نواذيبو : خطاب رئيس حزب الإتحاد سيدي محمد ولد الطالب أعمر خلال إفتتاحه ورشة تعزيز الوحدة الوطنيـة والقضـاء على مخلفات الرق
الشـروق / كلمة رئيس حزب الإتحاد من أجل الجمهورية السيد سيدي محمد ولد الطالب أعمر خلال إفتتاحه ورشة تعزيز الوحدة الوطنيـة والقضـاء على كافة مخلفات الرق.
أيها السادة والسيدات..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أقدم أولا شكري الجزيل للهيئات الحزبية بداخلت أنواذيبو على هذا التنظيم المحكم، كما أشكر مناضلينا بهذه الولاية على الإستقبال الرائع الذي حظينا به من طرفهم.
يسعدني ان ألتقي بكم أطر حزبنا حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في كل من تيرس الزمور، آدرار، إنشيري وداخلت نواذيبو، لتدارس بعض القضايا الجوهرية، التي تهمنا وتشغلنا جميعا.
لقد قرر حزب الإتحاد من أجل الجمهورية، انسجاما مع توجهاته الجديدة، تنظيم ورشات حول الآفاق السياسية والإقتصادية للبلاد، ستنبثق عنها رؤية حزبية وستشكل مرجعية للعمل الحزبي على المديين القريب والمتوسط، قمنا حتى الآن بتنظيم ثلاث من الورشات السبع المقرر تنظيمها، نفذنا منها اثنتين حول تعزيز الوحدة الوطنيـة والقضـاء على كافة مخلفات الرق في كل من نواكشوط، وكيفة، وكيهيدي، وها نحن ننظمها اليوم بنواذيبو.
كما نظمنا الورشة الثالثة في نواكشوط حول تموقع موريتانيا في شبه المنطقة. وهكذا نجتمع اليوم في جوهرة المدن الموريتانية، مدينة نواذيبو الجميلة، ذات الألق الخاص، لتنظيم هذه الورشة التي تشكل ختاما مسكا للورشات التي ينظمها الحزب حول هذه المواضيع، المستمدة من برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي جعل من إنصاف المظلومين والمهمشين أهم أولوياته، وقد تجسد ذالك في البرامج الحكومية المنفذة، والتي برهنت على أن قيادة البلد لن تتخلى عن العمل على إسعاد المواطنين عامة، والمغبونين منهم خاصة.
لقد برهن وباء كوفيد 19، وتعامل سلطاتنا معه أن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني يملك رؤية ثاقبة في التعامل مع كل الطوارئ والمستجدات، حيث وضعت الحكومة برنامجا فعالا لمواجهة انتشار الوباء، ومعالجة تبعاته الإقتصادية والإجتماعية وما عزز ذالك من قرارات وبرامج، مثل أولوياتي الموسع الذي عمل على استعادة التوازنات المطلوبة في بناء اقتصاد البلد ما بعد الوباء.
كما أن الإجراءات التي أعلن عنها فخامة رئيس الجمهورية في الذكرى 60 لعيد الإستقلال الوطني، شكلت أصدق تعبير عن اهتمام سيادته بالتجاوب مع هموم مواطنينا بصفة عامة والأقل دخلا منهم بصفة خاصة، وحرصه على تلبية تطلعاتهم نحو العيش الكريم.
ولا يخفى عليكم ما أضفته التحولات النقدية، التي استفاد منها الكثير من فقراء البلد، من مصداقية على إرادة الدولة في إسعاد أكبر قدر من مواطنيها، كما أن عملية تأمين ما يزيد على 100 ألف أسرة موريتانية محدودة الدخل، شكل منعطفا حاسما في تعاطي الدولة مع الفقراء، وبرهن مرة أخرى أن تعهدات فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لشعبه، ماضية في التنفيذ حتى تكتمل بحول الله.
