ملاعيـن…/ ساليماتا بـا
الشروق/ هؤلاء الذين يحبون و يتبجحون بأذية الناس هم أدنى خلق الرحمن و هم يعيشون عذابا نفسيا مقيتا، يعيشون بتقزز و قرف، إنهم يتعذبون و الأسوء من أنهم يضطرون لخوض ذاك العذاب يوميا بدقائقه و ثوانيه، و بطريقة سخيفة و كريهة يودون لو يمررون للناس بعضا من عذابهم، لذا فهم ببساطة تامة يحاولون و يجاهدون بل و يسعون إلى فعل المستحيل لتحقيق نزواتهم المقيتة و بطريقة ما يحققون ذلك.
إنهم قساة، بلا رحمة، قلوبهم صدئة يعيشون كل يوم بكارثة جديدة، و لا يفكرون كيف بإستطاعتهم أن يحسنوا من حالهم، الواقع أنهم في مستقنع عفن يسبحون بوجوه عابسة ملامحهم تكاد تختفي دون أن يكونوا على علم بذلك، و رغم الرائحة الكريهة التي تفوح من ذاك المستنقع، لا تزال تراهم مبتهجين و سعيدين بأنهم قد وصلوا للعمق و لا يهمهم إن عرفوا.
هل هم مرضى؟
هل هم على وعي تام بما يفعلون؟
هل هم يتعمدون إلحاق الضرر بغيرهم؟
أجل بكل تأكيد، كل شخص تسول له نفسه أذية شخص آخر دون سبب مقنع هو حيوان شرس بل حتى الحيوان أفضل منه.
الكائن البشري حينما يفقد إنسانيته يميل أكثر للتشبه بالحيوانات المفترسة يريد أن يجعل الجميع تحت رحمته، تحت إمرته، تحت سلطته، مرة يزأر بصوت قبيح كالأسد ليثبت لنفسه مثلا أنه فعلا يشبهه، و مرة أخرى ينبح ككلب مسعور ضال، بكن الكلاب أحيانا أوفى و الأسود غالبا هي الأقوى.
ملاعين جدا أولئك الذين يسرقون أموال الناس و ينتهكون حرماتهم ثم بفعل المتعة يغتصبون فتاة صغيرة أو امرأة أربعينية، و بدم بارد يقتلون رجلا يمر بمحاذاتهم، هؤلاء ألا يدرون بأن هناك قضاء إلهي ينتظرهم؟
بلى هم على دراية بذلك، لكنهم يتناسون عنه.