أخبار كوركولأخبار وتقاريرمقابلات

ختان الإناث في موريتانيا.. “تهذيب الشهوة” يهدد حياة آلاف الفتيات..

الشروق نت / تنتشر ظاهرة ختان الإناث بصورة كبيرة في عموم مناطق موريتانيا، وتخضع الإناث لعملية الختان (الزينة أو الطهارة)، كما تسمى في موريتانيا، بعد الأسبوع الأول من ولادتهن، حتى سن البلوغ، على أيدي سيدات يمارسن مهنة الختان، بوسائل بدائية.

يشكّل ختان (خفض) الإناث في موريتانيا، موروثاً وتقليداً متجذرَين وراسخَين في المجتمع، ويهدف إلى “طهارة” الفتاة، والمحافظة على عذريتها، و”تهذيب شهوتها” الجنسية، بحسب شريحة من المجتمع الموريتاني، بينما تشجب فئات اجتماعة أخرى في البلاد هذه الظاهرة.

وتنتشر ظاهرة ختان الإناث بصورة كبيرة في عموم مناطق موريتانيا، إذ تحتل البلاد المرتبة الثامنة، على مستوى العالم، من حيث ممارسة الختان.

وعلى الرغم من الجهود الحكومية للحدّ من هذه الظاهرة، التي يُعاقب عليها القانون الموريتاني، ويحرّمها الدين، فإن 69,6% من الإناث تعرَّضن لعملية الختان، بحسب إحصاءات رسمية لوزارة الشؤون الاجتماعية في عام 2016.

وتخضع الإناث لعملية الختان (الزينة أو الطهارة)، كما تُسَمّى في موريتانيا، بعد الأسبوع الأول من ولادتهن، حتى سن البلوغ، على أيدي سيدات يمارسن مهنة الختان، بوسائل بدائية، ومن دون تخدير أو تعقيم، أو استخدام لمواد طبية، إذ ترفض المستشفيات والمستوصفات في موريتانيا إجراء عمليات الختان، وهو ما تسبّب بعدد من الوَفَيَات، وتشويه الأعضاء التناسلية لكثير من الإناث، اللواتي أُجريت لهن عمليات ختان، تُسَبّب في المستقبل لبعضهن مشاكلَ صحيةً كبيرة.

ألم ورعب ومرض  

تقول فاطمة للميادين نت، وهي فتاة تبلغ من العمر أربعة عشر عاماً، أُجريت لها خلال الشهر المنصرم عمليةُ ختان في إحدى مناطق الريف الموريتاني، وسبّبت لها نزفاً حادّاً، نُقلت في إثره للعلاج في العاصمة نواكشوط، تقول: “عشت أياماً من الرعب والألم والمرض، لا يمكن وصفها، كما مررت في تجربة عنيفة، لن أنساها ما حَيِيت. ففي صباح يوم بارد، دخلت عليّ أمي ومعها أربع سيدات، وكنت حينها ما زلت في فراش نومي. ومن دون أيّ مقدّمات، قمن بتجريدي من ملابسي الداخلية بالقوة، و أمسكنني، وشَلَلْنَ حركتي، ثم أخرجت إحداهن شفرة حادة، وقامت بقطع جزء من جهازي التناسلي، وغَرَزَتْ بعد ذلك إبرة في داخلي، فصرختُ من شدة الألم حتى أُغْمِي علي. ولما أفقتُ كنت في سيارة إسعاف، غير مدركة شيء من حولي، من شدة الوهن والألم. في المستشفى، علمت بأنني تعرّضت لنزف حاد، بسبب الختان، وهو ما جعل الأطباء يقومون بنقل الدم إلي من أجل إنقاذ حياتي.

وتضيف فاطمة: “أنا ضد ختان الإناث، فهو تهديد مباشر لحياتهنّ، و يسبّب لهن المعاناة، نفسياً وصحياً، طوال حيواتهنّ. كما أنه جزء من العادات البائدة. والدِّين الذي يمارَس باسمه منه براء.

الختان و”الطهارة”

أمّا الناشطة في المجتمع المدني، السيدة السالكة منت أحمد، فقالت للميادين نت، إن محاربة ظاهرة ختان الإناث في موريتانيا، اصطدمت بعدة عقبات، أبرزها اعتقاد المجتمع الموريتاني أن ختان البنت هو تطهير لها، حتى تكون مؤهَّلة لممارسة الصلاة والصوم، باعتبار أن الدين الإسلامي أمر بذلك. كما أنه نتيجة اعتقاد أيضاً، مفاده أن ختان البنت وقاية لها من العقم وسائر الأمراض، كما يحدّ شهوتها الجنسية، ويساعد على حصانتها.

وتضيف منت أحمد أن “الجهود الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، تقف عاجزة في بعض المناطق أمام تجذُّر التقاليد ورسوخها، نتيجة اعتبارات دينية واجتماعية وثقافية”، مؤكدة في الوقت ذاته تراجع ظاهرة الختان، وإن بصورة طفيفة، بعد إعلان عشرات “الخاتنات” تَخَلِّيَهُن عن مهنة الختان، بسبب التوعية والفتاوى الدينية.

ختان الإناث لم يكن إجبارياً في الإسلام

في عام 2010، نشر علماء موريتانيون فتوى تحرّم ختان الإناث، وذلك اعتماداً على ما أكده أطباء متخصّصون، فيما يتعلّق بالمخاطر الصحية التي يسببها الختان. 

وقال الإمام محمد محمود ولد الشيخ “إن ختان الإناث لم يكن إجبارياً في الإسلام، وليس واجباً لأداء الأنثى شعائرها الدينية. وبالتالي، فإن تركه لا يستوجب العقوبة”. وأضاف الإمام محمد محمود أن كل ما تأكَّدَ ضررُه على الصحة من منظور الطب هو حرام، لأن الجانب الديني يعتمد، في هذا النوع من الفتاوى، على رأي الطب.

عالي أحمد سالم / – موريتانيا 

المصدر: الميادين نت 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى