أخبار كوركولأخبار وتقاريرمميز

سيناريوهات العملية العسكرية المتوقعة في النيجر

الشروق نت / بدأ العد العكسي للعملية العسكرية المقرر تنفيذها في النيجر لإعادة الرئيس السابق محمد بازوم وإسقاط الانقلاب العسكري، وهذا بعد بدء حشد القوات العسكرية النيجيرية في مناطق شمالي البلاد على بعد أقل من 230 كلم عن نيامي عاصمة النيجر.

بدأ قبل أيام حشد قوات عسكرية من جيش نيجيريا على الحدود مع النيجر في مؤشر على قرب بداية الحرب، وهذه القوات هي جزء من الوحدات القتالية التي قررت قيادات عسكرية من دول مجموعة “إكواس” حشدها لتنفيذ العملية والتي لا يقل عددها عن 5 آلاف عسكري ضمن مخططات التدخل العسكري المتوقع في النيجر لإعادة حكومة الرئيس المعزول محمد بازوم. 

ويتكون العمود الفقري للقوات التي يجري تحضيرها لتنفيذ التدخل من قوات من نيجيريا وهذا سيصنف العملية العسكرية القادمة والمتوقعة طبقا للمعلومات المتوفرة كأكبر عملية عسكرية تنفذها قوات من دول إفريقية منذ حرب رواندا في بداية تسعينات القرن الماضي.

وكشفت مصادر  أن الحرب المتوقعة في النيجر يجري في الوقت الحالي التحضير لها من قبل قيادات جيوش نيجيريا والسنغال وكوت ديفوار وغانا. وتشير المعلومات التي حصلت عليها “الخبر” إلى أن مواقع على الحدود بين النيجر ونيجيريا يتم بالفعل حشد قوات فيها تحديدا في مناطق بولاية سكتو بشمال نيجيريا غير بعيد عن الحدود مع النيجر. وترتبط ولاية سكتو مع النيجر بحدود طويلة وطرق تربط عاصمة النيجر بالحدود مع نيجيريا، وتبعد عاصمة النيجر عن الحدود مع نيجيريا بأقل من 230 كلم. 

وتظهر صور التقطت بـ”غوغل إيرث” الازدحام في طرق بين ولاية سكتو ومناطق في داخل نيجيريا، ما يؤكد وجود عمليات نقل للقوات وللمعدات العسكرية من داخل نيجيريا إلى الحدود مع النيجر، وهذا لا يدل فقط على جدية التهديد بالتدخل العسكري لمجموعة “إكواس” لإعادة الرئيس السابق محمد بازوم إلى السلطة، بل أيضا أن جيش نيجيريا سيكون العمود الفقري للعملية العسكرية المتوقعة، وهذا أمر طبيعي ليس فقط بسبب أن نيجيريا لديها أحد أكبر جيوش القارة الإفريقية بقوات قوامها أكثر من 220 ألف عسكري عامل، بل أيضا ربما لزيادة الضغط العسكري والدبلوماسي على الحكام الحاليين في نيامي من أجل التراجع أمام زيادة احتمالات الحرب وأيضا لمواجهة أي حوادث أمنية والتعامل مع احتمال نزوح لاجئين من النيجر.

وبينما لم تصل إلى حد الساعة أي قوات من دول غانا وكوت ديفوار والسنغال إلى نيجيريا التي تعد القاعدة الرئيسية لانطلاق العملية العسكرية ضد النيجر، ومع تأكيد عدم مشاركة بل وانسحاب بوركينافاسو من “إكواس” عقب قرار التدخل العسكري، فإن الدول المتوقع أن تشارك في الحرب القادمة هي نيجيريا وكوت ديفوار والسنغال وغانا، وهي الدول التي تمتلك أقوى جيوش منطقة غرب إفريقيا والمجموعة الاقتصادية للمنطقة التي تحمل اسم “إكواس”.

و ذكرت المصادر أن القوات المقترحة للمشاركة في العملية العسكرية هي 5 آلاف عسكري، ما لا يقل عن 3000 منهم من نيجيريا والبقية من باقي دول “إكواس”، وأغلب العسكريين المقرر مشاركتهم من القوات الخاصة في جيوش الدول من أجل فاعلية أكبر في مثل هذه العمليات. يبلغ إجمالي عدد قوات جيش النيجر، طبقا لآخر إحصاء، أقل من 20 ألف عسكري، منهم حوالي 6 آلاف عسكري ضمن ما يسمى القوات الأكثر قدرة على القتال، وهي قوات منظمة ويمكنها التنقل بوسائل نقل آلية.

ويعاني جيش النيجر من نقص كبير في العربات القتالية المدرعة، ومن نقص كبير كذالك  في القوات الجوية التي لا يزيد عدد طائراتها على 20 طائرة أغلبها قديم، في مقابل قوات جوية في نيجيريا يزيد إجمالي عدد الطائرات فيها عن 200 طائرة مقاتلة وطائرة نقل.

والمشكلة الوحيدة التي تعاني منها قوات “إكواس”، قبل تنفيذ العملية العسكرية، تتعلق بالقدرات اللوجيستية والقدرة على نقل قوات من مكان إلى آخر بسرعة، وهذا أبرز أسباب تأخر التدخل العسكري.

ومع الفرق الشاسع في القدرات العسكرية بين نيجيريا، القوة الرئيسية في تحالف “إكواس” العسكري، والنيجر يرجح بعض الخبراء أن ينتهي النزاع بتسوية يتنازل بموجبها العسكريون في النيجر عن السلطة مقابل ضمانات معينة.

ويرى متخصصون ومتابعون أن دول مجموعة “إكواس” مازالت تراهن على حل ينهي الأزمة دون قتال، قد يأتي بانشقاق عسكري في النيجر.

وفي هذا الإطار، تشير المعلومات، إلى أن الفرنسيين تحديدا يراهنون على إنهاء الأزمة في النيجر بانهيار الانقلاب العسكري من الداخل من خلال تمرد عسكريين على قياداتهم أو انشقاق يسرع انهيار القيادة التي تمسك بالسلطة في النيجر.

ويقول متخصصون، إن كل المؤشرات والتحركات العسكرية والدبلوماسية المعلنة وغير المعلنة الآن والتي تجري في الكواليس تراهن على تحقيق هدف سياسي دون قتال، مع التأكيد على أن الحرب ستقع في النهاية في حال رفض مطالب مجموعة “إكواس”.

ومن بين الآراء المتداولة أن الدول الغربية على رأسها فرنسا والولايات المتحدة قد تقبل في النهاية بالأمر الواقع في النيجر في حال ابتعاد السلطة القائمة حاليا في نيامي عن روسيا وتقديمها ضمانات للنفوذ الفرنسي والغربي في هذا البلد، ويظهر هذا من خلال عدم وجود أي تحرك في النيجر ضد القاعدة العسكرية الموجودة هناك وعدم المساس بالشركات الفرنسية.

الخبر + الشروق 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى