ألمانيا تطالب الجزائر بتسلّم رعاياها المخالفين
طالبت الحكومة الألمانية الجزائر، استلام عدد كبير من رعاياها معنيين بقرار الترحيل من ألمانيا لأنهم يقيمون بها بطريقة غير قانونية ، وجاء الطلب على لسان وزير داخليتها توماس دي ميزيار، الذي قال مساء أمس الاثنين، للصحافة بالجزائر العاصمة، بمناسبة جولة إلى دول المغرب العربي، إن “آجال عودة الرعايا الجزائريين الذين دخلوا ألمانيا بطريقة غير قانونية، والذين ليس لديهم أي أفق في الحصول على وثائق الإقامة، سيجري التطرق إليها من طرف مصالح أمن البلدين”. وأوضح ميزيار بأن إجراءات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، “لا تخص الجزائريين المقيمين بألمانيا منذ سنين طويلة بطريقة قانونية، و لكنها تمس أيضا الذين دخلوا التراب الألماني بطريقة غير شرعية”.
ولا يعرف رسميا عدد الجزائريين المقيمين بطريقة غير قانونية بألمانيا، بينما الشائع أن عددا كبيرا سافر إلى ألمانيا في فترة الحرب الأهلية التي تعود إلى تسعينيات القرن الماضي.
وقد طرح على رئيس وزراء الجزائر عبد المالك سلال، موضوع ترحيل رعايا بلده لما زار ألمانيا شهر يناير الماضي. وقد أثيرت القضية حينها في سياق حادثة التحرش بألمانيات في مدينة كولونيا بغرب ألمانيا، خلال الاحتفال برأس السنة الميلادية. وأثبت التحقيق مع المشتبه بهم في القضية، أن غالبية المتورطين مواطنون من المغرب العربي ويوجد من بينهم جزائريون. وصرَح سلال أن بلاده لا ترى أي مانع في استقبال رعاياها، واشترط أن يتم التأكد بأنهم جزائريون فعلا.
من جهته ذكر وزير الداخلية الجزائري، بعد محادثات جمعته بدي ميزيار، أن بلاده “تواجه هي أيضا ظاهرة الهجرة غير القانونية، وتعيش سياقا خاصا تميزه حدود مضطربة تمتد على طول يفوق 800 كلم، يتعين مراقبتها و تأمينها”، وكان بدوي يتحدث عن الحدود الجنوبية المشتركة مع مالي والنيجر، التي تشهد منذ سنوات موجات هجرة لأفارقة ينحدرون من عدة بلدان. وقال بدوي أيضا إن “الجزائر تواجه ضغطا بالنظر للوضع الأمني السائد في البلدان المجاورة، مما يؤثر سلبا على الأمن و السلم في المنطقة”.
وتناول الوزيران أيضا التعاون الأمني بين البلدين، إذ قال بدوي بأن لقاءه بنظيره الألماني “إيجابي يرمي إلى تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات والقطاعات، منها الجانب الأمني الذي يخص ظاهرة الإرهاب العالمية”. وأضاف: “يبقى الإرهاب ظاهرة عابرة للأوطان، لهذا لابد من تظافر جهود المجموعة الدولية لمكافحة هذه الآفة”.