صناع الأفلام في قطر يشيدون بدور مؤسسة الدوحة للأفلام في تمكينهم من العثور على صوتهم السينمائي
الشروق نت/ أكّد صناع الأفلام من قطر، الذين تم اختيار مشاريعهم في الدورة العاشرة من ملتقى قمرة السينمائي، الحاضنة السينمائية السنوية للمواهب التي تنظمها مؤسسة الدوحة للأفلام، أهمية ودور الدعم والتوجيه الذي يتلقونه في الملتقى بهدف مساعدتهم على استكشاف هويتهم السينمائية الفريدة وتحقيق تطلعاتهم الإبداعية.
وفي دورته لهذه السنة ، يضم قمرة 13 مشروعًا من قطر، بما في ذلك 11 مشروعًا لمواطنين.
ويتلقى صناع الأفلام الإرشاد والتوجيه من نخبة من ألمع نجوم السينما العالمية، منهم خبراء قمرة توني كوليت، وليوس كاراكس، وكلير دينيس، وأتوم إيغويان، ومارتن هيرنانديز، وجيم شيريدان، بالإضافة إلى أكثر من 200 متخصص عالمي في هذا المجال. ويغطي هذا الدعم جميع جوانب مجال صناعة الأفلام ابتداءً من السيناريو إلى الإنتاج، وإلى ما بعد الإنتاج والتسويق.
أمل المفتاح، مخرجة فيلم “قبل ما النهار يطلع” (قطر) قالت: “أعتقد أن التحدي الذي نواجهه كصناع أفلام قطريين هو العثور على صوتنا. وكوننا جزء من مؤسسة الدوحة للأفلام أتيحت لنا فرصة النضج وإيجاد صوت جماعي يمثلنا. السينما بالنسبة لي تدور حول أن تكون أنانيًا في رغبتك في رواية قصتك الخاصة، وأن تكون غير أناني في رغبتك في أن يشعر الناس بالعواطف التي تريد أن توصلها”. يدور فيلمها القصير حول شخصية نور، وهو سائق شاحنة شاب يواجه عقبة أثناء توصيل شحنة عاجلة وغير عادية إلى قطر.
“مسرح الأحلام” (قطر) وثائقي قصير من إخراج فاطمة الغانم، يحكي قصة الشجاعة والتضحيات الخفية لأول منتخب نسائي لكرة القدم في قطر ويستكشف مواضيع الهوية والانتماء. يقدم الفيلم نظرة متنوعة على التحديات الفريدة التي تواجهها النساء القطريات في مجال الرياضة.
في مناقشة رحلة الفيلم، قالت فاطمة: “مشاركتي في ورشة الأفلام الوثائقية القصيرة مع ريثي بان التي أقامتها مؤسسة الدوحة للأفلام، ودعم صندوق الفيلم القطري في المؤسسة، وآراء ونصائح الخبراء في ملتقى قمرة السينمائي، كلها ساعدتني على استكشاف نهج سينمائي غير تقليدي لموضوع وثائقي يركز على شخصيات محورية في مجال الرياضة. الحرية التي وجدتها والثقة التي بنيتها مع الذين عملوا معي في هذا المشروع ساعدتني في النهاية على تحديد وتبني صوت سينمائي يعبر عن شخصيتي كمخرجة أفلام ويعبر بصدق عن قصة الفيلم.”
كمام المعاضيد وعبير الكبيسي يقدمان فيلمهما القصير “أن تصبحي مصاصة دماء” (قطر)، وتدور أحداث الفيلم حول الفتاة القطرية سارة التي تعاني من وظيفتها المرهقة والضغط الاجتماعي من قبل والدتها، وتجد سارة فرصة لاستعادة استقلاليتها عندما يعضها مصاص دماء. كمام هي إحدى خريجات قمرة التي تستفيد من هذه المنصة لتطوير مهاراتها واتباع نصائح المرشدين والخبراء. “نحن نتعامل مع قصة من مجتمعنا. لم تكن هناك أي قيود أو التزامات على الموضوع، وتمكنا من كتابة قصة عالمية لأن مؤسسة الدوحة للأفلام دعمتنا لتقديم قصة حقيقية ودقيقة عن حياة المرأة في قطر”.
بدوره قال علي الهاجري، مخرج فيلم “أنتظرك حتى تنام” (قطر)، إن فيلمه يدور حول الحزن والحداد. “لقد كانت طريقتي للتواصل مع نفسي والتصالح مع حزني من خلال الأفلام بعد السنوات التي أمضيتها في قمع مشاعري.” وحول الدعم المقدم من مؤسسة الدوحة للأفلام وقمرة على وجه الخصوص، قال: “توفر مؤسسة الدوحة للأفلام مساحة آمنة وداعمة للتواصل مع صناع الأفلام الآخرين والحصول على دعم المختصين في هذا القطاع”.
في مشروعه “تمنيت العزلة” (قطر)، يصور حمد الفيحاني قصة عاطفية عن شاب يتعامل مع تلقي خبر أنه سيفقد وجهه، وتراوده مشاعر الوحدة عندما تعطيه والدته قناعًا لوجهه. “قصتي تدور حول ما يشعر به الناس عندما يتعرضون لمشاكل أو ألم لا يستطيعون السيطرة عليه. نرى كيف يشعرون ويعانون ويواجهون العالم”.
وقد زودته مشاركته في ورشة الأفلام الوثائقية التابع لمؤسسة الدوحة للأفلام مع ريثي بان بالمهارات والقدرات اللازمة لنقل قصصه من خلال السينما. «قمرة هي مساحة رائعة نتعلم فيها الكثير من المتخصصين الحقيقيين في هذا المجال. وهنا نوسع آفاقنا ونتعلم كيفية التعامل مع القصص بطريقة مختلفة”.
عدنان نصّاري لديه قصة شخصية صادمة يريد أن يرويها للعالم من خلال فيلمه الصامت الذي يعتبر رسالة ضد الحواجز الجغرافية. مشروعه “الخريف” (قطر، إيران) مع عائشة الجيدة هو مأساة رومانسية يتناول فكرة قص أجنحة الأفكار الطموحة. “ترتبط هذه الأفكار بمشاعري وقصتي ومعاناتي. أعتقد أن الأفلام يجب أن تعكس القضايا الإنسانية. ويتتبع فيلمي ثلاث شخصيات رئيسية يروون قصصهم بطريقة صامتة”.
“أسطورة محمود” (فلسطين، الولايات المتحدة الأمريكية، لبنان، كينيا، اليمن، الأردن، قطر) من إخراج ميار حمدان وشيماء التميمي، يصور عائلة فلسطينية اتخذت من الدوحة موطناً لها قبل 60 عاماً، وتواجه مرة أخرى معضلة الانتقال أو القتال من أجل البقاء. قالت صانعتا الفيلم: “يتحدث فيلمنا عن عائلة فلسطينية – عائلتنا – لذا فهو وسيلة لنا لمعالجة المشاعر وتفكيك الصدمة المتوارثة عبر الأجيال. نحن نحاول أن نروي الحقائق بشكل خلاق. وأشادا بدعم مؤسسة الدوحة للأفلام في جميع جوانب صناعة الأفلام سواء الإبداعية أو التقنية أو المالية”.