قطر : المحطة النووية بالإمارات تهدد الاستقرار الإقليمي
الشروق /طالبت قطر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتدخل في نزاع بشأن محطة طاقة نووية تشيدها الإمارات كلفت 24 مليار دولار.
وقالت قطر في رسالة وجهتها إلى وكالة الطاقة الذرية إن محطة براكة النووية تشكل تهديداً خطيراً للاستقرار الإقليمي والبيئة وطالبت بوضع إطار عمل يخص الأمن النووي في الخليج.
وأضافت قطر في رسالتها ، أن غبار مواد مشعة ينجم من حادث عرضي يمكن أن يصل إلى الدوحة خلال خمس ساعات إلى 13 ساعة وأن تسرباً إشعاعياً سيكون له تأثير مدمر على إمدادات المياه في المنطقة بسبب اعتمادها على محطات التحلية.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية في الرسالة إلى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، إن قطر لديها “مخاوف كبيرة تتعلق بتشغيل محطة الطاقة النووية الواقعة في براكة”.
وتقول الرسالة: “ترى دولة قطر أن عدم وجود أي تعاون دولي مع دول الجوار فيما يتعلق بالتخطيط لمواجهة الكوارث وبالصحة والسلامة وحماية البيئة يمثل تهديداً خطيراً لاستقرار المنطقة وبيئتها”.
كما قالت قطر إن تلك التكنولوجيا غير مجربة نسبياً لا سيما وأنه لا يوجد سوى مفاعل تجاري واحد آخر من هذا النوع يعمل في كوريا الجنوبية.
وقالت الإمارات، الأربعاء، إن برنامجها للطاقة النووية مطابق لمعايير وكالة الطاقة الذرية وأفضل الممارسات الدولية.
وقال مندوب الإمارات الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية السفير حمد الكعبي في بيان له : “الإمارات العربية المتحدة.. تلتزم بما تعهدت به فيما يتعلق بأعلى معدلات الأمان النووي والأمن ومنع الانتشار”.
وأضاف أن المحطة، الأولى من نوعها في العالم العربي، من المتوقع تشغيلها بحلول عام 2020 بعد أن كان ذلك مقرراً في 2017.
ورفضت وكالة الطاقة الذرية ومقرها فيينا التعليق على السجال الدائر بين البلدين في هذا الصدد.
وقالت قطر، إن المخاوف الإقليمية بشأن السلامة النووية ستزيد عندما يدخل البرنامج النووي المدني السعودي حيز التنفيذ. وطلبت المملكة طرح عطاءات من كبرى شركات الطاقة النووية في العالم لبناء مفاعلات.
وكانت شركة نواة الإماراتية للطاقة قالت في مايو الماضي، إن براكة، أكبر محطة نووية قيد الإنشاء في العالم، يجب أن تبدأ العمل بين نهاية 2019 ومطلع 2020.
وتشيد المحطة شركة الطاقة الكهربائية الكورية (كيبكو)، لكن مشكلات متعلقة بتدريب عدد كاف من العاملين المحليين أجل بدء التشغيل، ووقعت نواة في نوفمبر عقداً مع شركة (إي دي إف) الفرنسية لتشغيلها.
ومنذ كارثة تشيرنوبل النووية عام 1986، عندما حدث تسرب إشعاعي من المفاعل الذي صممته روسيا في أوكرانيا ووصل لأجزاء كبيرة من أوروبا، دفعت التأثيرات المحتملة عبر الحدود للكوارث النووية إلى خلافات عديدة بين الدول المجاورة.
وقالت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، مالكة محطة براكة، هذا الشهر، إنها اكشفت فراغات في الخرسانة في المفاعلين الثاني والثالث، غير أنها قالت إنها لا تشكل خطراً على السلامة ولن تؤجل بدء التشغيل.
وكان من المقرر أن تكتمل أعمال الإصلاح في المفاعل الثالث بحلول نهاية العام الماضي، بينما تراجع الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في الإمارات خططاً لإصلاح فجوات أصغر في المفاعل الثاني.