إشادات منتخَبين ومواطنين وموظفين… مطالب واسعة بالتمديد لماحي ولد حامد صونًا لنهج الدولة في نواذيبو

الشروق نت / في لحظة ذات دلالة سياسية وإدارية عميقة، جاءت الإشادة العلنية التي حظي بها والي داخلت نواذيبو، السيد ماحي ولد حامد، اليوم أمام فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، خلال خطاب رسمي لرئيس جهة داخلت نواذيبو، لتؤكد ما بات راسخًا في الوعي العام المحلي.
أن الرجل لم يكن مجرد مسؤول عابر في مسار هذه الولاية، بل تجربة إدارية متكاملة أعادت تعريف دور الوالي وحدود العلاقة بين الدولة والمواطن.
ولم تكن تلك الإشادة استثناءً، إذ سبقها تنويه متكرر من منتخبين وموظفين سامين وفاعلين اجتماعيين، عايشوا عن قرب أداءً مختلفًا ونهجًا إداريًا أعاد الثقة في الإدارة الإقليمية.
منذ تسلمه مهامه، أسس ماحي ولد حامد لمقاربة جديدة في التعاطي مع الشأن العام، قوامها الحياد الصارم، واحترام القانون، والتعامل المتوازن مع مختلف المكونات، دون انحياز أو تمييز، ودون مساس بخصوصيات المجتمع ما دامت لا تتعارض مع النصوص والضوابط.
فكانت الإدارة، في عهده، أقرب إلى المواطنين، وأكثر إنصاتًا لهم، وأشد صرامة في وجه التجاوزات، في معادلة دقيقة أعادت الاعتبار لمفهوم الدولة بوصفها راعية للحقوق وحامية للنظام في آن واحد.
ويستند هذا النهج إلى مسار مهني مبكر واستثنائي، إذ عُيّن ماحي ولد حامد لأول مرة حاكمًا وهو في سن الحادية والعشرين ببلدية علبكرو في ولاية الحوض الشرقي، قبل أن يتدرج في مختلف المسؤوليات الإدارية، في مسار تراكمي صقل تجربته ومنحه خبرة ميدانية نادرة.
وقبل تعيينه واليًا لداخلت نواذيبو، شغل منصب مدير الإدارة الإقليمية، حيث عزز العمل الإداري ووضع أسس تنظيمية انعكست لاحقًا في أدائه على رأس واحدة من أكثر ولايات البلاد حساسية وتعقيدًا.
وقد تسلم الرجل مسؤولية ولاية نواذيبو في ظرف بالغ الدقة، تتقاطع فيه الملفات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وتتعاظم فيه التحديات بحكم مكانة المدينة كعاصمة للاقتصاد الوطني وفضاء عمالي مفتوح.
غير أن تعاطيه مع هذه المرحلة اتسم بالهدوء والثبات والاحتراف، حيث أمسك منذ البداية بكل الملفات، وأدارها بيقظة عالية، وثقة محسوبة، وتمكن في وقت قياسي من تنزيل أهداف برنامج فخامة رئيس الجمهورية، عبر فرض هيبة الدولة، وتفعيل المصالح الإدارية، وتقريب الإدارة من المواطنين، مع انحياز واضح للفئات الهشة، دون إخلال بالتوازن أو تساهل مع الفوضى.
ولم يكن ذلك أداءً مكتبيًا جامدًا، بل ترجمه الوالي بحضور ميداني دائم، حيث جاب مختلف أنحاء الولاية ، ووقف شخصيًا على الخدمات العمومية، وتحدث مباشرة مع المواطنين، مستمعًا لمشاكلهم وتطلعاتهم، ومتجاوبًا معها بسرعة ومسؤولية، في صورة لوالي يرى أن الإدارة تُمارس في الميدان، لا خلف الأبواب المغلقة. وقد تلازم هذا النهج مع التزام صارم بتوجيهات رئيس الجمهورية، وسهر دائم على أمن المواطنين وسكينتهم، وحماية الممتلكات العامة والخاصة.
