ابراهيم غالي.. يحبه الصحراويون والأفارقة ويهابه الخصوم شفاه الله وأعاده سالما لوطنه..
تعلق بأستار مشروع وطنه وهو مراهق غض؛ وانشغل بتفاصيل نضال شعبه كلها وشغلته كله. ترك الأهلين والولد واستشهد في أكثر من معركة لكنه لم ينل الشهادة.
ترك بصماته على منهاج الدولة الصحراوية في مجمله؛ وقاد جبهة البوليساريو وهي مجرد مشروع، ليعود فيقودها وهي خمسينية.
محارب جسور وسياسي صبور، فصيح اللسان دمث الأخلاق واسع الثقافة.
ترأس الدولة الصحراوية بسلاسة بعد أن ترك له سلفه الحاذق محمد عبد العزيز تزكية مشفرة وأخرى غير مشفرة يصفه فيها بعفة القلب وتعفف اليد، يحمل بين جنبيه مقاربات تقدمية لحسن الجوار والتكامل الاقتصادي والثقافي لم تصل إليها النخب المهتمة بمنظمة اتحاد المغرب العربي بعد.
قفزت قضية الشعب الصحراوي في عهده إلى عصر جديد، وميزان قوى جديد وديناميكية جديدة.
يحبه الصحراويون والأفارقة ويهابه الخصوم. بقامته الفارعة، وأناقته الأصيلة وشيبته القطنية وابتسامته الطفولية ونظراته الجهنمية ومظلوميته الفصيحة.
تحركه محددات وهواجس اللاجئ الصحراوي حين يحن لأرضه، وحين يستنجد بعالم متصامم وحين يئن تحت وطأة الغربة والارتهان والترحيل وحين يبكي وحين يبتسم وحين يغني وحين يسأل وحين يتساءل.
بلغني أنه وهو السبعيني الصحراوي؛ يستشفي هذه الأيام؛ في بلاد الأندلس من عارض صحي اجتاح الدنيا من حوله.
لئن خرج إبراهيم غالي من الدنيا-شفاه الله- فقد ترك خلفه رجالا أشداء أكفاء يحملون همه وهموم الشعب الصحراوي، كما سيترك منطقة المغرب الأقصى وكرا للتفريط في الأذكياء ورجال السلام وتحويلهم قسرا إلى محاربين.
ولئن منّ الله عليه بالشفاء وهو ما أتضرع به إلى الله سبحانه وتعالى؛ فليعد لجنده وشعبه وعين الله تكلؤه، حاملا ميدالية شيخ المقاتلين، فهو أكبر زعيم لاجئ مقاتل في عالم يوشك أن يكون فيه الجهاد من أجل الأرض والعرض والحرية منقصة.
اسماعيل يعقوب الشيخ سيديا