أخبار وتقاريرمميز

نواكشوط : السفارة الجزائرية تُحيي اليوم الوطني لذكرى مجازر الثامن من مايو 1945

الشروق نت / أحيت سفارة الجزائر بالعاصمة نواكشوط اليوم الوطني للذاكرة المخلّد لذكرى مجازر الثامن من مايو سنة 1945، صباح اليوم الأحد تحت إشراف سعادة السفير محمد بن عتـو، وبحضور طاقم السفارة، ورئيس الجالية الجزائرية في موريتانيا السيد عادل معطا الله، وعدد كبير من أفراد الجالية الجزائرية في موريتانيا.

وبدأ الحفل برفع العلم الوطني الجزائري، وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء اللذين سقطو في ساحات الشرف دفاعا عن الوطن.

وفي كلمة له بالمناسبة قال سعادة السفير محمد بن عتو : 

” نحيي اليوم بفخر وإعتزاز اليوم الوطني للذاكرة المخلّد لذكرى مجازر الثامن ماي سنة 1945، ذالك التاريخ الخالد الذي كان ولا يزال رمزاً للتضحية والفداء باعتباره منعطفا حاسمـا في كشف حقيقة الإستعمار وبلورة الوعي بحتمية الإعداد للثورة المباركة، فقد خرج المواطنون العزل في ذالك اليوم بعشرات الآلاف في سطيف وقالمة وخراطة قبل أن تتوسع على امتداد أسبوعين إلى جهات أخرى من الوطن، سقط فيها ما لا يقل عن 45 ألف شهيد، بل قد يكون هذا الرقم أكبر بالنظر إلى الآلة الحربية المستعملة من قوات برية وجوية وبحرية، إلى جانب الشرطة و ميليشيات المعمرين المسلحة ضد متظاهرين مسالمين طالبو السلطات الإستعمارية باحترام وعد قطعته على نفسها بمنح الجزائريين إستقلالهم بعد انتصار الحلفاء على النازيين، مكافأة لهم على دفاعهم عن شرف فرنسا ضد الإحتلال النازي لها.

إن هذه المجازر ضد الشعب الجزائري زادته قناعة أنه ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يسترجع إلا بالقوة، وأن استرجاع الإستقلال الوطني لا يوهب ولا يعطى وإنما يُفتَكُ ( يُنتزعُ) من خلال اللغة التي يفهمها الإستدمـار، ومن هذا المنطلق فإن هذه المجازر عززت من تصميم الشعب الجزائري الإستعداد والتحضير للتعجيل باندلاع ثورة مسلحة تعم كل أرجاء البلاد في أقرب وقت ممكن.

وفعلا استطاع الشعب الأبي المغوار أن يفجر ثورة مسلحة في الفاتح من نوفمبر 1954  أبهرت العالم وأدت إلى إقتلاع هذا المستدمر من جذوره من بلادنا و إلى غير رجعة.

إنّنـا نستحضر في يوم الذاكرة الوطنية هذا، شهداء الكرامة والحرية من خيرة أبناء الشعب الجزائري، وننحني بخشوع وإكبار أمام أرواحهم الطاهرة الزكية، ونتوجه بتحية تقدير وعرفان لمجاهدينا الأحياء أطال الله في أعمارهم.

و وفاء للرسالة المقدسة الثقيلة التي ورثناها عن هؤلاء الشهداء اللذين عبّدوا بدمائهم الزكية طريق الحرية، أدعوكم جميعا إلى رص الصفوف وتوحيد الجهود والتوجه جميعا نحو المستقبل متطلعين إلى جزائر جديدة صاعدة و واعدة بقلوب ملؤها الثقة في النجاح.

المجد والخلود لشهدائنـا الأبرار

عاشت الجزائر حرة أبية

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما رئيس الجالية الجزائرية في موريتانيا رجل الأعمال عادل معطا الله فقد قال :

” وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتًۢا ۚ بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” صدق الله العظيم

يسعدني في البداية أن أتوجه بأسمى عبارات الشكر لسيادة السفير والطاقم الدبلوماسي على هذه الدعوة والترحيب بكل أفراد الجالية الجزائرية في موريتانيا، ولمشاركتهم في إحياء ذكرى مجازر 8 ماي 1945، و التي أحدثت طفرة نوعية في مسار مقاومة الإستعمار الفرنسي الغاشم، و التي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء الأبرار خاصة في سطيف وقالمة والخراطة، و التي استوعب فيها الشعب الجزائري أنه لا مكان للديمقراطية وحرية التعبير في قاموس المستعمر الغاشم، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

ومهما تحدثنا عن هذه المجازر، والتي تعد وصمة عار في جبين المستعمر الفرنسي فلن نوفيها حقها، وها نحن اليوم نحيي ذكراها رسميا تطبيقا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مشكوراً، كيوم وطني للذاكرة، ولإحيائها وتخليدها في أذهان الأجيال القادمة، و لإكمال ما بدأ به أجدادنا والحفاظ على الجزائر حرة مستقلة بالعمل على تطويرها و تمثيلها أحسن تمثيل في الخارج عن طريق التعريف بتاريخنا النضالي المشرف وتخليد ذكرى الجزائر بين الأمم، و ترسيخ مبادئ الديمقراطية وحرية التعبير.

ومن هنا لا يسعني إلا أن أشكر الطاقم الدبلوماسي وعلى رأسهم سعادة السفير محمد بن عتو لتثمين مجهوداته الصادقة في لم شمل الجالية و دعمها بكل الطرق، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على سعيه الجاد والحقيقي في العمل على النهوض بالعلاقات الجزائرية الموريتانية في التعاون في شتى المجالات إلى أبعد الحدود إنشاء الله.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

تحيا الجـزائر 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى