تركيا تركز على الاختراق الناعم في موريتانيا
الشروق / قالت صحيفة العرب أن تركيا تتسلل موريتانيا عبر المشاريع الاستثمارية، وتسعى إلى ملء الفراغ الذي تركه تراجع دول المقاطعة عن الاهتمام بكل من موريتانيا بعد المصالحة التي تمت في قمة العلا بالسعودية في يناير الماضي.
وقالت الصحيفة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا في الأيام الأخيرة الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني لزيارة أنقرة، في خطوة داعمة لإستراتيجية تركيا في التمدد الناعم في موريتانيا .
وأضافت الصحيفة ان الأتراك يركزون في جذب نواكشوط على وعود بالاستثمارات وإطلاق المشاريع، وهو ما وجد صدى لدى المسؤولين في موريتانيا، بعد الفشل في الحصول على دعم خلال وجود موريتانيا في حلف دول المقاطعة بمواجهة قطر وتركيا وجماعة الإخوان المسلمين.
وأكدت الصحيفة أن موريتانيا حصلت على دعم لتطوير قطاعات تنموية حيوية في البلاد، وخاصة في معركتها ضد الإرهاب والتيارات الإسلامية المتشددة ومنها الإخوان المسلمون، لاسيما في فترة حكم الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز الذي حمل لواء مواجهة الإسلاميين.
ونقلت الصحيفة عن مراقبين إن تركيا تريد الاستفادة من عتب الموريتانيين على المانحين الخليجيين، لكنها لن تكتفي بالوعود لنواكشوط والخرطوم خصوصا أن كلفة التواجد في المشاريع قليلة نسبيا وضمن سياق إتاحة الفرص للشركات التركية مع تواجد ثقافي وديني في شكل مساعدات، بل والإفصاح عن رغبة في التغلغل واستعادة النفوذ الذي فقده الأتراك خلال السنوات الماضية، كما تضاعفت جهود أنقرة للتغلغل في المجتمع الموريتاني منذ الزيارة التي قام بها أردوغان لموريتانيا في فبراير 2018، حيث توجت بتوقيع عدة اتفاقيات بين البلدين في مجالات المعادن والصيد والاقتصاد البحري والسياحة، إضافة إلى مذكرة تفاهم في مجال الزراعة واتفاقية حول حماية وتعزيز الاستثمارات بين البلدين.
وأوضحت الصحيفة ان تلك الزيارة الأولى من نوعها لرئيس تركي بدت محطة لفتح الباب أمام الاهتمام التركي بموريتانيا التي تقع في منطقة إستراتيجية على المحيط الأطلسي وبالقرب من منافذ بحرية هامة للتجارة الدولية وبوابة لدول حوض نهر السنغال.
وقالت الصحيفة إلى أن دعوة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، لزيارة تركيا تدخل ضمن الجهود المبذولة لربط صلات أكبر مع القيادة الحالية وكذلك استغلال الأزمة الاقتصادية التي تمر بها موريتانيا تزامنا مع شح مواردها.
و خلصت الصحيفة الى أن تركيا تقوم بتعزيز تواجدها في موريتانيا من خلال الجانب الديني منذ فترة تحت عنوان تدريب الأئمة، وكذلك من خلال المنظمات الخيرية التي تقوم بأنشطة محدودة، لكن يتم تضخيمها لإظهار أهميتها، من ذلك ما قدمته الاثنين من طرود غذائية لـ300 أسرة موريتانية بمناسبة رمضان،كما ركزت على تدخلها الناعم في قطاع التعليم للتسلل إلى الساحة الموريتانية، وعملت كذلك على استقطاب الطلاب الموريتانيين للدراسة في الجامعات التركية.
ولفتت الصحيفة إلى أن رهان تركيا على موريتانيا له هدف آخر، وهو اتخاذ البلدين بوابة انطلاق لنفوذها في القارة الأفريقية ومنافسة القوى الدولية الأخرى المتمركزة في دول الساحل وكذلك في شرق القارة.
نقلا عن صحيفة العرب بتصرف