إن القرار الذي صدر بالسماح لمواطنينا بالحصول على الجنسية المزدوجة، شكل استجابة لمطلب هام من مطالب جالياتنا، سيسهم في تأدية هذه الجاليات لدورها كاملا في المجال الاقتصادي والدبلوماسي، ويؤكد هذا القرار، مرة أخرى، أن فخامة رئيس الجمهورية ماض في تنفيذ التزاماته لشعبه حتى تكتمل كل تعهداته بحول الله. لقد أكدت الإنجازات الحكومية المتسارعة، على جميع الأصعدة أن برنامج “تعهداتي” ماض في خلق تنمية شاملة، على كافة الأصعدة، ففي مجال الصيد البحري، جعل هذا البرنامج من أولوياته تطوير القطاع، وزيادة القيمة المضافة له محليا، والعمل على استيعابه لأكبر قدر ممكن من اليد العاملة الوطنية.
وفي مجال المعادن تم إنشاء شركة لهذا الغرض ستعمل على التعريف بمواردنا المعدنية وتنظيم استفادة المواطنين والدولة منها وتقريب خدماتها منهم، وستسهم في احتضان الكثير من اليد العاملة في البلد.
إخوتي الأفاضل
إن حزب الإتحاد من أجل الجمهورية، وبعد تفكير عميق من قيادته، وانطلاقا من رؤيته الجديدة القائمة على الانفتاح على كافة الأفكار الإيجابية، والقضايا الوطنية الكبرى، قد قرر وضع رؤية سياسية متماسكة، تهدف إلى حل كل القضايا العالقة وتجاوز كل مخلفات الماضي، والإنطلاقة نحو مستقبل واثق أساسه حماية حقوق الموريتانيين جميعا، وصيانة مصالح الأفراد والجماعات، من خلال وضع القوانين والتشريعات التي تهدف إلى صيانة كرامة الإنسان الموريتاني.
أيتها المناضلات أيها المناضلون
إنكم بهذا التواجد النوعي ستسهمون في صناعة مستقبل أجيال نرجو لها جميعا أن تعيش بكرامة ورخاء وعزة ومنعة، على هذه الأرض الطيبة، أجيال قادرة على مواجهة كل التحديات، من خلال إلتحام بعضها ببعض، والتصدي لكل الأخطار المحدقة والكثيرة، والتي لا شك أنكم تدركونها جميعا.
لقد حان الوقت للتفكير الجاد والمتأني في العمل على إيجاد أنجع السبل للقطيعة النهائية مع مخلفات عهود من التهميش والإقصاء والإزدراء تجاه بعض فئات مجتمعنا، لذلك أنتم مطالبون اليوم بنقاش صريح وهادف وهادئ يخاطب العقول، من أجل وضع آليات رصينة لتجاوز كل تلك المخلفات، والعمل على الإستفادة الفورية لكل المتضررين، من الإدماج في التعليم والوظائف، وحصولهم على أهم الوسائل المؤدية إلى العيش الكريم.
أيها السادة
يأتي تنظيم هذه الورشة في مدينة نواذيبو، في وقت تستعد فيه الأطياف السياسية والمدنية الوطنية للإلتئام في تشاور سياسي وطني، ثمرة لجو الإنفتاح الذي أسس له فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وبعد تفكير عميق وتفاعل وتفاهم بين العديد من القوى السياسية في البلد، وسيتناول هذا التشاور أهم القضايا الوطنية الكبرى، وسنحرص في حزب الإتحاد، خلال هذا التشاور، على أن يسود الخطاب المعتدل، والطرح المفيد، والتفكير البناء، خدمة لوطننا ومواطنينا، وتعزيزا لروح المواطنة بين أبناء شعبنا، وصيانة لتعاليم مشروعنا المجتمعي الكبير.
إننا ندرك المستويات العالية للأطر المشاركة في هذه الورشة اليوم، المنعقدة في عاصمتنا الاقتصادية، التي هي عبارة عن موريتانيا مصغرة، لذالك نحن واثقون من أن مداخلاتكم وآراءكم واقتراحاتكم ستكون بناءة وإيجابية، تخدم الإجماع وتبعث على الأمل وإيجاد الحلول، بعيدا عن الإنفعال والتشنج، إذ المقام يقتضي الهدوء ولكنه يتطلب الصراحة والصدق، لما تعنيه لنا في الحزب كل هذه القضايا المعروضة للنقاش، ولما تمثله لكل الموريتانيين الطامحين إلى مستقبل أكثر عدالة وأمنا ورفاهية.
وفقنا الله جميعا لخدمة مصالح ومستقبل وطننا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته