أخبار وتقاريرمميز

إيران تغيّر ميزان الحرب: حين تُهزم إسرائيل وسط دعم الغرب

الشروق نت / لم يكن فجر السبت يومًا عاديًا في تاريخ الصراع الإيراني–الإسرائيلي، بل لحظة تحوّل عميقة، كُتبت بوهج النار والدخان، وبالضربات الدقيقة التي اجتازت منظومات الدفاع المدعومة أميركيًا، لتصيب العمق الإسرائيلي بالشلل، والهيبة العسكرية بالانكسار.

لقد بدأت إيران فصلًا جديدًا في معادلات القوة والردع، وأعلنت للعالم أن زمن الضربات دون عقاب قد ولّى.

الردّ الإيراني.. مباغتٌ ومدروس… وفوق حسابات الاحتلال

لم تنتظر طهران طويلاً، ولم تُخفِ نيتها بالرد، لكنها أيضًا لم تكتفِ بالوعيد الخطابي.

فمع طلوع شمس السبت، انطلقت عملية “وعد الصادق”، التي دكّت مراكز الثقل العسكري في إسرائيل، من دون واسطة، ولا وكلاء، بل بقدرات سيادية مباشرة، ودقة صاروخية لا تملكها سوى القوى الكبرى.

لقد استهدفت إيران، في عملية محكمة، أكثر من موقع استراتيجي:

قاعدة نيفاتيم الجوية، الحاضنة الرئيسية للطائرات الهجومية المتطورة F-35 وF-16، تعرّضت لأضرار بالغة.

مراكز الحرب الإلكترونية وقيادة العمليات شُلّت أو تضررت، مما أحدث ارتباكًا واسعًا في التنسيق العسكري الإسرائيلي.

مبنى “كرياه”، قلب وزارة الدفاع، اهتزّ تحت وقع الصواريخ، في ما اعتُبر اختراقًا غير مسبوق للعمق الأمني الإسرائيلي.

منشآت صناعية عسكرية، وناقلات وقود، ومواقع قيادة، أُصيبت بشكل مباشر، كما سُويت عشرات المباني السكنية بالأرض، في مشهد لم تألفه تل أبيب من قبل.

هشاشة “الكيان المدعوم” أمام القوة السيادية

ما كشفه هذا الرد ليس فقط قدرة إيران على الضرب، بل عجز إسرائيل عن الاحتواء رغم دعم الحلفاء.

فالولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، شاركت فعليًا في اعتراض الهجوم، عبر طائرات مراقبة ومنصات اعتراض بحرية، إلا أن المنظومات الجوية، بما فيها القبة الحديدية ومقلاع داوود، بدت عاجزة عن مجاراة الهجوم المركّب بين المسيّرات والصواريخ الباليستية.

لقد اهتزّت أسطورة الردع الإسرائيلي، وتبين أن إسرائيل، رغم تفوقها التكنولوجي، لا تستطيع الصمود أمام دولة تمتلك إرادة الصد، وقرار الرد، وأدوات التنفيذ الذاتية.

أوراق القوة الإيرانية.. ما فوق التوازن التقليدي

إيران اليوم، كما أظهرت في هذه المعركة، ليست مجرد خصم إقليمي، بل قوة شاملة تمتلك أدوات الحرب في بُعدها السيادي والتقني والجغرافي:

ترسانة صاروخية تشمل آلاف المقذوفات الدقيقة، بعضها يملك قدرات اختراق متطورة وتحليق منخفض يصعب رصده.

أسطول من الطائرات المسيّرة الانتحارية، ذات القدرة العالية على الالتفاف، والتخفي، والوصول العميق.

شبكة تحالفات ميدانية تجعل الجبهة متعددة الاتجاهات، من لبنان إلى اليمن، ومن العراق إلى سوريا.

قدرات سيبرانية متقدمة قادرة على اختراق شبكات القيادة والتشويش على أنظمة التوجيه والدفاع.

أهم من ذلك كله: قرار سياسي موحد، غير مرتهن للخارج، ولا قابل للمساومة عند المساس بالسيادة أو الدم.

أميركا طرف مباشر… لكنها لا تحسم الحرب

رغم إنكارها المتكرر، فإن الولايات المتحدة كانت حاضرة في كل تفاصيل هذه المعركة: مراقبة، اعتراضًا، إسنادًا استخباراتيًا ولوجستيًا.

لكن النتيجة كانت ضرب قلب إسرائيل رغم كل الحماية، مما كشف للعالم أن الغطاء الأميركي لا يكفي لحماية كيان يعيش تحت قبة من الزجاج.

لقد قُلبت الطاولة:

إيران تُهاجم، وتُصيب، وتُعلن، ولا تُعاقب.

إسرائيل تُهاجَم، وتخسر، وتستنجد، لكنها لا تردّ.

والغرب يُسعف الاحتلال بالسياسة والعاجل العسكري، لكنه لا يملك إيقاف قوة قررت أن تردّ بحجم الألم، لا بحجم التوازنات.

نقطة تحوّل.. ما بعد الردّ ليس كما قبله

بات واضحًا أن إسرائيل لا تملك حرية القصف دون حساب.

لقد دخل الصراع منعطفًا صارخًا: الرد الإيراني لم يكن انتقامًا ظرفيًا، بل تثبيتًا لمعادلة جديدة:

 من يضرب داخل إيران، فعليه أن ينتظر الرد داخل تل أبيب.

من يقتل القادة والعلماء، فعليه أن يُخلي السماء، ويعدّ الملاجئ.

إنها معادلة ردع مكشوف، تُعيد تشكيل معاني الأمن القومي في الشرق الأوسط.

 حين تقاتل دولة باسم كرامة أمة

لم تُطلق إيران صواريخها فقط ثأرًا لقادتها، بل باسم أمة يُهان كرامها، وتُنتهك دماؤها منذ عقود.

ولم يكن ردها إعلان حرب عشوائي، بل توقيعًا جريئًا على ميثاق قوة جديد، قوامه السيادة، والرد، وامتلاك زمام المبادرة.

وها هي تل أبيب اليوم ترتعد، وتتوارى خلف الملاجئ، فيما طهران تنظر إلى الأفق، وتُمسك بالمفاتيح.

في زمن الهزائم المفروضة، اختارت إيران أن تكتب التاريخ بمداد النار والسيادة… لا بالتنديد والانكسار..

 

الصحفي عالي أحمد سالم الملقب (البو)

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى