المينوسو و الكركرات و المؤامرة الكبرى ..
الشروق / أسقطت الأمم المتحدة حرف “الراء” الذي يعني كلمة الاستفتاء Referendum من تسمية بعثتها الى الصحراء الغربية و ذلك بحكم الواقع الميداني و الزماني لهذه البعثة العبثية.
بعثة ” MINUSO ” مكلفة فقط بوقف إطلاق النار و هذا ما تقوم به منذ 28 سنة، بما معناه أن ما يسمى بالقبعات الزرقاء تحرم بكل بساطة الصحراويين من حقهم في تحرير وطنهم و تمنعهم من التصدي لجيش الاحتلال المغربي الغازي، بل وصلت بها الوقاحة الى تسهيل نقل الأسلحة و المعدات عبر مواني الصحراء الغربية الى لبنان و ربما الى دول افريقية تتواجد فيها بعثات أممية عبر معبر الكركرات.
لقد كشف السيد احماد حماد الناشط الحقوقي و نائب رئيس للجنة الصحراوية للدفاع عن حق تقرير المصير و أول ضحية غدر من “المينوسو” MINUSO حيث سلمته الى أجهزة الاستخبارات الملكية بعد أن لجأ إليها هاربا بجلده عله يجد الحماية، أكد في تصريح للصحافة وهو يعقب على القمع الهمجي الذي تعرضت له انتفاضة يوم الجمعة الماضي أمام مرآى و مسمع البعثة الأممية بالعيون، “بأن منظمة الأمم المتحدة لم تكتفي بحماية الاحتلال المغربي لأجزاء من أرض الجمهورية الصحراوية فقط بل حولت هذه الأجزاء الى قاعدة لتمويل قواتها في مناطق أخرى من العالم!” و يضيف السيد احماد: ” الآن نرى انتهاكا جديدا لحقوقنا، ليس على يد المحتل المغربي و لكن على يد منظمة الأمم المتحدة، إن هذه الأخيرة تحول الجزء المحتل من وطننا الى قاعدة عسكرية لتصدير الأسلحة و المركبات الى مناطق النزاع في العالم”.
إنه لأمر خطير جدا، فلم تقتصر المنظمة الأممية على حماية المحتل بل تساعده على جعل من أرض الصحراء الغربية طاولة قمار للاعبين الكبار.
إنه لأمر خطير جدا عندما يتزامن كل هذا مع دعوة الاتحاد الأوروبي هذه الأيام من خلال برلمانه الى أخذ إجراءات نافذة ازاء ما أسماه بعرقلة شاحنات الاسماك القادمة من موريتانيا عبر ممر الكركرات، حيث بالفعل انتقل يوم أمس الأول من بروكسيل الى انواقشط فريق تابع للمفوضية الأوروبية لمناقشة مسألة العرقلة في معبر الكركرات و تأثيره على الاقتصاد الأوروبي حسب ما رد به السيد الغيار ماتشادو المدير العام للشؤون البحرية و الثروة السمكية لدى المفوضية على استفسارات البرلمان.
الصحافة الإسبانية كانت قد شنت الاسبوع الماضي حملة واسعة حول ما أسمته “المعوقات المتكررة” التي يعاني منها الأسطول الأوروبي الذي ينقل الاسماك الطازجة من موريتانيا برا، و الذي يحدث منذ فبراير الماضي بسبب إغلاق معبر الكركرات تضيف صحيفة la” voz de galicia و غيرها من الصحف الاسبانية. و من جهته أعرب النائب البرلماني الإسباني غالنسيا عن أسفه لما يسببه ذلك من خسائر اقتصادية، و دعا إلى تعزيز الجهود ذات الصلة مع السلطات المغربية و الموريتانية لحل هذه المشكلة دون ذكر بطبيعة الحال السلطات الصحراوية المعنية بالدرجة الأولى بالموضوع بحكم أن الممر فوق الأرض الصحراوية.
أليس هذا محاولة أخري للالتفاف على مكاسب الشعب الصحراوي؛ بفرض و تشريع معبر الكركرات ؟
إنه لأمر خطير جدا أن يجد الطرف الصحراوي نفسه غدا، بفعل ما يدفع إليه الاتحاد الأوروبي و منظمة الأمم المتحدة في مواجهة مباشرة مع مصالح دول إفريقية صديقة بعد دخول إتفاقية التجارة الحرة للاتحاد الإفريقي حيز التنفيد.
إن الشعب الصحراوي أمام مؤامرة دنيئة تطبخ على نار هادئة و أصحابها غير مستعجلين لجني ثمارها لأنهم يشعرون أن لا أحد في هذا العالم المفترس يأبه بثقل 44 عاما من اللجوء و ما يحمله من مآسي و آلام و لاتهمه 28 عاما من كذبة الإستفتاء الذي لم و لن ثم لن يتحقق إلا تحت افواه البنادق و ليس في غرف الفنادق.
على الصحراويين فك القيود عن جبهة البولساريو التي كبلتها بها منظمة الأمم المتحدة و ذلك بتراصي الصفوف و رائها وتقوية الالتحام و الالتصاق بها و دفعها إلى انتزاع المبادرة و فرض قرار الشعب الصحراوي في ” كل الوطن أو الشهادة ” . فلا مينوسو و لا مينورسو، و لا معبر و لا ممر ، و لا مبعوث و لا مرسول، فالمؤامرة أصبحت تقترب من استكمال فصولها على حساب مصيرنا.
فأشجار “الطلح” في صحرائنا تموت عطشا واقفة، و لم تنحني للبئر عندها و لو به ماء.
بقلم: محمد فاضل محمد سالم