أخبار وتقاريرمقابلاتمميز

إسلاميو موريتانيا يدقون ناقوس الخطر..

الشروق / ما يريده إسلاميو حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية من خلاله مهرجان «دق ناقوس الخطر» المقرر تنظيمه مساء اليوم السبت أمام ساحة المعرض بقلب العاصمة نواكشوط، هو إظهار قوة التيار الإسلامي في موريتانيا، وهو مع ذلك إبراز تميز حزب التجمع عن أحزاب المعارضة الأخرى التي فضلت مهادنة الرئيس الغزواني منذ وصوله للسلطة قبل أكثر من سنتين.

ويواصل حزب التجمع منذ أكثر من شهر التعبئة لهذا المهرجان مستفيداً من جمود المعارضة الموريتانية الذي جعل الساحة خالية له، ومنتهزاً ضعف الأداء الذي ينتاب حكومة الرئيس الغزواني التي ورثت «تركة ثقيلة ومربكة وإدارة ضعيفة وخزائن خاوية» حسب تأكيداتها.

وامتلأت ممرات العاصمة نواكشوط بشعار الدعوة لحضور هذا المهرجان وهو «رفض التكميم والتجويع والتهميش» ورص الحزب سلاسل بشرية من نسائه وفتياته أمام التقاطعات الطرقية وأمام الأسواق، وهن مرتديات علم الحزب وشعار الدعوة للمهرجان.

ومهد الدكتور محمد محمود ولد سيدي، رئيس حزب التجمع «تواصل» للمهرجان بمقابلة مع منصة الحزب على فيسبوك، فوجه انتقادات شديدة لنظام الرئيس الغزواني.

وقال: «ما حققته ولاية الرئيس الغزواني حتى الآن يبقى دون المؤمل ودون المطلوب لدى المواطن الموريتاني، لأن مؤشر الإنجاز لم يظهر، حسب قوله، إنجازاً ملموساً لمشاريع كبرى».

وأضاف: «ما تحقق دون المطلوب ودون المؤمل بكثير، وهو ما سيتأكد منه كل من رأى وضع الطرق، ووضع المستشفيات أيام الجائحة، ورأى تردي الوضع في قطاع التعليم، وفشل المدرسة الجمهورية التي بشر بها النظام من قبل، ورأى نتائج الامتحانات خاصة البكالوريا، كل ذلك يؤكد أن مؤشر الإنجاز مؤشر دون المطلوب بشكل مجمل».

وأوضح ولد سيدي «أن نتائج المؤشر السياسي دون المطلوب هي الأخرى، فنحن نطالب منذ سنتين وزيادة، بالتنسيق مع مختلف القوى السياسية، بالحوار ووصلنا أخيراً إلى التشاور وليس الحوار، ثم إن التشاور أيضاً لم يبدأ بعد، فكلما تم هو عقد جلسة واحدة للتحضير، فالمؤشر السياسي والاجتماعي يؤكد أن الإنجاز دون ما يؤمله المواطن الموريتاني».

وقال: «الأسعار وزياداتها المطردة دليل على الفشل، والحملة الزراعية التي بدأت دون أن تتوفر الأسمدة، وحتى أن البحث عن الأسمدة مرتبك، والتعليم كذلك، فنحن الآن في نهاية الفصل الأول من السنة الدراسية وما زالت الأيام التشاورية حول التعليم لم تنته ولن تظهر السياسات المنبثقة عنها قبل نهاية السنة، والوضع الصحي في البلد متدهور، وهو ما يؤكده إقبال المواطنين على مستشفيات السنغال والمغرب وتونس وتركيا، وهو ما يدل عليه أيضاً ما ينفقه الأفراد أصحاب الضرورات في المشافي الأجنبية، كل هذا دال على أـن البنية الصحية في موريتانيا دون المستوى».

وانتقد رئيس حزب التجمع واقع الحريات، فقال: «الحريات تشهد انتكاسة تتجلى في الاعتقالات التي تمت في الركيز والنعمة ونواذيبو، كما تتجلى في إصدار قانون الرموز».

وتابع: «بينما كان المواطن الموريتاني يتطلع للحرب على الفساد ويتطلع لمواجهة فساد العشرية، فوجئنا بفساد جديد، وفوجئنا بأن المفسدين الجدد يشعرون اليوم بالأمان لا يخافون محاسبة ولا عقوبة».

وشدد ولد سيدي على أهمية الحوار المرتقب مشككاً في نيات الحكومة، فقال «نتوقع من هذا الحوار أن يصل إلى نتائج تستحقها موريتانيا، وهذا أملنا وهذا استعدادنا وهو مطلبنا الأساسي من الحكومة، ولكن المؤشرات حتى الآن لا تدل على إمكانية الوصول لهذه النتائج.

