هـاوية مثلي… /ساليماتا بـا
الشروق / لا أحمل كمية كبيرة من الكلمات لأسعف بها لساني، فبطبيعة الحال نادرا جدا ما أجد كلمة مناسبة أو جملة مفيدة لقولها، لست هذا النوع الذي يفضل التسكع في الشوارع و لا كذلك التسوق في المولات و لا حتى الخروج لإحتساء قهوة دافئة في أيام الشتاء الباردة، أذكر أنني أنعزل كثيرا أكثر مما أستطيع تصوره، تعلمت الصمت من الكتب، و أثناء تعلمه، وجدتني أكثر من مرة أسير في دهاليز الكلمات الساحرة، هي بسيطة و لكنها ساحرة.
شأني شأن هاوية أخرى تحاول أن تصمد في هذه الحياة التي أدعوها بالنكهة الطويلة رغم عكسها، فلقد ضبطت نفسي لأكثر من ساعة و هي تقرأ، تقرأ بنهم، تحت أشعة الشمس الحارقة، في الباحة الخلفية، في الرواق و في ساحة المدرسة أثناء الإستراحة، أنا امرأة ذات حلم يافع و حروف لازالت في طريقها للنضج، أرقص حافية القدمين على ألحان الكتب المتشعبة و المتماوجة لكأنها في أحايين كثيرة تمتاز بالسرعة و الدقة أين بالضبط توضع القدم اليمنى عن اليسرى، إنها تحملني من هنا إلى هناك، حيث العالم مختلف و لطيف أكثر.
أؤمن أن الكتابة لا تأتي صدفة و أن الكاتب الحقيقي يجد ذاته ما إن يضع أصابعه على الآلة الكاتبة ليكتب بها أشياء تعجب الناس، الكتابة هي أكبر من كل ما يمكنني تصوره، إنه عالم عميق و العمق دائمآ يحمل الكثير من المفاجآت، لربما أستطيع أن أقول: أن ما خفي أعظم.
كقطرة الندى التي سقطت على ورقة يابسة و أردتها مفعمة بالحياة، كهذا الطفل الذي ملأ حياة أمه أملا و سعادة، هكذا كانت الكتابة بالنسبة لهاوية مثلي بلا هدف.
بالطبع لست كاتبة و أرفض أن يقترن بي هذا الإسم، أنا عذراء الحرف و الكلمات لا تسيل من قلمي إلا بشق الأنفس، كأنها جنين لم يكتمل بعد في بطن أمه، لكنه قريبا، مدة وجيزة من الزمن، سيرى النور، صدقوني.
منذ زمن و أنا أمشي في نفس الطريق و ما فتئت أواصل السير لكني لم أصل بعد.