وبعيدًا عن الأضواء، اتسمت تجربة ماحي ولد حامد ببعد إنساني لافت، حيث تكفل بالكثير من الفقراء والأيتام في صمت ونبل، رافضًا تحويل العمل الاجتماعي إلى مادة للاستعراض أو التوظيف الإعلامي، كما وضع حدًا لأي تدخل في صلاحياته أو حديث باسمه، في قطيعة واضحة مع ممارسات أضعفت سابقًا صورة الإدارة الإقليمية.
وفي هذا السياق، برزت قدرته العالية على إدارة الأزمات، خاصة خلال الأحداث التي شهدتها نواذيبو في فترات سابقة ، والتي لم تُقرأ إلا باعتبارها نموذجًا لتعاطٍ إيجابي واحترافي مع الشأن الأمني، حيث أشرف ميدانيًا، وبالتنسيق مع مختلف المصالح الأمنية، على معالجة فورية ومحكمة، أُجهضت خلالها مخططات التخريب، وضُبط المتورطون في وقت قياسي، وعادت الحياة إلى طبيعتها بأقل الخسائر، ودون لجوء إلى القوة المفرطة، لأن أمن المواطن وسلامته ظلّا في صدارة أولوياته.
وعلى المستوى المؤسسي، أحدث الوالي نقلة نوعية في رمزية الإدارة، من خلال إصلاحات شاملة لمبنى الولاية وتجهيزه بما يليق بمكانته، ليغدو فضاءً قادرًا على احتضان كبرى التظاهرات الرسمية واستقبال أعضاء الحكومة وكبار الضيوف، في صورة تعكس هيبة الدولة واحترام مؤسساتها.
كما شهدت الولاية في عهده دينامية إدارية ملحوظة، وانتقل الأداء إلى آفاق أرحب، استعادت من خلالها الإدارة المحلية مصداقيتها، وأسهمت بفاعلية في دفع عجلة التنمية وتعزيز السلم الأهلي.
وخلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، قدمت الإدارة الإقليمية في نواذيبو نموذجًا يُحتذى في الحياد الصارم، وتأمين المواطنين، وتطبيق القانون، وتوفير المناخ السياسي الملائم، بما رسّخ الثقة في العملية الانتخابية، وأكد انتماء الوالي إلى مدرسة إدارية تؤمن بدولة القانون والعدل والمساواة.
وإلى جانب كفاءته المهنية، يتمتع ماحي ولد حامد بثقافة واسعة، وشخصية قيادية جامعة، وحضور مهيب ومحبوب في آن، متحدث لبق، ومستمع جيد، ومحاور مقنع، ومتمكن من إدارة الجلسات والأزمات، متواضع مع البسطاء، رفيق بالضعفاء، وحازم حين يتطلب الأمر ذلك، وهي صفات جعلته يحظى بثقة واحترام مختلف مكونات المجتمع المحلي.
وفي ظل ما يُتداول اليوم عن قرب تقاعده، وما رافق ذلك من إشادة واسعة بأدائه، تتعزز القناعة بأن الإبقاء على الوالي ماحي ولد حامد والتمديد له لم يعد ترفًا إداريًا، بل ضرورة تفرضها مصلحة نواذيبو ومواطنيها.
فالقانون، في جوهره، وُضع لحماية مصالح المواطنين وضمان استمرارية المرفق العام، لا لقطع مسارات ناجحة في ذروة عطائها.
ونواذيبو، بما تعيشه من تعقيد وتشعب في الملفات وحساسية في التوازنات، أحوج ما تكون اليوم إلى استمرار هذا النهج الرصين، الذي أعاد الثقة، وكرّس هيبة الدولة، وجعل من الإدارة شريكًا للمواطن لا عبئًا عليه، ضمانًا لاستقرار المدينة واستدامة المسار الذي بدأه الرجل خدمة لها ولأهلها.
عالي أحمد سالم




