من أساء للجناب النبوي في ورقة الامتحان؟!
يترقب الرأي العام الوطني منذ حوالي 48 ساعة الكشف عن حقيقة «ورقة إجابة» عثر عليها مصححو الباكلوريا وتحمل إساءة للجناب النبوي، فيما لم يصدر لحد الساعة أي تعليق رسمي حول الواقعة.
وبينما أشار الأستاذ نوح عيسى، الذي كان أول من تحدث عن الموضوع ونشر الورقة ثم أعلن استقالته في وقت لاحق، إلى محاولات للتستر على الواقعة، انتقده البعض باعتبار نشر الإساءة غاية لصاحبها.
محتوى مسيء
وتحمل ورقة الامتحان، والتي تسلم للمصححين في هذه المرحلة وهي غير مرفقة باسم صاحبها، إجابة على أسئلة مادة التربية الإسلامية في امتحان الباكلوريا.
وتضمنت الورقة إساءة لعرض النبي محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته وصحابته رضي الله عنهم.
فقد أورد صاحبها بعض شبهات المستشرقين المسيئة للإسلام، وهي شبهات كثيرا ما رددها الملحدون العرب في مؤلفات مشهورة.
كما ألفت العديد من الكتب في الرد على هذه الشبهات ونقاش المنطلقات المختلفة لأصحابها.
من تولى التصحيح؟
وتؤكد مصادر متطابقة للأخبار أن الأستاذ نوح عيس ليس هو من اكتشف ورقة الإجابة، بل لم يكن من بين المصححين المعنيين بها.
ووفق هذه المصادر فإن أحد أساتذة التربية الإسلامية اكتشف الإساءة ودعا زملاءه لنقاش الأمر، ليتفقوا على إشعار رئيس مركز التصحيح وتحرير محضر موجه لإدارة الامتحانات يدعون من خلاله السلطات إلى متابعة كاتب الورقة وتطبيق القانون في حقه.
ورغم أن الأساتذة المعنيين بالتصحيح أكدوا على ضرورة حصر الموضوع في أطره الضيقة «تجنبا لنشر الإساءة»، إلا أنه تم تداوله داخل مركز التصحيح ليتداعى آخرون للاطلاع على الورقة، وهنا تدخل بعضهم لتصويرها، وفق مصادر الأخبار.
دعوات للتحقيق والعقوبة
ونظم أئمة وناشطون وقفة احتجاجية صباح أمس الثلاثاء في ساحة الجامع السعودي بنواكشوط، طالبوا خلالها بالتحقيق في الحادثة وإقامة حد الردة على المسيء.
من جهتها دعت النقابة المسقلة لأساتذة التعليم الثانوي في بيان صادر عنها إلى «فتح تحقيق إداري سريع في هذه الحادثة الخطيرة لمعرفة المسيء وإحالته فورا إلى القضاء لإنزال أشد العقوبة المستحقة عليه».
وهو المطلب الذي دعا له العديد من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، لافتين إلى سهولة التعرف على صاحب الورقة منزوعة الاسم بالرجوع إلى الأرقام التسلسلية لدى سكرتاريا إدارة الامتحانات.
وتداول بعض المدونين الصيغة الجديدة للمادة 306 من القانون الجنائي الموريتاني والتي تنص على أن «كل مسلم ذكرا كان أو أنثى أستهزأ أو سب الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم أو ملائكته أو كتبه أو أحد أنبيائه يقتل ولا يستتاب وإن تاب لا يسقط عنه حد القتل».