نصر الجزائر فرحة صحراوية بلون الدم …./ لحسن بولسان
الشروق / يستأنف الدم الصحراوي كلمته من جديد وهو يقف على منبر الفصاحة بكل إستبسال وتضحية ليجدد عزمه وإصراره على إنتزاع حقه في الحرية والكرامة.
في هذا الصمت المطبق من حولها تنطق دماء الشهيدة صباح عثمان احميدة ، لتقول للعالم ،ليلة أنتصارحليفها الجزائر، هذه الصحراء الغربية ،تعبر بالروح والدم عن العرفان لبلاد الشهداء ، يصدح دم الشهيدة صباح ، الصريح الفصيح في وجه الغزاة المغاربة ،هذه الصحراء الغربية مصدر العزة والكرامة لكل إنسان صحراوي حر أبي ،لا تنحني لرياح ليل مهما إشتدت وأسودت ، ولا يكسر الترهيب والإرهاب المغربي شيئا من إرادتها.
لن تُهزم الجزائر بين الشعب الصحراوي ،ولن يُدنس الغزاة المغاربة ، العلم الجزائري في حضرة الصحراويين بالأرض المحتلة ،مهما كان الثمن، لأن أول من حقه أن يحتفل بنصر الحليف هو الشعب الصحراوي، وكانت أفراح ليلة فوزمحاربي الصحراء ، دليل على ذالك ،أفراح جُبلت بالدماء والدموع،لتعم الفرحة كل نقاط تواجد الإنسان الصحراوي، بمخيمات العزة والكرامة و الشتات ، أما بالأرض المحتلة فقد جاءت الفرحة بلون دم الشهداء وعشرات المعتقلين والجرحى والمفقودين ،وكأنهم يرددون قسما بالنازلات الماحقات ، والدماء الزاكيات الطاهرات ، والبنود اللامعات الخافقات ، في الجبال الشامخات الشاهقات ، نحن ثرنا فحياة أو ممات ،وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر.فأشهدوا ،فأشهدوا ،فأشهدوا.
عقد الصحراويون العزم ليلة نصرحليفهم أن يُعبروا له عن عرفانهم ،فرغم الحصارالعسكري والتعتيم الإعلامي ، إجتاحت الفرحة كل بيت صحراوي ،و أشهدوا العالم أن الصحراء الغربية تقدم الشهداء ، وستبقى عصية كما كانت عبر العقود والسنين ، وعلى درب الكفاح يمضي شعبها ،وعلى نهج الشهيد ثابت ، وعلى عزم المعتقل سائر ، وبإيمان النصر متمسك ومقتنع .
ظن الإحتلال المغربي، ليلة نصر الجزائر ، أن شعبنا شوكة إن داس عليها تنكسر، ولكن الصحراويين، أثبتوا له أنهم قنبلة في وجهه ،إن داس عليها تنفجر ، أحداث ليلة أنتصار الجزائر بالمدن المحتلة ،تثبت مرة أخرى أن عطاء شعبنا كالينبوع لا ينضب ، فرغم الصعاب والحصار والترهيب ، إنتصبت قامة شعبنا ليلة إنتصار حليفهم ، وداس على عنجهية الإحتلال ، ليعلن أبناء شعبنا من قلب الأرض المحتلة ،وهم يحملون الأعلام الصحراوية والجزائرية عن وحدة الحال وتماسك الوجدان وترابط المصير،وفي أجواء سيخلدها التاريخ ، رسموا خلالها حالة تضامن وفرح بنصر الجزائر تتلألأ بالمعاني والقيم النبيلة.
إن الشعب الصحراوي الذي تأصلت مداركه على إشراقة ثورة المليون ونصف شهيد ،لن ينسى أبدا ما قدمت الجزائر للصحراويين من دعم في أحلك الظروف ، الجزائر بالنسبة للصحراويين وكل احرار العالم هو إسم جليل نفخر بدعمه لا يليق إلا بالكرامة والمجد والخلود ،لسان حال كل صحراوي يقول فكيف ان لا نفرح ولا نحتفي بهذا النصر الذي يؤرق الأعداء.نعم ،أصر شعبنا أن يفرح للجزائر رغم الحصار والإرهاب والترهيب المغربي ،فقرر أبنائنا وهم من شعب كالجزائر لا يموت إلا كالمحاربين وقوفا كشجر النخيل ، أن يفرحوا للجزئر ويقدومون الشهداء عربونا عن مكانة الجزائر عند كل صحراوي وصحراوية، فكما إمتزج أمس الدم الجزائري بالدم الصحراوي في حادثة طائرة بوفاريك المؤلمة ، ها هو اليوم شعبنا يواجه صلافة ونيران الإحتلال ويقدم الدماء من أجل التعبير عن العرفان للجزائر ،حتى يجسد الوفاء الأبدي والمصيري بين الشعبين رغم كيد الحاقدين. فمن وسط الآلام والمعاناة ستبقى الأخوة الصحراوية الجزائرية ثابتة و من وسط الركام والدماء ، ستبقى الجزائر،كما الصحراء الغربية حاضرة دوما في وجدان كل صحراوي وصحراوية،واقفة شامخة كشجرة باسقة تناطح السحاب،ويبقى دم الشهيدة صباح وعشرات الجرحى والمختطفين هو أكثر فصاحة وأقوى تعبير عن هذا الموقف الذي يقول كلمته بكل شجاعة ووضوح.
إن دماء شهداء شعبنا ستبقى وصمة عار في جبين كل متخاذل أومن يقف علنا أو سرا مع مجازر النظام المغربي . دماء شهدائنا تشجب اليوم، صمت الضمير العالمي الذي يتفرج على معاناة شعب منكوب ومضطهد ومقهور،غُزيت أرضه وشُرد شعبه ، وإحتضنته الجزائر بكل دفء وتضامن.دماء الشهداء تقول كلمتها وبأعلى صوت تمتلكه ،لا و ألف لا للاحتلال المغربي ، ونعم لنصرة الشعب الجزائري ،ليتوهج الدم الصحراوي وتستطع نجوم إنتفاضته ،وكان دم الشهيدة صباح وعشرات الصحراويين ، ليلة نصر الجزائر رسالة موقف صحراوي قوي ينبعث من الدماء والدموع حال لسانه يقول : فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا ، أننا عقدنا العزم أن تحي الصحراء الغربية حرة أبية وأننا مع الجزائر ظالمة أو مظلومة .
رحم الله شهداءنا الأبرار، ضارعين لله أن يحفظ الجزائر ويمن عليها بدوام الازدهار والامن والسلام.