أخبار وتقاريرمميز

الجزائر : مداخلة النائب الموريتاني الداه صهيب في ندوة منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك بوهران

الشروق نت / العمل العربي المشترك هاجس قديم وهم أصيل من هموم الساسة والمثقفين العرب، منذ أن ولدت الكيانات القطرية، وبدأ منظرو الانبعاث العربي ينظرون لمستقبل عربي أفضل، تحل فيه الوحدة بديلا للتشرذم.

وقد تجسد العمل العربي المشترك في منظمات الجامعة العربية والهيئات التابعة لها، حيث تتبع للجامعة العربية حوالي 29 منظمة متخصصة، من أهمها:

– منظمة الدول العربية المصدرة للنفط، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومنظمة الوحدة الاقتصادية العربية وغيرها.

كما تتبع لها عشرات المجالس الوزارية المختصة.

 

وحسب الدكتور مصطفى الفقي، وهو أحد المهتمين بالموضوع، فإن جامعة الدول العربية تعتبر – بما لها وما عليها – المؤسسة العربية الأولى للعمل العربي المشترك.

ويرى الباحث أن محصلة مواقف الدول الأعضاء منها ليست كما يجب أن تكون، فالإرادة السياسية لدعم الجامعة ليست متوفرة، والأمين العام يؤذّن أحياناً في (مالطة)، ويتحرك هنا وهناك ويستقبل الشخصيات الدولية ويلقي التصريحات التي تعكس الروح القومية، ولكن الأمر مختلف للغاية، فلم تعد جامعة الدول العربية هي ذلك الوعاء العروبي الذي يحتوي إرادات الدول فيكون محصلة أمينة لمواقفها المشتركة، ويكفي أن نذكر بكل أسف أن بعض الدول العربية لا تسدد التزاماتها المالية للجامعة، وتضعها في موقف صعب كل فترة، وربما مع بداية كل شهر!، حسب تعبير الفقي.

 ومن أبرز معوقات العمل العربي المشترك، حسب الدارسين:

*الأنانية القطرية وحب الزعامة والصراعات والنزاعات الجانبية بين العديد من الدول الأعضاء.

* معضلة الإجماع العربي بسبب غياب الرؤية والاستراتيجية الموحدة وتبعية بعض الدول العربية لقوى خارجية مختلفة تتضارب مصالحها في المنطقة.

* الارتباط باتفاقيات ومعاهدات ثنائية مع قوى خارجية على حساب المصلحة العامة للدول العربية قاطبة وعلى حساب العمل العربي المشترك.

* افتقاد قرارات الجامعة لآليات الإلزام والتنفيذ وهذا يضرب في الصميم فاعلية المنظمة.

* انعدام التعاون والتبادل الاقتصادي المشترك، فالعمل المشترك يقوى ويصبح فعالاً إذا كانت هناك آليات التكامل والتبادل الاقتصادي بين الدول العربية.

على أن العمل العربي المشترك شهد فترات ذهبية له، لعل من أمثلتها الناصعة التعاون العربي خلال حرب أكتوبر 1973، حيث كانت الطائرات الجزائرية والعراقية وغيرها على الجبهتين السورية والمصرية تدك معاقل الأعداء، وكانت الكتائب العربية على مختلف الجبهات العربية، ولم يتخلف سلاح النفط العربي عن المعركة، حيث ألقى بظلاله في مسارها.

واليوم أمام الأمة العربية فرصة ذهبية لاستعادة ربيع العمل العربي المشترك، من خلال رئاسة الجزائر البلد الذي كان في طليعة البلدان العربية التي تعتبر فلسطين والقضايا العربية قضايا عقائدية لا يجوز الحياد ولا التنازل عنها..

وأول اشتراطات عودة العمل العربي المشترك إلى ربيعه هو تحديد خارطة طريق للخطوط العريضة لذلك العمل، وتحديد أهدافه ووسائله، ورسم الحدودالتي يجب أن لا يصلها العرب والانطلاق من إرادة مشتركة موحدة.

العرب مارد يمكن له أن يغير كل شيء، بإمكاناته البشرية والاقتصادية والجغرافية وبميراثه الحضاري الضارب في التاريخ.

وعناصر القوة أكثر وأبقى من عناصر التشتت والضعف.

وما على العرب إلا أن يريدوا أن يكونوا، فيصبحوا حقيقة لا يمكن لأي كان تجاهلها.

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى