أخبار كوركولكتاب ومقالات

البحث عن خطاب تاريخي

الشــروق /يقال إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز سيوجه من النعمة خطابا تاريخيا، وعبارة خطاب تاريخي تصلح عندنا لكل زمان ومكان ولكل لفظة يتفوه بها رئيس.

وبالتالى ليس من المحتمل أن يكون الخطاب تاريخيا بالمعنى الفاصل والفارق للكلمة لكنه يقينا سيكون خطابا جغرافيا نظرا لبعد مدينة النعمة من العاصمة وقربها من الحدود الملتهبة بين موريتانيا ومالى.

دعونا نضرب أخماسا فى اسداس بحثا عن كل مايمكن أن يحويه الخطاب التاريخي من أشياء مفاجئة أوغير متوقعة أو مفصلية.

 

يمكن القول أن الرئيس سيتحدث عن مأمورية ثالثة ربما بالتأكيد على أن الدستور لا يغير ألا بإرادة الشعب وإذا أراد الموريتانيون تغييره فالرئيس جاهز لذلك بتنظيم استفتاء على إضافة مواد أو حذف أخرى من الدستور الحالي وهنا يفتح الرئيس الباب لمسيرات ومبادرات وتجمعات تطالبه بضرورة تغيير الدستور عساه يشرع مأمورية ثالثة يواصل فيها معركته ضد الفساد وورشاته الصاخبة لبناء البلاد وتطويرها.

 

عند نجاح ذلك المخطط تكون الأمور بسيطة جدا فالشعب يريد بقاء الرئيس والرئيس يريد البقاء ويمكنه ذلك بالتعويل على جنرالاته وحلفائه فى الخارج خاصة فرنسا والولايات المتحدة والغرب الذى يتعامل مع الرؤساء الأفارقة بطريقة مجنون تعرفه أفضل من مجنون لا تعرفه.

 

لنقل أيضا أن الرئيس قد يستفيد من حمى التنقيب عن الذهب والحديث عن قرب انتهاء التعاقد مع الشركات التى تستثمره ليعلن مثلا عن تأميم شركة ذهب تازيازت وايهام العامة بأن الاجانب سيرحلون ليضع الموريتانيون أيديهم على ذهبهم.

 

من الوارد جدا أن يتضمن الخطاب إشارة إلى ذينك الموضوعين لما لهما من أهمية وارتباط يومي بالحياة السياسية والاقتصادية والعامة فى البلاد.

 

ولابد أن يحمل الخطاب بعض البهارات للاستهلاك المحلي كإنشاء جامعة أو معهد متخصص أو طريق أو جسر أو سد كبير أومستشفى جديد أو مقاطعة جديدة أومصنع للجلود فى مدينة النعمة،

 

وبطبيعة الحال يجب أن يتضمن الخطاب تعدادا للمشاريع العملاقة التى نفذها الرئيس كالمطار والجامعة والمستشفيات المتخصصة والطرق وبسط الأمن وانشاء مدن ومقاطعات جديدة والانتصارات الديبلوماسية التى حققتها البلاد كاحتضان القمة العربية على سبيل المثال لا الحصر.

 

أما أهمية الخطاب وتاريخيته فلسنا نحن من يحددها فأمرها متروك لخيل ورجل الإذاعة والتلفزة الرسميتين ومناضلى حزب الإتحاد والمؤلفة قلوبهم من السياسيين والوجهاء وشيوخ القبائل ورجال الأعمال وشباب ونساء رئيس الجمهورية.

حبيب الله ولــد أحمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى