محاولة اغتيال وزير الداخلية الليبي : صراع أجهزة أم خطأ أمني؟
الشروق / سفارة واشنطن في طرابلس، أمس الأحد، الهجوم على موكب وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا، غربي طرابلس.
جاء ذلك في بيان للسفارة الأمريكية نشرته عبر موقعها الإلكتروني، بعد ساعات من تعرض موكب باشاغا لإطلاق نار في منطقة “جنزور”، ما أدى لإصابة أحد عناصر الحماية المرافقة له.
ونقل البيان عن السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند إعرابه عن “غضب بلاده إزاء الهجوم، وتعاطفه مع المصاب في فريق حمايته”.
وكان مصدر أمني في شرطة طرابلس أفاد لمراسل الأناضول بأن “موكب باشاغا تعرض لإطلاق النار أثناء عودته من مقر المعلومات والتوثيق التابع للوزارة في جنزور إلى مكان إقامته في قرية بلم سيتي في المنطقة ذاتها”. وأوضحت الداخلية في بيان نشرته عبر صفحتها على “فيسبوك” لاحقا، تعرض الموكب إلى إطلاق نار باستخدام أسلحة رشاشة، مؤكدة سلامة الوزير، ومقتل أحد المهاجمين والقبض على اثنين آخرين.
وذكر مصدر قريب من وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا، أن مسلحين أطلقوا النار على موكبه من سيارة مصفحة على الطريق السريع قرب العاصمة طرابلس أمس الأحد، لكنه لم يصب بسوء، كما صرح مقربون منه.
وأضاف المصدر أن حراس باشاغا تبادلوا إطلاق النار مع المهاجمين قبل أن يلاحقوهم ويقتلوا واحدا منهم ويصيبوا آخر ويلقوا القبض على اثنين.
ونفى “جهاز دعم الاستقرار” التابع لحكومة الوفاق تعرض المفوض بوزارة الداخلية فتحي باشاغا لمحاولة اغتيال في الطريق الساحلي غربي العاصمة طرابلس .
وقال الجهاز في بيان في بيان نشره أمس الأحد عبر صفحته بموقع فيسبوك، إن ما حدث هو “سوء تنسيق وتصرف من حراسات” باشاغا، نافيا أي محاولة لاغتياله. وحسب بيان الجهاز، فقد “تزامن وتصادف مرور سيارة تابعة للجهاز مع مرور رتل تابع لوزير الداخلية”.
وأضاف البيان أنه حدث إطلاق نار من حراسات الوزير على السيارة المصفحة التابعة للجهاز بدون وجه حق، مما أدى الى مقتل أحد منتسبي الجهاز وأصيب أحد رفاقه.ويطرح الهجوم والتوضيح الذي صدر عن “جهاز دعم الاستقرار” أسئلة حول طبيعة ما حصل، فهل كان فعلا “سوء تنسيق وتصرّف” من قبل حراسات باشاغا، أم أن السيارة المصفحة التابعة للجهاز بادرت بالهجوم؟
ويأتي الحدث بينما تستعد حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا لإفساح المجال لحكومة انتقالية جديدة اُختيرت من خلال عملية تقودها الأمم المتحدة تستهدف توحيد فصائل ليبيا المتحاربة.
وباشاغا شخصية قيادية من مدينة مصراتة في غرب ليبيا. وترشح لرئاسة حكومة الوحدة دون أن يفلح في مسعاه هذا، لكنه أعرب علنا عن دعمه للإدارة الجديدة.
وقال المصدر إن التحقيقات الأولية تظهر على ما يبدو أن منفذي هجوم اليوم من الزاوية، وهي مدينة أخرى ذات نفوذ تبعد 45 كيلومترا إلى الغرب من طرابلس.
وكان باشاغا قد تعهد بكبح جماح المجموعات المسلحة التي تمسك بزمام السلطة على الأرض في غرب ليبيا منذ انتفاضة 2011 وتحظى غالبا بوضع رسمي في إطار وزارتي الدفاع والداخلية.
وكانت هذه المجموعات المسلحة متحدة إلى حد بعيد في الدفاع عن طرابلس من هجوم شنته قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر بين نيسان/أبريل 2019 وحزيران/يونيو 2020.
وشهدت الأسابيع القليلة الماضية هدوءا نسبيا، لكن سمع دوي إطلاق نار كثيف الليلة الماضية.