فتجزئة مضامين الحوار واستباق الحكومة لها كما وقع في التشاور المفتوح حول التعليم وفي التقطيع الإداري، فهذه أمور يجب أن تكون من صميم الحوار، شأنها شأن قانون الرموز، فما الذي يجعل الحكومة تستعجل عليه؟

فالمفروض أن يحال للحوار، كما أن غياب الحكومة عن جلسة التحضير للحوار ليس مؤشراً طيباً، وتضاف لذلك الحملات التي أطلقت ضد الحوار من الضفة الثانية والنيران التي وجهت للمعارضة وتبخيس ما يجري والتحذير من الحوار، كل هذا ليس مؤشرات طيبة، لكن مازلنا رغم كل ذلك متمسكين بأن ينظم الحوار وبأن يصل إلى نتائج».

ودافع في حديثه للمنصة الممهد لمهرجان السبت، عن خطاب حزب التجمع، فأكد أنه لا يمكن وصف خطاب حزب التجمع بالراديكالية، ولا يمكن وصفه بالاستكانة والتميع.

وقال: «خطنا السياسي مرتبط بخطابنا، فنحن نتحدث حسب الزمان المكان والمناسبة، فهناك مواقف تقتضي مستوى من القوة في الخطاب ومستوى من الجرأة؛ وهناك مواقف تقتضي مستوى من اللين والهدوء والتدرج والإنصاف، وعلى هذا الأساس تظهر بياناتنا ومواقفنا في هذا السياق بخطاب مسؤول وملتزم ومتوازن ووسطي».

وأضاف: «ما يميز حزبنا هو تشبثه بهوية موريتانيا الإسلامية، وهو ما تجسد في أكثر من مناسبة، كالمطالبة بتحسين إدراج مضمون الهوية في مناهج التعليم وبالقصاص كخيار متاح من خيارات الوقوف في وجه تفشي الجريمة، فنحن في حزب التجمع نقتنع بأن الإسلام هو حل مشاكل هذا البلد، وهو الضامن لحماية هويته ووحدته وتطوره».

ولم ترق تحركات الإسلاميين ودقهم لناقوس الخطر في وجه نظام الرئيس الغزواني، ولا إبرازهم لوزنهم كأقوى حزب سياسي في موريتانيا، متوفر على أكبر كتلة نيابية معارضة في البرلمان، كل هذا لم يرق لخصومهم في المشهد السياسي الموريتاني وعلى رأسهم الدكتور إسحاق الكنتي، الأمين العام المساعد للحكومة الذي دون أمس ساخراً من تعبئة الإسلاميين لمهرجان السبت.

فتحت عنوان «صيد النساء» كتب: «في تدوينة سابقة، ذكرت أنه لم يبق في حزب تواصل إلا المستضعفون من الرجال والنساء والولدان، لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً» فجاء الدليل من خلال إكراه الحزب «فتياته» على تكفف المارة في الشوارع وملتقيات الطرق لحضور جمعهم يوم سبتهم! إنه لمنظر مخجل، والذي كرم بني آدم! سلسلة بشرية من الصبايا ربات الخدور يدفع بهن إلى الشارع إغراء وغواية في مخالفة صارخة لأحكام الدين، وقيم المجتمع، بينما يجلس «رجال الحزب» في المكاتب المكيفة ينتظرون ما تجنيه الكواعب من الشوارع!!».

وقال: «كان أهل القرية حاضرة البحر يحتالون في صيدهم فيلقون شباكهم، ويضعون طعومهم قبل يوم السبت ليعلق فيها الصيد يوم السبت (يوم مهرجان تواصل) فيأخذونه يوم الأحد، وأهل تواصل صيادون مهرة في كل المياه؛ صافية وعكرة.. فلم تعظونهم!! قالوا معذرة».

وتابع الكنتي: لم يلتزم تواصل وصية النبي صلى الله عليه وسلم، لا في الصلاة من قبل، ولا في النساء الآن فأخرجوهن من بيوتهن إلى الشارع؛ طلباً لمكسب سياسي عجز عن تحقيقه الرجال «كما رددها يوماً… عمرو» «النساء عمائم الرجال…» فهل يضع أحدنا عمامته على الرصيف تكففاً! ستأتي حيتانهم، التي اصطادتها نساؤهم، يوم سبتهم شرعاً ليتصدر «رجالهم» المشهد فوق المنابر يخطبون في «صيد النساء»! وربما تمايلوا على أنغام «قم غادر!» فقد أغنت الحرائر، وعادوا إلى بيوتهم يجرون الذيول، فقد كتب القتل والقتال على الرجال».

القدس العربي 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى