الرسالة العظيمة من افتتاح السنة الدراسية من أمبود.. / اسماعيل الرباني
الشروق / من امبود، عاصمة مثلث الفقر، يفتتح رئيس الجمهورية السنة الدراسية 2020-2021. إذا ما تأكد هذا الخبر، فسيكون رسالة قوية وعظيمة بأن رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، ماض في جعل فقراء الأمس، والمهمشين منذ قرون، والمقصيين تاريخيا، والمداسين اجتماعيا، يتبوأون مكانتهم الحقيقية كمواطنين يستحقون معاملة أفضل ويمتلكون نفس حقوق الآخرين.
إنها بداية مسلسل محاربة الغبن التاريخي. فمن هذه المقاطعة يتم تصدير أكبر عدد من عمال المنازل في المدن الكبيرة وأكبر عدد من سائقي الجرارات في التجمعات الحضرية. وفي هذه المدينة وضواحيها يفتك الفقر المدقع بآلاف الأسر ويتسرب من المدارس آلاف البنين والبنات. وفي هذه المنطقة، التي عُرفت بمثلث الفقر، تنتشر تداعيات الحيف وانعكاساته بكل صنوفها.
إن افتتاح الرئيس، شخصيا، للسنة الدراسية من امبود يعد إشارة واضحة بأنه لا يريد أن “يترك أحدا على قارعة الطريق”، كما أكد في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة عرض برنامجه الانتخابي أمام مئات المناصرين والمدعوين.
فمن هذه المدينة ربما سيعلن الرئيس عن خطط جديدة لإصلاح التعليم بما يضمن تكوين أجيال قادرة على مواصلة مشوار الإصلاح والنماء ووحدة المصير. ومنها سيعلن، ضمنيا أو صراحة، أن عهد التخلي عن الشرائح والطبقات المغبونة ولى لغير رجعة، وأن عين رعاية العهد الجديد تسع جميع المواطنين: بكل ألوانهم وطبقاتهم وجهاتهم، فقارعة الطريق، وهوامش الحياة، والزوايا المظلمة، لن تظل منزلا غير مبارك لبعض من عانوا كثيرا من أبناء هذا الوطن.
اسماعيل الرباني