سر نجاح غزواني.. الحزم والهدوء-التفكير بعقلانية
الشروق / الهدوء وبعد النظر خصلتان تمنحان صاحبهما الوصول إلى أحسن النتائج؛ معالجة للواقع وضمانا لمستقبل أفضل..
وفي النوازل والمدلهمات تظهر معادن القادة ونوعياتهم، لأن أي خطوة غير محسوبة قد تجلب ضررا أكثر من الحاصل، وأي معالجة لا تراعي المصالح تحت ضغط اللحظة ستترتب عليها أضرار أكبر.
هذا هو بالضبط حالنا مع الأحداث الأخيرة في الشمال المالي حيث الغياب التام لأي سيطرة لسلطات باماكو على الميدان، والصراع محتدم بين الجماعات الإرهابية والعرقية والعصابات الإجرامية، وأي تصرف من طرف سلطاتنا لا بد أن يأخذ في الحسبان مراعاة مصالح مواطنينا (تجارا ومنمين) بالإضافة إلى أواصر أخوتنا وجيرتنا للشعب المالي وأننا متنفسه الوحيد بعد إحكام القبضة عليه من طرف الإيكواس وتضارب المصالح الفرنسية الروسية هناك.
ومع اعتبار قيادتنا منذ اول وهلة دم مواطنينا وممتلكاتهم خطا أحمر لا مساومة على تجاوزه؛ كان لزاما عليها أن تتحرك بخطوات محسوبة ومدروسة؛ حفاظا على الأرواح وضمانا لاستمرار المصالح في الجانبين ومحاسبة للمتورطين في سفك دماء مواطنينا..
وبتوفيق من الله عز وجل وفقت قيادتنا بدبلوماسية رزينة وتصرفات حازمة في انتزاع ما تريد دون الإضرار بالشعب المالي المسلم البريء أو تعطيل مصالح رعاياها منمين وتجار في البلد الجار؛ كما ضمنت أيضا المشاركة في تحقيق يحدد الجناة وتسيير دوريات مشتركة على الحدود تضمن عدم تكرار حوادث من هذا القبيل أيا كان الفاعل في انتظار إنزال العقوبة بالمعتدي السابق.
والأهم أنها لم تُدفع إلى الانزلاق في صراع دموي متعدد الأطراف ومتباين الأهداف.
وهنا يكمن سر نجاح القائد #غزواني المحنك الراعي لمصالح شعبه الحريص على أمنه واستقراره؛ المحافظ على حق الأخ الجار حتى ولو جار.
حفظ الله بلدنا ووفق قيادتنا