعرف تكلفة مثل هذه المغامرة على سطوة “الجيش الذي لا يقهر” يقدم رجلاً ويؤخر اخرى عله يجد المزيد من الدعم الغربي والتعاطف اللإنساني مع شعب اسرائيل المسالم والوديع.

قلت في مستهل هذا المقال أن الصورة قاتمة وأن استراتيجية “الفوضى الخلاقة” مازالت تدور رحاها فوق ساحة الشرق الأوسط الذي تحول أيدي سبأ بين مطبع ومترقب وصامت فيما غابت منظمات العمل العربي والإسلامي المشترك عن ساحة الأحداث وأصبح حالها مثل حالنا فلننتظر لنرى.

أي فاجعة أن تكون القاتل والضحيه وأن تمارس لعبة غسل المخ الجماعي على مستوى الشعوب وأن تصادر هذه الشعوب عن مسرح الأحداث لتبقى شاهد زور على ما يحدث ويجري لنا في وضح النهار دون أن نتبنى موقفاً جماعياً يحفظ لنا شيئاً من ماء الوجه والقليل من الحياء فماذا سيقول التاريخ عنا في الحاضر والمستقبل … والتاريخ لن يرحم أحد وسيسجل كل مخازينا وعارنا الجماعي المهين.

ليس وحده مايحدث في فلسطين الجريحه هو ما يؤرقنا، فإذا نظرنا حولنا في الخارطة العربية سنجد جرائم ومؤامرات كثيرة تدار ضدنا وضد وجودنا وعلى أيدي أبناء جلدتنا في أغلب الأحيان، فما يحدث في العراق وسوريا ولبنان واليمن وأخيراً السودان ليس ببعيد عن أذهاننا ولكننا عاجزون عن الفعل المقاوم والمؤثر في مواجهة هذه المغامرات.

إلى أين يأخذنا هذا المسار المهلك؟ لا أحد يملك الإجابة على هذا السؤال حتى الآن فنحن نرقص في ملهاة الفساد وشراء الذمم وتدمير الأوطان ولا يعنينا شيء سوى السباق نحو كراسي السلطة في أوطان مدمرة ومنهوبة … تحولت الأوطان إلى شظايا في ليبيا واليمن وحتى السودان الوطن المنكوب لم ينجو من الوباء الذي يلتهم كل شيء.

خلاصنا الوحيد حسب ما أرى أن نتوحد وأن نسقط كافة تناقضاتنا الثانوية، ففلسطين قضيتنا المركزية والقدس هي أقدس مقدساتنا وكل الدول الأخرى تهمنا ويجب أن نضع خارطة طريق تخرجنا من هذه القبضة الشيطانية وما قاله الرئيس الأمريكي بايدن خلال زيارة الدعم والمساندة للكيان الصهيوني “أنه إن لم تكن هناك اسرائيل لوجدناها ودعمناها” الصورة قد تكون اتضحت للبعض الذين غشى النعاس عيونهم الوطنية، فالأوطان هي الأولى للدفاع عنها ورعايتها وتطهيرها من كل الرجس والضلال، وستبقى المقاومة الوطنية الفلسطينية هي عنوان هذه المرحلة وكافة المراحل اللاحقه التي ستجعل الأوطان تتنفس هواءاً حراً وأن تشرق شمس الحرية والاباء في سمائها الطاهرة مهما كانت التضحيات.

بابكر عيسى أحمد 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى